نعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الإثنين، المقاوم المرحوم مولاي عبد الله بن مولاي عمر المكوني، الذي توفي يوم الخميس الماضي بمدينة الدارالبيضاء، والمقاوم المرحوم محمد بن التهامي شكوكو، الذي توفي يوم 16 نونبر الماضي بفاس. وأوضح بلاغ للمندوبية السامية أن المقاوم المرحوم مولاي عبد الله بن مولاي عمر المكوني، المزداد سنة 1930 بآيت حديدو، انخرط في العمل الوطني مبكرا، حيث انضم إلى صفوف المقاومة السرية في الدارالبيضاء، وكان أحد أعمدتها الأساسية بتأسيسه لخلية للمقاومة السرية ببورنزيل. وكانت له اتصالات وعلاقات بأقطاب المقاومة وجيش التحرير من أمثال الشهيد محمد الزرقطوني والمقاوم المرحوم بن عمر المكوني الإدريسي. وأضاف أن الراحل جسد قدوة حسنة ومرجعية كبرى في التربية على حب الوطن والمواطنة الإيجابية والاعتزاز بالانتماء الوطني، إذ تجمع كل الشهادات على مشاركته الوازنة والمتميزة في خلايا المقاومة السرية، حيث أبلى البلاء الحسن في العديد من العمليات الفدائية بمختلف أرجاء الدارالبيضاء، فضلا عن تزويد أفراد المقاومة السرية بالذخيرة والأسلحة. كما يعد، حسب المندوبية السامية، "من الأوائل الذين عملوا في حقل الوطنية والمقاومة، ونذر نفسه وزهرة شبابه وباكورة عمره من أجل دينه ووطنه وملكه، فغدا بذلك طرازا رفيعا في الوطنية الصادقة والنضال الملتزم والصمود البطولي والشجاعة النادرة والتصدي المستميت للوجود الاستعماري والاستيطان الأجنبي". أما المقاوم المرحوم محمد بن التهامي شكوكو، المزداد بفاس، فكان بدوره من أوائل الملتحقين بالعمل الوطني وخاض بمسقط رأسه غمار المواجهة والتصدي للقوات الاستعمارية، واضطلع بأدوار رائدة في حقل المقاومة السرية والفداء ضمن خلية "يد النصر" التي كان يرأسها المقاوم أحمد الميداوي والتحق أيضا بأفراد جيش التحرير بمنطقة بوسكور ضمن فرقة المقاومين المرحومين حسن المغراوي وقاضي ملال، حسب البلاغ. وذكرت المندوبية السامية أن المقاوم المرحوم كان رجلا متعدد الفضائل والشمائل، تربى على قيم الوطنية الصادقة، ونهل من معين الفعل النضالي، مما اهله للانخراط في العمل الوطني وساحة الشرف والمقاومة والتحرير. كما تألق إسم الراحل في المسيرة النضالية العطرة التي تحقق بها عهد الحرية والاستقلال، وبصم سجل الوطنية والمقاومة والتحرير باقتدار واستماتة وتفان ونكران ذات.