إن الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال يمثل لحظة للقيام بوقفة تأملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن مقدسات البلاد ، والذي تجسد فيه هذه الذكرى أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة وخوض معارك البناء والتنمية والوحدة. وتعتبر ذكرى عيد الاستقلال برهانا على إجماع كل المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن، وهي دليل على التشبث الوثيق بمقدسات الوطن الذي أبان عنه جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة. ويعد تخليد هذه الذكرى قبل كل شيء مناسبة لاستحضار انتصار إرادة العرش والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث وموحد ومتضامن. وبتخليد هذه الذكرى الحافلة بالرموز والقيم، يجدد الشعب المغربي التأكيد على موقفه الثابت للتعبئة العامة والانخراط الكلي في الملاحم الكبرى للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وقيم الانفتاح والوسطية والحوار. وعلى نهج جلالة المغفور له محمد الخامس، ومن بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، يشهد المغرب في الوقت الراهن تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات. ويعمل صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وإعلاء مكانة المملكة بين الشعوب والأمم، في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي وقواه الحية، وذلك في أفق كسب رهانات التنمية المندمجة. وبعد إرساء ورش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يواصل جلالة الملك محمد السادس اليوم، سيرا على نهج جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما ، هذه الدينامية المتجددة عبر إرساء أسس اقتصاد عصري وتنافسي وتحديث المملكة وتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة. وتعززت في عهد جلالة الملك محمد السادس روابط التعايش والالتحام بين العرش والشعب من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية والنهوض بالتنمية السوسيو-اقتصادية، في إطار مغرب المؤسسات والديمقراطية. وبهذه المناسبة قال رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب، الحسن لحويدك، إن العبرة من استحضار ذكرى عيد الاستقلال، تتجلى في استلهام المبادئ والقيم النبيلة الوطنية لهذه الذكرى الغالية، وربطها بالإطار العام للتحديات الراهنة لمواصلة نهج مناضلات ومناضلين وطنيين أوفوا بما عاهدوا الله عليه، دفاعا عن الوحدة الترابية والوطنية للأمة المغربية المجيدة. وأكد السيد لحويدك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذكرى عيد الاستقلال المجيد تجسيد لنضال وطني مستميت، خاضه الشعب والعرش شمالا وجنوبا من أجل التحرير واستكمال الوحدة الترابية. فاستحضار هذه الملحمة الخالدة التي أرخت لفترة الكفاح، يقول السيد لحويدك، يضع على عاتق المغاربة مسؤولية جسيمة لمواصلة ما قدمه شهداء الوطن والتحرير والوحدة الترابية مضحين بأرواحهم وبالغالي والنفيس فداء للاستقرار والحرية بقيادة بطل التحرير والاستقلال المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه. ولعل ما يميز هذه الذكرى، يؤكد الفاعل الجمعوي، أنها ترجع بنا الى الذاكرة الوطنية الحقيقية المتجلية في انتصار إرادة العرش والشعب ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، التي أدت في نهاية المطاف إلى استقلال المغرب ونهاية مرحلة الجهاد الأصغر وبداية الجهاد الأكبر. وإذ نستحضر هذه الذكرى الغالية بفخر واعتزاز، يضيف السيد لحويدك، فلابد من ربطها بسياق الرهانات الداخلية والخارجية لمواجهة التحديات التي تقتضيها المرحلة، "وفي مقدمتها القضية الأولى التي تعتبر أولوية الأولويات، وقضية وجود و ليست قضية حدود، تتطلب من كل المغاربة أينما وجدوا، الدفاع عنها بروح وطنية عالية قصد الطي النهائي للنزاع الإقليمي المفتعل في الصحراء المغربية". وسجل السيد لحويدك أن الأقاليم الجنوبية للمملكة عرفت على غرار باقي جهات المملكة، انطلاق الجهوية المتقدمة في استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي، وكذا تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي ترأس حفل إطلاق إستراتيجيته جلالة الملك محمد السادس بالعيون. وأكد في هذا الصدد أن إطلاق النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة سيتيح لساكنة هذه المنطقة المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية "في إطار من المسؤولية وتكافؤ الفرص وترسيخ مبادئ التنمية المندمجة في ظل الوحدة الترابية والوطنية والتلاحم المتين بين الشعب المغربي وكل ملوكه الذين تعاقبوا على حكمه وصولا إلى العهد المحمدي الزاهر لجلالة الملك محمد السادس" .