لم يكن للصحفي أحمد موسى من رد على القرار البريطاني القاضي بإعادة سياح المملكة من شرم الشيخ و حديث الحكومة البريطانية عن سقوط الطائرة الروسية جراء قنبلة مزروعة في الطائرة، إلا أن يتهم لندن و من وراءها دول و منظمات بافتعال مؤامرة ضد مصر السيسي، فبريطانيا مستضيفته دولة ترعى الإرهاب، عكاشة الصحفي المهرج طالما يتكلم عن حرب الجيل الرابع التي تقاد ضد مصر من طرف الحركة الماسونية و الصهيونية و أحد آياتها إخوان الشيطان و حماس و أمريكا و قطر.... هؤلاء يخاطبون عقلا مشبعا بفكرة التأمر، و عقلا ألف الهروب من مشاكله التي صنعها أو قصر عن حلها باتهامه الآخر و إن كان مجهولا أو غيبيا، لعكاشة و موسى قوم يتبعون أراجيزهم، فقط لماذا يتآمر كل هؤلاء ضد السيسي؟ مالذي فعله الرجل القوي ليقف العالم كله ضده من أمريكا إلى حماس؟
بينما السيسي في الهند، و بينما هو يحط الرحال في لندن، غرقت الاسكندرية بمياه الأمطار و من ثم بمياه الصرف الصحي، و بينما هو في لندن يدافع عن شرعيته كمحارب أول للإرهاب و يمارس دوره في محاولة لإقناع الغرب بضرورة التعامل معه و التعاون معه لدحر الإرهابيين و خطرهم في ليبيا، كانت روسيا تعلن وقف رحلاتها الجوية نحو مصر، في اعتراف مبطن بإمكانية سقوط الطائرة جراء عمل إرهابي، مطارات مصر غير مؤمنة، بل مصر كلها غير آمنة.
روسيا بوتين هي أيضا جزء من المؤامرة الكونية إلى جانب الأمطار و الكوارث، سيذهب الإعلام المصري في الدفاع عن الرجل إلى أبعد الحدود حتى ينتهي به الأمر محاربا للكون بأسره، آخر المعارك هجوم سريع نفذه إعلاميون مصرعلى السعودية الحليف الداعم للنظام المصري بيعد الإنقلاب.
السيسي الآن، بحكم كلام هؤلاء محارب من طرف الجميع، لأنه يريد لمصر الريادة، قبل أن يبحث عن الريادة في الخارج ليبحث عنها في الداخل لربما، مصر بمشاكلها تأن، بنية تحتية مترهلة، تعليم متدني، بطالة متفشية، و مشاكل أعلم بها أهل مصر حين يعدوها...كل هذا في دولة اللواءات كما قال أحد المعارضين متهكما.
لذا حين تغرق الاسكندرية، كما غرقت مدن و عواصم عربية أخرى، و حين توجد مصر و دول عربية أخرى في ذيل الترتيب من حيث جودة التعليم، وأو من حيث مؤشرات التنمية البشرية، فهذا ليس بالمؤامرة، بل هو عجز لدول تملك المقدرة على كسر كل هذه الموانع، غير أنها غير قادرة على صنع قوتها التنموية، التي ترقى بالمواطن، لأنها محكومة بأنظمة سلطوية تقتات من أجل البقاء، فتوجد حاضنتها المفسدة، و تلبي رغبة حماتها و مبتزيها بأموال طائلة و صفقات خيالية...
السيسي عجز عن السير بمصر حيث أرادت ثورة 25 يناير، غير أنه سيستمرفي الحكم و سيقاوم بكل قوته منتفعا من حالة التشرذم الحاصلة في صفوف معارضيه و حالة الإحباط التي تسود الشارع المصري المنهك، سيستمر مادام وجوده يرضي مصالح ثلاث قوى: العسكر و رجال الأعمال و المنتفعين و بعض الدول الإقليمية ، وسيذهب بمصر و معه الإعلام في دروب من القصص لإشغال الجماهير و إيجاد الفرص لشرعنة بقاءه، معارك و حروب و مشاريع و استثمارات كبرى...