عندما تقرر فنانة مشهورة مثل جينيفر لوبيز خوض رحلة طويلة ، على متن طائرة خاصة من لوس أنجلوس إلى الدارالبيضاء، للمشاركة في حفل افتتاح موركو مول أمام النخبة البيضاوية، فهذا يثير فضول الإعلام الأمريكي، إذ أنه قد أرسل صحافييه إلى الدارالبيضاء، بعد أيام من افتتاح المول، لكشف المستور و اكتشاف أضخم المراكز التجارية في إفريقيا والذي أصبح حديث الساعة. فأول ما وقف عنده الصحافيون الأمريكيون هو الفرق الشاسع بين ماروكو مول، الذي كلف ملياري درهم، و الوضع الاقتصادي للمغاربة، و يتساءلون عن ما إذا كان ماروكو مول من بين الأولويات فعلا. Kodadi photography (www.photographe.ma) ولكي يصل إلى المركز التجاري" ماروكو مول "، كان على بول شيم، أحد الصحفيين الأمريكيين، خوض رحلة على مثن سيارته انطلاقا من وسط المدينة البيضاوية مرورا بالطريق الساحلية، و كأنه يشد الرحال إلى مدينة أخرى. بين الرفاهية و دور الصفيح فبمجرد وصوله إلى البيت المقصود ( ماروكو مول )، بهر الصحافي الأمريكي بحوضين مائيين كبيرين و أضواء ملونة تعكسها الأسوار و محلات فاخرة ، بالإضافة إلى شكل المول الكروي و المذهب. فقد لاحظ الصحافي الأمريكي أن قلة من الناس يتوافدون على المركز التجاري في هذا اليوم، حاملين أكياس التسوق بعدما جدبهم الفضول إلى اكتشاف ما بداخل المول. وأضاف قائلا : " فخلال العشرين دقيقة التي قضيتها على متن سيارتي في طريقي إلى موروكو مول (...) تبين لي مقدار التعقيدات و التباينات داخل البلد، بين دور الصفيح التي تقبع خلف الأسوار العالية و أوراش بناء مراكز تجارية جديدة و الفيلات و الحانات المخصصة للأغنياء" . ويضيف بأن " المغرب ذي 32 مليون نسمة، هو البلد الذي يضم أكبر نسبة فيما يخص تباين الدخل بين الأفراد في العالم العربي، فموروكو مول يرمز إلى التباين الحاصل داخل بلد يعيش فيه أزيد من 8.5 مليون شخص تحت عتبة الفقر، البلد المصنف في المرتبة الثلاثين بعد المائة، من أصل 186 بلدا حسب مؤشر التنمية البشرية لهيئة الأممالمتحدة، بلد يمكنه رغم ذلك، استضافت شاكيرا أو كيني ويست لإحياء حفل خلال الصيف...". كما يواصل مؤكدا، حسب مؤشر جيني الذي يحدد به الاقتصاديون التفاوت الحاصل بين توزيع الدخل داخل بلد معين، أن المغرب قد حقق الرقم القياسي، من حيث نسبة الأمية و البطالة، في الشرق الأوسط و في شمال إفريقيا، كما أن الهوة تزداد اتساعا يوما بعد يوم. فخلال إقامته بالمغرب، قابل الصحفي العديد من تجار حي قديم بالدارالبيضاء، إذ قال له حسن علي، بائع الملابس الجلدية :" هناك هوة كبيرة بين الأغنياء و الفقراء، فالأغنياء يزدادون غنى و الفقراء يزدادون فقرا، و ماروكو مول هو رمز هذه الهوة ". توقع 12 مليون زائر خلال حفل الافتتاح، صرحت سلوى أخنوش، مديرة مجموعة أكسال قائلة " بأنه لمفخرة كبيرة أن يحظى المغرب بمشروع ضخم كهذا "، و من جانبه، يرد الصحفي الأمريكي من خلال مقاله : " ...