ترتفع الدعوات الموجهة من قبل جامايكا إلى بريطانيا بدفع التعويضات على "سنوات من العبودية" تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء الى جامايكا. وتقول الحكومة البريطانية إن التعويض ليس النهج الصحيح في التعامل مع هذه القضية، بينما تطالب جامايكا بمليارات الجنيهات الاسترلينية تعويضا عن "الحقبة السوداء". ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن كاميرون لن يقوم بالاعتذار للشعب الجامايكي خلال زيارته المرتقبة لأن الاعتذار يعتبر اعترافا رسميا من قبل أعلى مسؤول رفيع في الهرم البريطاني. والعبودية أو الرق هو امتلاك الإنسان للإنسان، ويكون الرقيق مملوكا لسيده. وهو نوع من الأشغال الشاقة القسرية طوال الحياة للعبيد حيث بدأت هذه الظاهرة بدءا من العام 1700. وتجارة الرقيق التي تمت عبر المحيط الأطلسي تمت عبر البحر من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، وجلبت الغالبية العظمى من العبيد الذين نقلوا عبر الأطلسي من أفارقة وسط وغرب القارة، لبيعهم في المستعمرات في أميريكا الشمالية والجنوبية اضافة الى أوروبا. واستخدم هؤلاء العبيد للعمل في مزارع البن والقطن والكاكاو وقصب السكر والأرز، ومناجم الذهب والفضة، وصناعات التشييد والبناء ونقل الأخشاب، والخدمة في المنازل. وكان نقل العبيد يتم على السفن البرتغالية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والهولندية والأميريكية، حيث كان التجار يشترون العبيد من تجار العبيد الأفارقة على الساحل الأفريقي. والتقديرات المعاصرة لأعداد هؤلاء العبيد تقدر عددهم بحوالي 12 مليون عبد، وإن كان هناك من يقدر عددهم بأكثر من ذلك بكثير. ويسمى العلماء الأفارقة والأميركيون الأفارقة تجارة العبيد أحيانا ب "معفا" (Maafa) وتعني "المحرقة" أو "الكارثة الكبرى". وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2007، يوم 25 آذار/مارس يوما دوليا لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. ودعا القرار إلى وضع برنامج للتوعية التثقيفية من أجل حشد جهات منها المؤسسات التعليمية والمجتمع الدولي بشأن موضوع إحياء ذكرى تجارة الرقيق والرق عبر المحيط الأطلسي لكي تترسخ في أذهان الأجيال المقبلة أسباب تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي ونتائجها والدروس المستخلصة منها والتعريف بالأخطار المترتبة على العنصرية والتحامل. وتعتبر الاحتفالية التذكارية، والتي تكون في 25 آذار/مارس من كل عام، فرصة للتفكير فيمن عانوا وماتوا تحت وطأة العبودية