على الرغم من الظرفية العالمية الصعبة التي طبعت النشاط السياحي على الصعيد العالمي خلال سنة 2015 بفعل عوامل عدة ، والتي ألقت بظلالها السلبية على هذا القطاع الحيوي ضمن النسيج الاقتصادي المغربي ، فإن أكادير، بوصفها واحدة من أهم الوجهات السياحية على الصعيد الوطني، استطاعت أن تحافظ على مكانتها المتميزة ضمن باقي الوجهات السياحية المنافسة على الصعيد الإقليمي. فعلى امتداد السنة التي سنودعها بعد أيام معدودة ، حرص مهنيو السياحة وباقي المتدخلين على المضي قدما في جعل النشاط السياحي بأكادير يواصل حضوره القوي والملفت في مختلف الاسواق التي تتوافد منها أفواج كبيرة من السياح ، وهذا ما تمثل في الاستمرار في الحضور المنتظم لأكادير في أهم الملتقيات السياحية العالمية ، خاصة منها المنظمة في البلدان الأوروبية. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة للحضور الوازن للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير في أهم المعارض الدولية المعروفة على الصعيد العالمي، ومنها على سبيل المثال معرض "طوب ريزا" في باريس، ومعرض "وورلد ترافل ماركت" في لندن، إضافة إلى المعارض والملتقيات المنظمة في ألمانيا وموسكو و فارسوفيا. وعلاوة عن هذا الحضور المتواصل في الملتقيات العالمية للسياحة ، والذي يندرج ضمن الخطة الترويجية التي ينهجها المجلس الجهوي للسياحة بأكادير منذ سنين خلت ، فإن سمة التجدد وتنويع العروض السياحية ، والتي تعتبر واحدة من أهم شروط المنافسة في مجال القطاع السياحي، لم تغب عن اهتمام الفاعلين في القطاع على صعيد وجهة أكادير خلال السنة التي سنودعها. فخلال سنة 2015، شهدت وجهة أكادير ميلاد مشروع سياحي من الأهمية بمكان، لاسيما وأنه يساهم بشكل كبير في تنويع العرض السياحي لهذه الوجهة المعروفة ، تقليديا ، بكونها المحطة الشاطئية الأولى على الصعيد الوطني ، يتمثل في افتتاح "حديقة التماسيح"، وهي عبارة عن مشروع فريد من نوعه على الصعيد الوطني. وتمتد هذه الحديقة ، التي تقع في الجماعة القروية "الدراركة" المحاذية للمجال الترابي للجماعة الحضرية لأكادير على مساحة 4 هكتارات . وتضم أزيد من 300 تمساح من مختلف الأصناف والأحجام ، فضلا عن كونها تحتوي على عدد آخر من المؤهلات التي من شأنها إعطاء قيمة مضافة حقيقة للجاذبية السياحية لوجهة أكادير. فإلى جانب الأحواض المائية التي تحتضن التماسيح التي تم جلبها بالخصوص من مجاري المياه الأفريقية ، و من ضمنها "تمساح النيل" ، فإن حديقة التماسيح ، المعروفة أيضا باسم ( كروكو بارك)، تعتبر كذلك معرضا لأصناف مختلفة من النباتات التي تم جلبها من المناطق الإستوائية الأفريقية ، ومن أمريكا اللاتينية، ومن مناطق أخرى من العالم ، حيث بإمكان زوار الحديقة الاستماع إلى شروحات دقيقة حول أصول هذه النباتات وخصائصها وأغراض استعمال البعض منها قديما وحديثا. وعلاوة عن خدمات الإطعام وتوفير شروط الراحة والارتخاء لزوار الحديقة ، إلى جانب تهيئة فضاء للعب بالنسبة للأطفال الصغار ، فإن "كروكو بارك" أكادير، الذي كلف استثمارا ماليا يقارب حوالي 3 ملايين أورو، يحتوي أيضا على "كهف" تم تشييده وفق هندسة دقيقة ، وهو يحيل على بعض مظاهر حياة الانسان البدائي ، كما يقدم فكرة عن الاستكشافات الحديثة للمستحثات الضاربة في القدم.