فأغلبية المغاربة ليس بإمكانهم التسوق من المول ". في حين توضح جنان لغرار، الكاتبة العامة لماروكو مول ، قائلة :" صحيح أنك عندما تدخل إلى المول ترى ماركات من قبيل غوسي و ديور، لكن لا يمكن أن ننسى ( ...) أنه بإمكانك أن تجد محلات تقترح أثمنة مناسبة و هناك طبقة متوسطة في المغرب بإمكانها شراء منتجات الرفاهية ". إنها تصر بطبيعة الحال، على أن المول لا يستهدف فقط السياح الأوروبيين القادمين من فاس أو مراكش، بل أيضا السياح القادمين من مختلف بقاع القارة السمراء المتجهين إلى أوربا عبر مطار الدارالبيضاء، و إجمالا، فنحن نتوقع وصول 12 مليون زائر سنويا، منهم 20 في المائة قادمون من الخارج. و تشير حنان لغرار إلى أنه تم تحقيق الأهداف المرسومة بخصوص المبيعات خلال الأسبوع الموالي لافتتاح المركز، في الوقت الذي يؤكد فيه الصحفي أن نسبة السياح الأفارقة تقل عن 5 بالمائة من مجموع السياح بالمغرب، و أن الأغلبية قادمون من الدول الأوروبية. المغرب سيصبح دبيالجديدة ومن جهته، يحذر نجيب أقصبي، أستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة بالرباط، من أن العالم بأسره يمر بمرحلة الأزمة و لن تجلب السنوات الأربعة أو الخمسة القادمة الكثير من الرفاهية، و يؤكد على أن أوربا غير مستثناة من هذا الأمر. و في نظره، فالمغرب يراهن على المول لكي تصبح المملكة " دبي جديدة في الجهة المتوسطية "، و الهدف من ذلك هو استقطاب المستهلكين الأجانب الميسورين على حساب المستهلكين المغاربة، لكن نظرا للوضعية الاقتصادية الحالية في الخارج، تبقى مسألة المراهنة على السياح الأجانب محفوفة بالمخاطر، و نجاح المول يعتمد أكثر على الطلب المحلي المستمر و الدائم. وبدوره، يشير بول شيم إلى أنه أمام الوضع المتذبذب لأوربا، يتجه المغرب نحو البلدان النفطية في الخليج والتي تساهم في جعل المغرب سوقا استهلاكية مهمة، إذ تساهم مجموعة "سعودي الجدي" بنصف الأموال المستثمَرة في موروكو مول، و هي المجموعة التي سبق لها أن شيدت العديد من المراكز التجارية بالعربية السعودية. عندما تقرر فنانة مشهورة مثل جينيفر لوبيز خوض رحلة طويلة ، على متن طائرة خاصة من لوس أنجلوس إلى الدارالبيضاء، للمشاركة في حفل افتتاح موركو مول أمام النخبة البيضاوية، فهذا يثير فضول الإعلام الأمريكي، إذ أنه قد أرسل صحافييه إلى الدارالبيضاء، بعد أيام من افتتاح المول، لكشف المستور و اكتشاف أضخم المراكز التجارية في إفريقيا والذي أصبح حديث الساعة. فأول ما وقف عنده الصحافيون الأمريكيون هو الفرق الشاسع بين ماروكو مول، الذي كلف ملياري درهم، و الوضع الاقتصادي للمغاربة، و يتساءلون عن ما إذا كان ماروكو مول من بين الأولويات فعلا. ولكي يصل إلى المركز التجاري" ماروكو مول "، كان على بول شيم، أحد الصحفيين الأمريكيين، خوض رحلة على مثن سيارته انطلاقا من وسط المدينة البيضاوية مرورا بالطريق الساحلية، و كأنه يشد الرحال إلى مدينة أخرى. بين الرفاهية و دور الصفيح فبمجرد وصوله إلى البيت المقصود ( ماروكو مول )، بهر الصحافي الأمريكي بحوضين مائيين كبيرين و أضواء ملونة تعكسها الأسوار و محلات فاخرة ، بالإضافة إلى شكل المول الكروي و المذهب. فقد لاحظ الصحافي الأمريكي أن قلة من الناس يتوافدون على المركز التجاري في هذا اليوم، حاملين أكياس التسوق بعدما جدبهم الفضول إلى اكتشاف ما بداخل المول. وأضاف قائلا : " فخلال العشرين دقيقة التي قضيتها على متن سيارتي في طريقي إلى موروكو مول (...) تبين لي مقدار التعقيدات و التباينات داخل البلد، بين دور الصفيح التي تقبع خلف الأسوار العالية و أوراش بناء مراكز تجارية جديدة و الفيلات و الحانات المخصصة للأغنياء" . ويضيف بأن " المغرب