أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، اليوم الأربعاء بواشنطن، على أن مشروع الجهوية المتقدمة، الذي يعد نموذجا للحكامة الترابية وعاملا على النهوض بالديموقراطية التشاركية، يشكل "رسالة واضحة للمجموعة الدولية بشأن إرادة وجدية المغرب لتفعيل مخطط الحكم الذاتي بالصحراء". وأوضحت السيدة بوعيدة، التي حلت ضيفة على مائدة مستديرة بمركز التفكير الأمريكي المرموق (أتلانتيك كاونسل) والتي حضرها عددا من المسؤولين الأمريكيين والخبراء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن "النموذج الجديد للحكامة الترابية، الذي رأى النور بعد مشاورات واسعة مع المواطنين ومختلف القوى الحية بالمغرب، يمنح المزيد من المصداقية لمخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، تحت السيادة المغربية". ولاحظت أن الأمر يتعلق بمقاربة طلائعية ستمكن الساكنة المحلية من تدبير شؤونها بنفسها، في إطار يقرب مسلسل اتخاذ القرار من المواطنين، مبرزة أن مسلسل نقل الاختصاصات إلى الجهات جار تنفيذه. وأضافت أن الانتخابات الجهوية الأخيرة، التي أسفرت عن تشكيل مجالس منتخبة عبر الاقتراع العام، أبانت عن انخراط وحماس سكان الصحراء إزاء مسلسل تفعيل الجهوية المتقدمة، لافتة إلى أن الجهات أصبحت تتوفر الآن على اختصاصات تنفيذية تتعلق بمختلف جوانب التنمية المحلية. وفي معرض تطرقها إلى دينامية التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، على كل الأصعدة، خاصة على مستوى البنيات التحتية الأساسية والمشاريع المهيكلة الضخمة، أشارت الوزيرة المنتدبة إلى إرادة المغرب لجعل هذه المنطقة من المملكة مركزا إقليميا في خدمة تعزيز علاقات التعاون بين المملكة وبلدان جنوب الصحراء، يكون في الآن نفسه مصدرا للرفاهية والاستقرار. في هذا السياق، شددت السيدة بوعيدة على قدرة المغرب على الانطلاق "الإيجابي" و"الفعال" سواء بشمال إفريقيا أو بمنطقة جنوب الصحراء، في إطار مقاربة تعتمد على محاربة آفة الإرهاب، وتسوية النزاعات ودعم الإصلاحات الديموقراطية. وأشارت إلى دور المغرب في تسوية الأزمة الليبية، والذي أشادت به كبرى العواصم بالعالم والأمم المتحدة غير ما مرة، وكذا الدعم الذي تقدمه الرباط إلى بلدان المنطقة في إطار الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب العنيف، خاصة عبر تكوين الأئمة. وقالت السيدة بوعيدة، التي تقوم بزيارة إلى واشنطن حيث ستلتقي عددا من المسؤولين الأمريكيين السامين بوزارة الخارجية والبيت الأبيض والكونغرس، إننا "نسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والدولي وجنوب جنوب و شمال جنوب، لكن أيضا ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، من أجل دعم جهود مكافحة آفة الإرهاب في إطار هيكلي ودائم".