في إطار تبادل الزيارات بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب المغربية، قام وفد حزبي مغربي ، يمثل سبع هيئات سياسية من الأغلبية والمعارضة،مؤخرا بزيارة للصين استغرقت عشرة أيام. وزار الوفد الحزبي المغربي خلال هذه الزيارة ، التي تندرج ضمن الدبلوماسية الحزبية، مدن فوزهو وشانغهاي وفوجيان وغوانزهو، إضافة إلى العاصمة بكين، التي شكلت المحطة الأخيرة في هذه الجولة. وقد استقبل الوفد الحزبي المغربي من طرف نائب وزير العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، السيد غوو يي زهو، الذي أشاد بما حققه المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من إنجازات سياسية واقتصادية وتنموية. كما نوه المسؤول الصيني بإجماع مكونات الشعب المغربي حول قضيته الوطنية، معربا عن تقدير بلاده "لجهود المغرب السلمية لتسوية هذه القضية، التي تعيق بناء المغرب العربي وتهدد السلم والاستقرار الإقليميين". ومن جهة أخرى، استعرض المسؤول الصيني الآفاق الواعدة للتعاون بين البلدين الصديقين، من أجل إقامة الشراكة الاستراتيجية. وذكر أن بإمكان البلدين إقامة تعاون مثمر في قطاعات السكك الحديدية والموانئ والسياحة والفلاحة. وأكد أن المغرب وبحكم موقعه الجغرافي المتميز وما ينعم به من استقرار، مؤهل للقيام بدور أساسي في تفعيل مبادرة إحياء طريق الحرير القديم وحزامه التجاري (الحزام والطريق)، التي كان الرئيس شي جين بينغ قد تقدم بها. وقدم أعضاء الوفد المغربي بالمناسبة، لمحة عن التجربة التنموية والسياسية في المغرب، مشيرين إلى أن أحزابهم برغم اختلاف مشاربها السياسية والأيديولوجية، فإنها تشدد دائما على ضرورة تطوير العلاقات المغربية الصينية. واستقبل الوفد المغربي أيضا من طرف نائب مدير شؤون شمال أفريقيا وآسيا بوزارة الخارجية الصينية، السيد وانغ وين زهانغ، الذي أشاد بÜ"علاقات التعاون والتضامن والثقة المتبادلة القائمة بين البلدين"، مؤكدا سعي بلاده الحثيث لإقامة شراكة استراتيجية مع المغرب. ونوه المسؤول الصيني بدور المغرب الإقليمي، مبرزا الجهود التي بذلتها المملكة المغربية ودورها البناء من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. وأجرى الوفد المغربي أيضا، لقاءات مع عدد من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، قدم خلالها أعضاؤه نظرة عن التجربة المغربية في المجال السياسي والتنموي، والتي أهلت المملكة لتشكل استثناء في منطقة تعصف بها القلاقل والاضطرابات. كما تعرفوا على تجربة الحزب الشيوعي الصيني المتفردة في قيادة البلاد إلى مصاف الدول الكبرى، وانتشالها من براثن الفقر والتخلف في زمن قياسي. وتدارس الجانبان السبل الكفيلة بالرقي بعلاقات البلدين الاقتصادية وتعزيز التبادلات بين الشعبين لما فيه خيرهما، والدور الكبير الذي يمكن للأحزاب السياسية أن تضطلع به في هذا المجال.