أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة السيد أنيس بيرو، أن أفراد الجالية المغربية يعتبرون شريكا أساسيا للوزارة من أجل ضمان تدبير أفضل لشؤون الهجرة، لا سيما وأن منهم كفاءات علمية عالية، ومنهم من اكتسب تجربة كبيرة في مجالات عدة. وأوضح السيد بيرو، في كلمة له خلال لقاء جمعه مساء أمس الاثنين في تيزنيت مع أفراد الجالية المنحدرين من هذا الإقليم، أن الوزارة عازمة على الاستفادة من الخبرة المتراكمة لدى مغاربة العالم قصد رسم آفاق جديدة ومتطورة لخدمة قضايا الهجرة، التي قال بأن تركيبتها تتطور باستمرار، ومن تم فمن الواجب أن تتطور مقاربات التعامل معها بما يلزم من الجدية والواقعية. واستعرض السيد بيرو جملة من المحاور التي تشتغل عليها الوزارة من أجل الرقي بالخدمات المقدمة لمغاربة العالم ومن ضمنها، على الخصوص، محاربة ظاهرة الفشل الدراسي في صفوف أبناء الجالية، وذلك بشراكة مع الجمعيات المدنية، وتقوية أواصر الارتباط بالوطن في صفوف الشباب المهاجر، فضلا عن الاهتمام بدعم الدولة لمشاريع الاستثمار وتعبئة الكفاءات البشرية التي لها رغبة في خدمة بلدها الأصلي. وشدد الوزير على أن ملف الجالية يجب أن يكون موضوع اهتمام وعناية من طرف جميع المغاربة، مع الحرص على أن لا يكون محط مزايدات من أي نوع كان، مذكرا في هذا السياق بالعناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لأفراد الجالية، مستحضرا مضامين خطاب العرش الأخير. ومن جهته، اعتبر عامل إقليمتيزنيت، السيد سمير اليزيدي، أن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الاحتفال باليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "المرأة المغربية المهاجرة: مسارات النجاح وتحديات المستقبل"، يشكل فرصة متجددة لتوطيد نهج التواصل مع الجالية المغربية، وتثمين المبادرات الناجحة للمهاجرين سواء في المهجر، أو تلك المتعلقة بمساهماتهم في خدمة الوطن الأم. وسجل عامل تيزنيت العناية الكريمة التي يوليها جلالة الملك للجالية المغربية في الخارج، كما عدد الكثير من مظاهر النجاح التي أبان عنها أفراد هذه الجالية في أرض المهجر، فضلا عن تذكيره بإسهاماتها المختلفة في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدها الأصلي ومن جملة هذه الإسهامات المشاركة بفعالية عن طريق الجمعيات المدنية في تشييد الطرق، وربط القرى والدواوير بشبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب، وغيرها من المبادرات الأخرى التي غيرت من نمط عيش السكان في عدد من المناطق المعزولة والنائية. وسجل رئيس مجلس بلدية تيزنيت السيد عبد اللطيف أوعمو التطور الايجابي الكبير الذي طرأ على ظاهرة الهجرة في صفوف مغاربة العالم الذين اصبحوا أكثر حضورا في مواقع اتخاذ القرار في بلدان الاستقبال، كما أصبحوا يقبلون باستمرار على المبادرة بالمساهمة في جهود التنمية المستدامة لبلدهم الأصلي. وأبرز السيد أوعمو، من جهة أخرى، الجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب في ما يتعلق ببلورة وتنفيذ استراتيجية وطنية متطورة لإدماج المهاجرين، مما جعل المغرب يحتل مكانة متميزة على الصعيد عالمي في ما يرتبط بمعالجة إشكالية الهجرة. وقد شكل هذا اللقاء التواصلي فرصة لأفراد الجالية المنحدرين من إقليمتيزنيت للتعبير عن بعض التطلعات والمشاكل التي يعانون منها سواء في أرض المهجر، أو أثناء إقامتهم في بلدهم الاصلي ومن ضمن هذه القضايا الربط الجوي بين المغرب وبعض مواقع تواجد المغاربة في أوربا، ومشكل التحويلات المالية للمتقاعدين، كما أعربوا عن تطلعهم لبث القنوات التلفزيونية الفضائية المغربية لمزيد من البرامج حول المغرب من أجل زرع الروح الوطنية في نفوس أبناء الجالية. وعلى هامش هذا اللقاء التواصلي، تم تدشين "دار مغاربة العالم وشؤون الهجرة" بمدينة تيزنيت، التي أحدثت بموجب اتفاقية موقعة بين كل من مجلس بلدية المدينة والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وهي المؤسسة التي تتولى استقبال المهاجرين ومساعدتهم على قضاء أغراضهم المختلفة أثناء إقامتهم في أرض الوطن.