تم، أمس الأربعاء بمدينة بني ملال، التوقيع على اتفاقية شراكة إطار تروم تعزيز مجال السلامة الطرقية بالإقليم. وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها الوزير المنتدب المكلف بالنقل السيد محمد نجيب بوليف، ووالي جهة بني ملال - خنيفرة عامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري، ورئيس المجلس الجماعي لبني ملال السيد أحمد شد، إلى تعزيز التعاون بين الوزارة والفاعلين المحليين والمنتخبين في مجال السلامة الطرقية، من تبني مقاربة مندمجة تلامس الإشكالات المحلية والإقليمية، وتقدم إجابات ملائمة تحترم خصوصية الجهة، وتعمل على جعل مدينة بني ملال مدينة نموذجية في مجال السلامة الطرقية، فضلا عن تأطير مجالات اشتغال كل الأطراف المتعاقدة في ميدان السلامة الطرقية. وتلتزم الوزارة، بموجب هذه الاتفاقية المبرمة على مدى ثلاث سنوات، بتجهيز المحاور الطرقية التي تكون فيها السرعة المفرطة سببا مباشرا في حوادث السير برادارات ثابتة، ومواكبة السلطات المختصة في إعداد مخطط عمل خاص بالسلامة الطرقية أخذا بعين الاعتبار خصوصية المنطقة، والمساهمة في تنظيم تكوينات وتدريبات، وزيارات ميدانية لفائدة الأطر الذين يتدخلون في تدبير ملف السلامة الطرقية على المستوى المحلي لبني ملال، فضلا عن المساهمة في تمويل مشاريع تخص التشوير العمودي والأفقي لبعض النقط، والقيام بحملات تحسيسية وتوعوية مع جمعيات المجتمع المدني. من جانبها، تلتزم ولاية الجهة بالعمل على انتظام عقد اجتماعات اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية، والمساهمة في تحديد المحاور التي يتم تجهيزها بالرادارات الثابتة، والسهر على إعداد وتنفيذ مخططات عمل وبرامج للحد من حوادث السير، وكذا تحسين السلامة الطرقية، وتتبع وتقييم إنجاز مخططات العمل في المجال، وتعبئة جميع المتدخلين في مجال السلامة الطرقية، وتسهيل عمل اللجنة التقنية، وتعيين منسقين جهويين في مجال السلامة الطرقية. من جهتها، تلتزم جماعة بني ملال بالسهر على تنفيذ التوصيات المنبثقة عن أشغال اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية المتعلقة بمجال اختصاصها، والعمل على إدماج تجهيزات السلامة الطرقية على مستوى المشاريع الخاصة بالبنية التحتية (طرقات)، والسهر على توفير مكان خاص بالراجلين في الفضاء الطرقي، وذلك عبر إحداث ممرات مؤمنة للراجلين، والمساهمة في تفعيل مخطط العمل الخاص بالسلامة الطرقية. وأكد السيد محمد نجيب بوليف، في كلمة بالمناسبة، على ضرورة الاجتهاد والإبداع في الحلول والإجراءات المحلية، للتأثير على السلوك البشري، الذي يؤدي إلى حوالي 90 في المائة من حوادث السير، مشيرا إلى أن الزجر، وإن كان ضروريا، فهو لوحده غير كاف، بل يجب التفكير في أساليب تحسيسية وإبداعية جديدة من شأنها الرفع من حس المسؤولية لدى المواطنين. وذكر الوزير بأهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية للعشرية القادمة 2016-2025، المتضمنة لأولويات العقد القادم والتي تروم تخفيض عدد القتلى على الطرقات إلى 2800 في عام 2020 (أي بنسبة 25 في المائة خلال 5 سنوات 2016-2020)، وتخفيض عدد القتلى على الطرقات إلى 1900 في عام 2025 (أي بنسبة 50 في المائة خلال 10 سنوات 2016-2025). ونوه، في نفس السياق، بالعمل الذي يقوم به جميع المسؤولين، من أمنيين ورجال الدرك والوقاية المدنية والمصالح الوزارية المختلفة، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والمنتخبين، والذين يعتبر عملهم حلقة مهمة ومتكاملة من شأنها الحد من جسامة معضلة حوادث السير. وتأتي زيارة الوزير المنتدب المكلف بالنقل إلى مدينة بني ملال بعد الانطلاقة الرسمية لاتفاقيات الشراكة المحلية المرتبطة بالسلامة الطرقية، وفي سياق المؤشرات المقلقة التي سجلتها المدينة من حيث نسبة حوادث السير خلال سنة 2014.