ذي 32 مليون نسمة، هو البلد الذي يضم أكبر نسبة فيما يخص تباين الدخل بين الأفراد في العالم العربي، فموروكو مول يرمز إلى التباين الحاصل داخل بلد يعيش فيه أزيد من 8.5 مليون شخص تحت عتبة الفقر، البلد المصنف في المرتبة الثلاثين بعد المائة، من أصل 186 بلدا حسب مؤشر التنمية البشرية لهيئة الأممالمتحدة، بلد يمكنه رغم ذلك، استضافت شاكيرا أو كيني ويست لإحياء حفل خلال الصيف...". كما يواصل مؤكدا، حسب مؤشر جيني الذي يحدد به الاقتصاديون التفاوت الحاصل بين توزيع الدخل داخل بلد معين، أن المغرب قد حقق الرقم القياسي، من حيث نسبة الأمية و البطالة، في الشرق الأوسط و في شمال إفريقيا، كما أن الهوة تزداد اتساعا يوما بعد يوم. فخلال إقامته بالمغرب، قابل الصحفي العديد من تجار حي قديم بالدارالبيضاء، إذ قال له حسن علي، بائع الملابس الجلدية :" هناك هوة كبيرة بين الأغنياء و الفقراء، فالأغنياء يزدادون غنى و الفقراء يزدادون فقرا، و ماروكو مول هو رمز هذه الهوة ". توقع 12 مليون زائر خلال حفل الافتتاح، صرحت سلوى أخنوش، مديرة مجموعة أكسال قائلة " بأنه لمفخرة كبيرة أن يحظى المغرب بمشروع ضخم كهذا "، و من جانبه، يرد الصحفي الأمريكي من خلال مقاله : " ...فأغلبية المغاربة ليس بإمكانهم التسوق من المول ". في حين توضح جنان لغرار، الكاتبة العامة لماروكو مول ، قائلة :" صحيح أنك عندما تدخل إلى المول ترى ماركات من قبيل غوسي و ديور، لكن لا يمكن أن ننسى ( ...) أنه بإمكانك أن تجد محلات تقترح أثمنة مناسبة و هناك طبقة متوسطة في المغرب بإمكانها شراء منتجات الرفاهية ". إنها تصر بطبيعة الحال، على أن المول لا يستهدف فقط السياح الأوروبيين القادمين من فاس أو مراكش، بل أيضا السياح القادمين من مختلف بقاع القارة السمراء المتجهين إلى أوربا عبر مطار الدارالبيضاء، و إجمالا، فنحن نتوقع وصول 12 مليون زائر سنويا، منهم 20 في المائة قادمون من الخارج. و تشير حنان لغرار إلى أنه تم تحقيق الأهداف المرسومة بخصوص المبيعات خلال الأسبوع الموالي لافتتاح المركز، في الوقت الذي يؤكد فيه الصحفي أن نسبة السياح الأفارقة تقل عن 5 بالمائة من مجموع السياح بالمغرب، و أن الأغلبية قادمون من الدول الأوروبية. المغرب سيصبح دبيالجديدة ومن جهته، يحذر نجيب أقصبي، أستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة بالرباط، من أن العالم بأسره يمر بمرحلة الأزمة و لن تجلب السنوات الأربعة أو الخمسة القادمة الكثير من الرفاهية، و يؤكد على أن أوربا غير مستثناة من هذا الأمر. و في نظره، فالمغرب يراهن على المول لكي تصبح المملكة " دبي جديدة في الجهة المتوسطية "، و الهدف من ذلك هو استقطاب المستهلكين الأجانب الميسورين على حساب المستهلكين المغاربة، لكن نظرا للوضعية الاقتصادية الحالية في الخارج، تبقى مسألة المراهنة على السياح الأجانب محفوفة بالمخاطر، و نجاح المول يعتمد أكثر على الطلب المحلي المستمر و الدائم. وبدوره، يشير بول شيم إلى أنه أمام الوضع المتذبذب لأوربا، يتجه المغرب نحو البلدان النفطية في الخليج والتي تساهم في جعل المغرب سوقا استهلاكية مهمة، إذ تساهم مجموعة "سعودي الجدي" بنصف الأموال المستثمَرة في موروكو مول، و هي المجموعة التي سبق لها أن شيدت العديد من المراكز التجارية بالعربية السعودية.