قال عزالدين المنتصر بالله، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، إن المملكة المغربية ربحت رهان تعميم الولوج للاتصالات الذي ساهم فيه انخفاض أسعار الاتصالات بشكل كبير، حيث بلغت نسبة نفاذ خدمات الهاتف المحمول 130 في المائة، وعرفت حظيرة الإنترنت نموا مطردا خلال الأربع سنوات الأخيرة، خصوصا بعد سنة 2011. عزا المنتصر بالله هذا النمو، خلال تدخله في ندوة حول موضوع "العالم العربي في الاقتصاد الرقمي، دور الاتصالات في النمو المستقبلي"، احتضنتها باريس، أخيرا، إلى تعدد عروض الإنترنت المتنقل للجيل الثالث، حيث إن 85 في المائة من المشتركين البالغ عددهم 5.8 ملايين يستعملون تكنولوجيا الجيل الثالث مقابل 14.5 في المائة للربط الثابت عبر أ دي إس إل. وأكد المنتصر بالله خلال هذه الندوة، التي شهدت مشاركة عدد من الخبراء ومديري شركات بقطاع الاتصالات بأوروبا وبالعالم العربي، أن هذا التقدم التقني اقترن بإصلاح قانوني وتطوير للبنيات التحتية من أجل تقديم خدمة ذات جودة للمستهلك بأسعار في المتناول. وهو ما جعل من المغرب رائدا في مجال تطوير وتنمية الاقتصاد الرقمي بإفريقيا. واجتذب قطاع الاتصالات ما يقارب نصف الاستثمارات الخارجية بالمملكة وأنتج ما بين 3,5 و4,5 من الناتج الداخلي الخام خلال الفترة ما بين 2000 و2006، بالإضافة إلى أنه يشكل أول مساهم في مداخيل الضرائب. وبذلك يعتبر القطاع رافعة أساسية في الاقتصاد الوطني تغدي قطاعات أخرى مثل مراكز الاتصال، أحد أهم أنشطة قطاع ترحيل الخدمات بالمغرب. وأضاف المدير العام للوكالة الوطنية المواصلات أنه يجب مواجهة مجموعة من التحديات خاصة في ما يتعلق بتطوير المحتويات المحلية القادرة على تحفيز الولوج وخلق قيمة مضافة للفاعلين الوطنيين. يشار إلى أن هذا اللقاء، المنظم من طرف معهد العالم العربي بباريس بتعاون مع مدرسة ESCP-Europe، يندرج في إطار سلسلة من اللقاءات الفصلية تهدف إلى جمع الفاعلين الاقتصاديين العرب والأوروبيين بالباحثين والأكاديميين من أجل التعريف بالخصائص الاقتصادية والتجارية للعالم العربي وتحليل اقتصاديات دول المنطقة.