الذي شاهد السيد رئيس الحكومة، وتتبع خطابه أمام وزرائه، وهو يعقب على ما وقع من تعنيف للأساتذة المتدربين، من طرف أجهزت وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي: 07 01 2016، وشخص ملامح تلك الشخصية في إشاراتها ونظراتها وإيحاءاتها؛ لا يمكن أن يتصورها إلا صورة طبق الأصل لصورة أحد أولئك الظلمة الطغاة الذين قذفت بهم الأيام، ووجدوا أنفسهم بعد حين في مزبلة التاريخ؛ بعد أن تجبروا، وسادوا شعوبهم بالحديد والنار. ولا يمكن لصاحب فطرة سليمة أن يستسيغ تلك النبرة المتسلطة للسيد رئيس الحكومة التي كانت تثير الاشمئزاز والتذمر؛ الذي بدا حتى في وجوه وزرائه الذين كانوا مصطفين أمامه؛ فضلا عن من كان يرقبه من بعيد، وينتظر تعليقه على تلك المجزرة بفارغ الصبر. وبعد أن فلتت منه كلمة فهمها وزراؤه من قبيل التعاطف والمساندة لهؤلاء الأساتذة، وقال: إنه ضد استعمال القوة عندما لا تكون مبررة. فتنفسوا الصعداء، وشرعوا في التصفيق؛ قاطعهم مباشرة بنبرة الطاغي المتجبر: "ولكن صبروا شويااااا... صبروا شويااااا" وعاد مجدداً لتأكيد اسمرار تحالفه مع حلفائه ومع وزير الداخلية وأجهزته التي أعطت الأوامر لسلخ الأساتذة المتدربين. وإذا كانت هذه الصورة القاتمة التي وصل إليها السيد رئيس الحكومة في بشاعتها وقمة انحطاطها التي لا يمكن أن تعبر إلا عن وصمة عار في جبين المشهد السياسي المغربي المعاصر. وأمام هذا الوضع لا يسعنا كمتتبعين إلا أن نتوجه لمن لازال يصفق ويهلهل ويطبل لهذه الشخصية التي فقدت وعيها وكيانها التاريخي؛ لنقول لهم: أفيقوا من سباتكم ! وكفاكم تقديساً، وتبريراً للزلات التي لا زال زعيمكم يرتكبها في حق الشعب المغربي. واسألوا صاحبكم متى سيعود إلى رشده؟ ويحاول أن يعيد النظر في قراراته وأخطائه التاريخية؛ ليرفع يده عن أبناء هذه الطبقة الذي انتخبوه من أجل حقوقهم؟ ومتى سينصت ولو قليلاً لصوت هذه الفئة المسحوقة؟ .