شكلت سنة 2015 بالنسبة لإقليمالجديدة، سنة تحول اقتصادي بامتياز، إذ انتقل هذا الإقليم، الذي يشكل أحد أقطاب جهة الدارالبيضاء-سطات، إلى السرعة القصوى في رسم معالم قفزة اقتصادية حقيقية وطموحات تنموية. وإذا كان إقليمالجديدة، الزاخر بمؤهلات صناعية وفلاحية وسياحية كبيرة ومتنوعة، قد سار منذ سنوات في سكة الإقلاع الاقتصادي، فإن هذا الإقلاع اتخذ بعدا مغايرا سنة 2015 في كل المجالات. وأولى مظاهر هذا الإقلاع، الذي شكل قفزة حقيقية، هو التوجه الجديد للمكتب الشريف للفوسفاط، المتعلق بجعل مركب الجرف الأصفر فضاء صناعيا حقيقيا لتثمين مادة الفوسفاط بشكل أكبر، وذلك من خلال توسيع مجال إنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة الموجهة للفلاحة، وجعلها ذات قيمة مضافة موجهة للتصدير. وبشكل عام، فإن توجه الجرف الأصفر نحو الصناعات الكبرى من الدرجة الأولى، والتي تعززت خلال سنة 2015 بوحدات صناعية جديدة، جعل منه قطبا صناعيا دوليا بامتياز يوجه أنشطته نحو التصدير، لكونه قد انخرط في صناعة منتوجات تحويلية من خلال مشاريع مشتركة مع مقاولات باكستانية وهندية وبرازيلية. ويتوقع أن تجلب المنطقة الصناعية بالجرف الأصفر، المقامة على مساحة حددت في 500 هكتار، 200 مقاولة خلال السنوات المقبلة، والتي ستساهم في إحداث حوالي 50 ألف فرصة عمل. أما ثاني مظاهر هذا الإقلاع الاقتصادي، فيتمثل في خروج "مركب محمد السادس للمعارض" للوجود، وذلك بمناسبة تنظيم معرض الفرس في أكتوبر الماضي. ومما لاشك فيه أن هذا المركز، الذي شيد بمواصفات عالمية بالقرب من منتجع مازاغان السياحي، سيزيد من إشعاع هذا الإقليم لكونه فضاء متميزا لاحتضان معارض في شتى المجالات. ويضم هذا المركز، المشيد على مساحة 46 هكتارا، فضاءات للفروسية التقليدية "التبوريدة"، والتي تمتد على مساحة 7 هكتارات، ويمكنها استقبال فرق (سربات) من مختلف الجهات، إلى جانب رواق للمعارض والمؤتمرات يمتد على مساحة 1,9 هكتار تتوزع إلى فضاءين، علاوة على موقف للسيارات يتسع لألفي سيارة. وتشكل إنجازات القطاع الفلاحي، ثالث مظاهر هذه القفزة، بالنظر لسعي مختلف مناطق الإقليم لتعزيز إنتاجها من المواد الفلاحية، التي تتميز بالغنى والتعدد. وبلغة الأرقام ، فإن حصة إقليمالجديدة من الإنتاج الوطني من الورود محددة في نسبة 95 بالمائة، والكتاكيت ( 30 بالمائة )، والحليب (7 بالمائة )، واللحوم ( 6 بالمائة )، والزراعات الموسمية ( 5 بالمائة)، والحبوب ( 3 بالمائة ). ويعتبر قطاع الفلاحة ، أول مشغل لليد العاملة بالإقليم ، كما يساهم في التنمية الاجتماعية سواء بالعالم الحضري أو القروي . وتتمثل وظيفة القطب الفلاحي لمنطقة البير الجديد، الذي يعتبر بمثابة قرية للفلاحة جرى إنشاؤها على مراحل (مساحة 400 هكتار)، في تخزين وتوزيع وترويج الفواكه والخضر واللحوم البيضاء. وتبقى السياحة خامس مظهر من مظاهر هذه الطفرة الاقتصادية، إذ ينفرد هذا الإقليم بمميزات لا تتوفر إلا في مناطق محدودة من المملكة، والتي تتمثل في جمعه بين السياحة الداخلية والخارجية. وتشير كل المؤشرات إلى أن الجمع بين السياحة الداخلية والخارجية عرف توسعا بإقليمالجديدة خلال سنة 2015 ، وذلك بفضل العروض الجديدة المتعلقة بالسياحة (وحدات سياحية جديدة ) ، والتي تندرج في إطار مقاربة سياحية مندمجة تروم تقوية مكانة السياحة بالإقليم كرافعة للتنمية المستدامة . لقد راهن المسؤولون المحليون والمنتخبون والفاعلون الاقتصاديون والاجتماعيون ، على جعل سنة 2015 ، سنة الانطلاقة الحقيقية للتنمية المحلية ، وذلك من أجل تعزيز المكاسب والإنجازات التي تحققت بالإقليم والانفتاح على آفاق تنموية مغايرة . وقد برز هذا التوجه خلال الملتقى الجهوي المنظم مؤخرا بالجديدة وشكل أحد لبنات تفعيل الجهوية بعد التقسيم الجديد ، الذي جعل الجديدة أحد أقطاب جهة ( جهة الدارالبيضاء / سطات ) المتكونة من الدارالبيضاءوالجديدةوسطات والمحمدية وبرشيد . وإذا كان ذلك الملتقى قد سعى إلى تجميع مقترحات وتصورات لبلورة مخطط جهوي، فإن الثقل الاقتصادي للجديدة سيجعلها جناحا أساسيا لكي تحلق جهة الدارالبيضاء-سطات نحو آفاق اقتصادية واجتماعية مغايرة.