دعا المشاركون في ندوة علمية دولية بطنجة اليوم الجمعة ، تمحورت حول موضوع "البعد العالمي لفضاء التعايش متعدد الثقافات " ، الى سن استراتيجية متعددة الابعاد ومقاربات تشاركية للحفاظ على البعد اللامادي العالمي لمدينة البوغاز وتراثها الغني والمتنوع. واستعرض مدير مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط محمد العربي بن عثمان ،في كلمة بمناسبة الملتقى المنظم من طرف جمعية البوغاز بتنسيق مع المفوضية الامريكيةبالمدينة العتيقة، الأبعاد الإنسانية والتاريخية والسوسيولوجية والاثنية واللغوية والمعمارية والفنية والثقافية لطنجة، وهو ما جعلها فضاء للتسامح والتعايش والتعددية وتناغم مختلف الحضارات. واعتبر المحاضر ان طنجة شكلت عبر مختلف العصور والازمنة وعبر تاريخها القديم والمعاصر، أرض العيش المشترك تعكس تعدد الثقافات وتعايش الأديان ، مشيرا إلى أن مدينة البوغاز تعد جزءا هاما من تاريخ المغرب خاصة بعد أن اضحت محور "برنامج طنجة الكبرى" كمشروع واعد يكرس حجمها و موقعها الجيواستراتيجي ويمكنها من تحقيق ذاتها كنموذج للتنمية والمحافظة على الموروث الانساني الراقي . ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة عبد العزيز الجباري إن هذا المحور الفكري للملتقى يشكل مناسبة لعرض ومدارسة افكار ورؤى وتقديم التصورات المشتركة حول المدينة وأبعادها الحضارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وكذا دورها في تعزيز قيم السلام والتسامح وقبول الآخر، خاصة في ظل اوضاع استثنائية يعيشها العالم. وأشار عبد العزيز الجباري في هذا السياق الى الدور الذي تضطلع به مدينة طنجة في تحقيق الإشعاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والثقافية للمملكة على المستويين الجهوي والوطني، مبرزا أهمية المشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها بمدينة طنجة، بما في ذلك ميناء طنجة المتوسط والمناطق الصناعية، جعلتها قبلة للاستثمارات الصناعية العالمية وقبلة مفضلة للعديد من السياح. ورأى الجباري أن مدينة طنجة تستحق لقب عروس الشمال بفضل غنى تراثها المعماري والثقافي المادي واللامادي وتاريخها العريق وموروثها المعماري الزاخر بالمآثر التاريخية ذات العوالم متعددة الاعراق واللغات والثقافات. و من جهته، اشار رئيس جمعية البوغاز رشيد التفرسيتي الى دور الجمعية في المساهمة في تحقيق التنمية المتناغمة لمدينة طنجة، في احترام للبيئة وتناغم مع التراث ، مضيفا ان الملتقى يروم إطلاع الجمهور الواسع على أهمية المبادرات الساعية الى المحافظة على التراث وإعادة تأهيله وما لذلك من دور في تحقيق التنمية الحضرية، وكذا الحفاظ على هوية المدينة وخصوصياتها . وأبرز أن الملتقى يسعى أيضا الى تجديد المطالبة بتصنيف طنجة كتراث عالمي لليونسكو، ووضع مخطط مديري لتثمين التراث المادي للمدينة ، من أجل الحفاظ على التراث المادي للمدينة وتطوير حملات الترويج السياحي للمنطقة وتعزيز جاذبيتها السياحية ذات البعد الثقافي.