أكد عز الدين المنتصر بالله، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن تطوير المحتوى الرقمي أساسي من أجل إحداث قفزة نوعية في قطاع الاتصالات بالمغرب. وأبرز السيد المنتصر بالله، أن في كلمة خلال افتتاح "أفريكان ديجيتال سوميت 2015" (القمة الرقمية الإفريقية)، التي تعد تكتلا قاريا تنظمه مجموعة المعلنين بالمغرب، أهمية تطوير المشاريع الرقمية من خلال اعتماد سياسة عمومية واضحة في هذا المجال لربح رهان تطوير قطاع الاتصال والتكنولوجيات الجديدة بالمغرب. وأوضح السيد المنتصر بالله، في هذا الملتقى السنوي الذي يلتئم فيه معلنون ومسوقون ومهنيو رقميات ووكالات اتصال بالمغرب وبإفريقيا، حول موضوع الرقميات، أن تحرير قطاع الاتصالات بالمغرب ساهم في تطوير الاقتصاد الوطني حيث شكل 50 في المائة من الاستثمارات الأجنبية، كما يعتبر المساهم الأول في المجال الجبائي. واعتبر أن القطاع الرقمي، الذي عرف تطورا مهما في العقد الأخير من خلال الخدمات الكلاسيكية التي قدمها، مطالب بأن يضع نظاما اقتصاديا يراهن على تطوير المحتوى، خاصة مع انخفاض الأسعار وتراجع الاستثمارات في قطاع الاتصالات. ودعا، في هذا الصدد، إلى مصاحبة المقاولات الناشئة ودعمها وتقديم الاستشارة لها، مع اعتماد إجراءات طويلة الأمد عبر سن سياسة حقيقية لتحرير القطاع في المجال الرقمي، مضيفا أن المستقبل الرقمي يرتكز على المحتوى من أجل جذب المستهلك الذي أصبح أكثر متطلبا. وسجل السيد المنتصر بالله أن قطاع الاتصالات والإنترنت يساهم، بشكل كبير، في التنمية الاقتصادية، خاصة مع ارتفاع الطلب الداخلي على خدمات الإنترنت، والمنافسة بين الفاعلين الاقتصاديين في مجالات الاتصالات، مشيرا إلى أن عدد المشتركين في خدمات الأنترنيت تجاوز ستة ملايين شخص سنة 2014. وأبرز أن التكنولوجيا الرقمية تقدم قيمة مضافة عالية سواء للفاعلين الاقتصاديين أو للإدارة العمومية، فضلا عن تمكين المواطنين من الولوج إلى الانترنت ذي الصبيب العالي والولوج إلى التبادل والمعرفة، بالإضافة إلى تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة على استخدام الأنظمة المعلوماتية في أفق الرفع من إنتاجيتها وتنافسيتها. ويتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي يتواصل على مدى يومين، تقديم مجموعة من الخبراء والأجانب لعروض من قبيل "تقديم نظرة عامة على الرقيمة بالمغرب وإفريقيا" و"قياس نجاح القطاع الرقمي" و"الابتكار في الخدمات الرقمية .. نموذج المغرب" و"التحول الرقمي" و"استراتيجية المحتوى .. نموذج المغرب" و"نتائج الدراسة السنوية حول التوجهات الرقمية للمعلنين المتعلقة برقميات المغرب في سنة 2016". ويعد هذا اللقاء، الذي يشارك فيها معلنون كبار من أربع قارات وأزيد من 650 مشارك من بلدان إفريقية، فرصة فريدة للمعلنين من أجل اكتشاف توجهات الرقمية وتوقع التطورات المستقبلية التي تؤثر على استراتيجيتهم التسويقية الخاصة بهم وبوظائفها بصورة عامة. وتندرج هذه التظاهرة في إطار الاستراتيجية الشمولية لتجمع المعلنين بالمغرب على المستوى الرقمي الرامية، أساسا، إلى مرافقة المعلنين في خطواتهم في هذا المجال ومهننة وهيكلة القطاع وتحسين العلاقات بين مختلف الفاعلين، كما ترمي إلى إطلاق مشاريع مهيكلة حاملة لقيمة مضافة لفائدة مجموع الأطراف والمساهمة في تنمية الأنظمة البيئية للرقمية وللاقتصاد الرقمي بإفريقيا. ويقدم تجمع المعلنين بالمغرب بصفته الممثل الوحيد للمعلنين. ولا ينحصر عمله في الدفاع عن المصالح المباشرة لأعضائه، ولكنه يتمثل أيضا في تطوير المهنية في ممارسة التسويق والإشهار من خلال تعزيز خبرة الأعضاء من جهة والنهوض بالإشهار المسؤول والمحترم للجمهور من جهة أخرى، وهو الإشهار الضروري لتشييد جسور ثقة المستهلكين في الأصناف المسوقة.