قررت شركة MERK الإسبانية توقيف استثماراتها بمدينة آسفي بعد إنجازها ل 300 شقة مخصصة للسكن الاقتصادي كشطر أول يندرج في إطار مجمع سكني مندمج يضم عددا من العمارات تحتوي على 1400 شقة سكنية .. المشروع الذي تقدر كلفته الاستثمارية ب 30 مليار سنتيم، و الذي شرع في توطينه بمنطقة اجنان على مساحة 7 هكتارات ، يعتبر بالنسبة لشركة الإنعاش العقاري الإسبانية أول منتوج عقاري تسوقه بالمغرب. جاء ذلك منذ ثلاث سنوات ، بعد توقيع اتفاقية بين المدير العام للشركة ومدير المركز الجهوي للاستثمار ورئيس المجلس البلدي السابق تحت إشراف الوالي العربي الحسني الصباري . المجموعة الاسبانية التزمت بتقديم منتوج سكني تتوفر فيه مواصفات الجودة وبثمن ملائم إرضاء للزبناء يتراوح بين 28 و45 مليون سنتيم للشقة الواحدة ، كما أن اختيارها لمدينة آسفي جاء بعد دراسة للجدوى بناء على حاجيات السوق المتنامية للسكن الاجتماعي. المركب السكني الذي أصبح في خبر كان كان سيتوفر على عدة مرافق اجتماعية وتربوية ورياضية كما تؤثثه مناطق خضراء بتهيئة منطقة العرعار باجنان . المشروع تبعا لدفتر التحملات يحتوي إلى جانب التجهيزات الأساسية، على مستوصف ودار للشباب ومركز تجاري وثانوية. الشركة الإسبانية كانت تعتزم توسيع استثماراتها بالمغرب لبلوغ سقف 10 آلاف وحدة سكنية في ظرف 7 سنوات ، حيث كانت تنوي توطين مشاريع سكنية جديدة بعدة مدن مغربية منها مراكش ، الدارالبيضاء، أكادير، فاس ، مكناس و وجدة ، لكنها اليوم تضطر إلى مغادرة آسفي والتوجه صوب الجزائر بالنظر لحجم العراقيل التي وضعت في طريقها من طرف المجلس الحضري ، وخاصة مايتعلق برخص السكن والتسليم النهائي للشطر الأول... رفع اليد عن المشروع وتسويق ماتبقى منه لمقاولة بالبيضاء جاء بعد « تسوية » من طرف بعض المنتخبين لغض الطرف عما تبقى من تجهيزات وبنيات تحتية مازالت في ذمة الشركة طبقا لدفتر التحملات... رحيل الشركة الإسبانية واختيارها الجزائر كوجهة جديدة للاستثمار، يشكل ضربة موجعة لصورة بلدنا من الناحية السياسية والاقتصادية والديبلوماسية، خاصة وأنها تزامنت مع زيارة رئيس الحكومة ماريانو راخوي . ومعلوم أن تدفق الاستثمارات الإسبانية إلى المغرب انطلقت ديناميتها مع حكومة عبد الرحمان اليوسفي حيث تعتبر شركة « فاديسا « العقارية والسياحية أول مستثمر في قطاع العقار بالمغرب منذ 12 سنة، إذ يقدر حجم استثماراتها ب 10 ملايير درهم شملت المحطة السياحية بالسعيدية ومشروع طنجة سيتي سانتر ومشروع كابيلا بالفنيدق إلى جانب مشاريع عقارية أخرى بمراكش. اهتمام الشركات الإسبانية بالاستثمار بقطاع العقار بالمغرب فتح شهية شركات أخري منها فوز شركة «مالاينادور» بصفقة إنجاز 6300 وحدة سكنية بمدينة تمسنا الجديدة ، إلى جانب دخول شركة «ميكسا أفريكا « التي استثمرت في مجال السكن الاجتماعي بكل من طنجة وتطوان بغلاف مالي بلغ 115 مليون دولار .. هذا دون إغفال لشركات أخرى ك «ميرافلور» و» أورباس «و» سالامنكا» التي استثمرت في قطاع العقار الراقي بالمغرب .. حظ الاستثمار الإسباني بآسفي فشل بعد أن واجهته لوبيات من المنتخبين الذين احتكروا سوق العقار بالمدينة بل منهم من فتحت شهيته ليلتحق بركب المضاربين الجدد ، ولتذهب صورة البلد ومصالح المواطنين أدراج الرياح، فهل تفتح حكومة بنكيران تحقيقا فيما جرى ويجري سرا وعلانية ..؟