تطلق اليونيسكو حملة ضد الرق الآفة التي تم القضاء عليها رسميا منذ قرنين مع نهاية تجارة العبيد الذين ما زال27 مليون شخص منهم يعانون منه بأشكال مختلفة بحسب الأممالمتحدة. وأكدت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) فيما احتفل بالذكرى الستين لتبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, انه «»تم إلغاء الرق رسميا في كل مكان في العالم لكن بعض أشكاله ما زالت منتشرة إلى حد كبير ومتجذرة بشكل عميق في الحياة المعاصرة»». وأفاد تقرير نشرته المنظمة «»أن زوال الرق عبر الأطلسي يعتبر في الغالب نقطة نهاية في التاريخ ترجع العبودية إلى ماض سحيق. انه أمر خاطئ»». وقدرت المقررة الخاصة حول الاشكال المعاصرة للرق في الأممالمتحدة غولنارا شاهينيان اواخر نوفمبر ب»»أكثر «», عدد الذين يعيشون اليوم في العالم في أوضاع عبودية مثل العمل القهري بسبب الديون والاستغلال الجنسي. وبحسب تقرير اليونيسكو الذي أجراه معهد ولبرفورس البريطاني «»فان معظم ال27 مليونا هؤلاء يأتون من شبه القارة الهندية حيث لا يزال ما بين15 و20 مليون شخص يجبرون على القيام بعمل قهري في الهند وباكستان وبنغلادش والنيبال»». وبحسب أرقام منظمة العمل الدولية فان3 ,12 مليون شخص يعيشون في ظروف عمل قهري في العالم, بينهم4 ,2 مليونا ضحايا الرق الأبيض و5 ,2 مليونا يستغلون من قبل الدولة أو مجموعة متمردة مسلحة. ويؤكد التقرير ان. وتفيد أرقام أخرى لمنظمة العمل الدولية ان عدد الاطفال الذين يقعون ضحايا أبشع أشكال الاستغلال الجنسي, مثل العمل القهري والأطفال الجنود والبغاء والإباحية خصوصا, يصل الى4 ,8 مليونا, من اصل211 مليون طفل مجبرين على العمل في العالم. ويشير التقرير الذي نشرته اليونيسكو الى أمثلة عديدة في هذا المجال مثل الهند حيث «»فضلا عن المسالة الاساسية المتمثلة بالتواطوء الرسمي, فان دراسات عديدة ربطت العمل القهري بمشكلات اوسع متعلقة بالتمييز بين طبقات المجتمع (...) وبفقر مزمن»». وفي موريتانيا حيث «»التفوق السياسي والاقتصادي ل+المغاربة البيض+ يرتكز خصوصا على استعباد مواطنيهم السود»» فان الاشخاص الذين يعانون من وضع الرق لا يقل عددهم عن مئة الف»» بحسب المصدر نفسه. وفي سنغافورة يعاني160 الف عامل منزل من المهاجرين غالبيتهم من النساء المتحدرات من الفيليبين واندونيسيا وسريلانكا «»من اساءة نفسية وجسدية ومعاملة مهينة وعقاب تعسفي (...) وقيود على التنقل»» بحسب التقرير. واخير يسوق التقرير مثال بريطانيا حيث «»يعاني عشرات الاف المهاجرين من استغلال خطير»». واشار الى «»ما لا يقل عن عشرة الاف امرأة وبين ثلاثة الاف واربعة الاف طفل خضعوا لتجارة (الرقيق الابيض) في بريطانيا في السنوات العشر الاخيرة لاستغلالهم جنسيا»» والاف المهاجرين الاخرين اجبروا على العمل القهري خصوصا في مجال البناء والمطاعم والاعمال المنزلية بالرغم من جهود السلطات البريطانية.