شهدت مدينة غفساي بإقليم تاونات يوم الأربعاء 06/01/2016 مسيرة شعبية حاشدة ، جابت الشارع الرئيسي للمدينة ، نظمتها فعاليات المجتمع المدني والنقابي احتجاجا على تدهور وتردي الأوضاع الأمنية والإجتماعية والخدماتية بالمدينة ، انطلقت المسيرة من أمام الثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي في إشارة إلى تضامن الساكنة مع التلميذ م ص الذي راح ضحية جريمة قتل بشعة من أحد الجانحين ، وبعدها جابت شارع الحسن الثاني مرددة شعارات منددة بالفساد وسوء التدبير ، ومطالبة بالتدخل السريع لفك العزلة والتهميش المفروضين على غفساي ، واشتملت المطالب مجالات الأمن ،والصحة ،والطريق ، والماء والكهرباء ، وخدمات الأنترنيت ... المسيرة جابت شارع الحسن الثاني ، وتوقفت أمام كل المصالح الخدماتية والأمنية مثل المكتب الوطني للماء ، والمكتب الوطني للكهرباء ، وبلدية غفساي ، وباشوية المدينة ، والدرك الملكي ،لينتهي مسار المسيرة بوقفة أمام مستشفى الحسن الثاني ،حيث تم تلاوة كلمة المسيرة التي تضمنت الخطوط العريضة للملف المطلبي الذي صاغته التنسيقية المحلية للمدينة ويرفع الشكل على وقع شعارات تحي صمود الساكنة .... يشار أن غفساي تعيش حالة من تردي الأوضاع الأمنية والإجتماعية والخدماتية ، فمن الناحية الأمنية عرفت غفساي في الأشهر الماضية جريمتي قتل راح ضحيتهما شاب من حي الزريقة ، و تلميذ يدرس في الثانوية التأهيلية ينحدر من أحد الدواوير المجاورة لغفساي ، أما من الناحية الصحية فغفساي حسب ما عبر عنه أحد المشاركين في المسيرة الشعبية تعيش وضعا صحيا خطيرا فالمستشفى الوحيد"مستشفى الحسن الثاني" تنعدم فيه أدنى شروط السلامة الصحية إضافة إلى النقص الحاد في عدد الأطقم الطبية لدرجة أنه في بعض الحالات لا يوجد أي طبيب بالمستشفى دائما حسب شهادة نفس المواطن،أما في الجانب الخدماتي فغفساي تعرف انقطاعات متكررة للكهرباء والماء الصالح للشرب ، وضعف الصبيب للشبكة الأنترنيت ،ومن المطالب التي خرجت من أجلها ساكنة غفساي كذلك تردي البنية التحتية ،فشارع الحسن الثاني، الشارع الرئيسي للمدينة لم تنتهي منه الأشغال رغم انطلاقها أكثر من سنتين مع العلم أن الشارع لا تتجاوز مسافته ثلاث كيلمترات وهو ما دفع أحد المتظاهرين بالتعبير ساخرا "كيف يعقل تتأخر الأشغال بشارع صغير وتتعدى السنتين بينما الطريق السيار الرابطة بين تازة ووجدة أنجزت في ستة أشهر" ، كما احتج المواطنون على ضعف شبكة الصرف الصحي التي تنفجر بين الحين والأخر في الشارع العام مسببة انتشار روائح كريهة بالمدينة ، إضافة إلى تعطل الأشغال بكثير من المشاريع التي أعطيت انطلاقتها منذ سنتين .. إضافة إلى المطالب المشتركة لكل ساكنة غفساي ،شارك في المظاهرة سكان حي الثكنة العسكرية والمعروفة "بحي القشلة " في هذه المسيرة مطالبين بتدخل الجهات العليا لرفع الحيف والظلم الذي يهددهم جراء إعادة الإيواء ،حيث يشتكي سكان الحي من الكولسة والسمسرة في البقع السكنية المخصصة لإعادة الإيواء ، ومن ارتفاع قيمة المبلغ الواجب أداؤه كمقابل للقطعة الأرضية مع العلم أن أغلب سكان هذا الحي من الفقراء والمتقاعدين والأرامل ..... المسيرة الشعبية عرفت حضورا وازنا لكل أطياف المجتمع الغفساوي ، كما عرفت انضباطا ونظاما عبر عن مستوى الوعي للساكنة كما أوصل رسالة واضحة للجهات المسؤولة بنضج ووعي الساكنة المحلية، و في تصريح لعضو في التنسيقية المحلية التي نظمت المسيرة عبر عن شكره للتفاعل الكبير من طرف الساكنة كما صرح عن أن هذه المسيرة الشعبية تأتي في سياق خطير تعرفه المدينة على كافة المستويات الأمنية والاجتماعية والخدماتية ، مبديا استعداد التنسيقية ومن ورائها ساكنة غفساي على اتخاذ أشكال نضالية سلمية أكثر تصعيدا في حالة عدم استجابة الجهات المسؤولة لمطالب الساكنة.