وقعت مساء أمس الجمعة بمراكش اتفاقية لخلق شبكة بين المدن المغربية المصنفة تراثا ماديا من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسيكو)، وذلك على هامش الاحتفال بالذكرى ال30 لإعلان مدينة مراكش تراثا عالميا للإنسانية من طرف هذه المنظمة. وتهدف هذه الإتفاقية، التي وقعها رؤساء الجماعات الحضرية لمراكش والمشور القصبة وفاس والرباط وتطوان ومكناس والجديدة ووليلي والصويرة وجماعة آيت بنحدو (التي يتواجد بها قصر آيت بنحدو)، إلى تثمين التراث المادي للمدن عبر مختلف أشكال الترميم والمحافظة عليه كموروث تاريخي لمختلف الأجيال باعتباره أحد مكونات الذاكرة المغربية. وتلتزم الاطراف الموقعة بتنسيق وتوحيد السياسات والجهود المرتبطة بالمحافظة على التراث بالمدن التاريخية والمساهمة في تعزيز وجلب الاستثمارات المتعلقة بتنمية هذا التراث ووضع ميثاق المدن المصنفة بالمغرب والتنسيق مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تساهم ماديا في الدراسات والانجازات المتعلقة بالنسيج التاريخي. كما يلتزم الموقعون على الإتفاقية بإنشاء بنك للمعلومات خاص بهذه المدن عبر موقع الأنترنيت لتبادل المعلومات في إطار استراتيجية لتنمية رصيدها التراثي وتعميم نظام المعلومات الجغرافية حول المدن المصنفة وإدماج عائدات الصناعة السياحية والسينمائية في برامج تنمية المدن التاريخية وتنشيط المجال السياحي في شبكة المدن العتيقة من خلال خلق مسارات سياحية بين المدن المصنفة. كما تتوخى الاتفاقية أيضا استفادة المدن المغربية المصنفة من الإعتمادات التي تقوم بإرسالها منظمات المدن العربية والاسلامية والافريقية لانجاز مشاريع نموذجية تعنى بالتراث وتكوين أطر جماعات المدن المصنفة عبر برامج هادفة للرفع من مستوى تسيير وتدبير مشاريع التنمية ورد الاعتبار للمدن التاريخية وتخصيص رصيد مالي من مداخيل المآثر التاريخية لتهيئة وإصلاح هذه المآثر وتبادل التجارب الناجحة الخاصة بتثمين التراث المادي وتهيئة فضاءات بين المدن المكونة للشبكة. كما تلتزم الأطراف بمقتضى هذه الإتفاقية بتخصيص اعتمادات مالية سنوية من ميزانيات الجماعات المعنية لتغطية مختلف الأنشطة وتدخلات الشبكة في مجال التثمين والمحافظة على التراث في المدن الثمانية.