انعقد ،امس الجمعة بطنجة ، لقاء مغربي إسباني حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الخدمات البلدية ،وذلك بمبادرة من الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات. ويهدف هذا اللقاء ،المنظم على مدى يومين بالتعاون مع المجلس الاقليمي لقاديس الاسبانية ،الى تقوية النسيج المؤسساتي للجماعات المحلية، من خلال التدبير السليم للخدمات المحلية وتنمية التعاون بين المغرب وإسبانيا اكثر فأكثر في هذا المجال من اجل تجويد الحكامة في تدبير الشأن المحلي. وقال رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات فؤاد العماري ،في كلمة بالمناسبة ،أن هذا اللقاء ، الذي يندرج في اطار مشروع "النماء" الممول من طرف الاتحاد الأوروبي ، يروم تعزيز التعاون بين المغرب وجنوب اسبانيا بشكل خاص في مجال الخدمات العمومية ، من خلال تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، مبرزا أهمية الانفتاح على القطاع الخاص للاستفادة من خبرته ومؤهلاته وكفاءاته في مجال تدبير الشأن المحلي والتدبير الامثل للمرافق العمومية المحلية. وأكد السيد العماري على أهمية تفويض بعض الخدمات العمومية للقطاع الخاص للتقليل من تكاليف الخدمات العمومية وضمان جودة الخدمات ، وذلك بفضل الخبرة والتجربة التي راكمها القطاع الخاص، مشيرا الى أن هذه الطريقة في التدبير عرفت نجاحا مهما في عدة قطاعات حيوية بطنجة، بما في ذلك خدمات التطهير السائل والصرف الصحي والماء والكهرباء والنقل العمومي وتدبير النفايات. وفي هذا السياق، أشار الى التجربة التي تمتلكها الجماعات المحلية الاسبانية في إطار الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات متعددة تهم الخدمات العمومية ، معربا عن الرغبة في تقوية تبادل الخبرات والتجارب بين المغرب وإسبانيا بخصوص تدبير وتسيير الشؤون المحلية. ومن جانبه ،أكد مدير معهد التشغيل والتنمية السوسيواقتصادية والتكنولوجية بالمجلس الاقليمي لقاديس إغناسيو استريا رويث، أن اللقاء يشكل مناسبة للاطلاع على التجارب والممارسات الجيدة لكلا الطرفين ومناقشة المجالات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون الثنائي وترشيد الحكامة وتحسين جودة الخدمات العمومية لما فيه المصلحة العامة. وقال عمدة بلدية طريفة الاسبانية خوان أندريس خيل ، أن هذا اللقاء المغربي الاسباني هو فرصة للقطاع الخاص لتقديم تجربته في تدبير الشأن المحلي، من أجل إقامة شراكات مربحة ومفيدة للجماعات والمقاولات من البلدين ،من اجل توفير خدمات عمومية محلية نوعية وأفضل مع تكلفة منخفضة . ومن جهته اشاد القنصل العام لإسبانيا بطنجة ريغ تابيا أرتورو بعلاقات التعاون المتميزة بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أهمية العمل سوية وتبادل الخبرات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، من أجل المضي قدما لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة وتكريس قيم التضامن والاحترام المتبادل بين الشعبين. واستعرض عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة محمد يحيى، القوانين التنظيمية الجديدة المتعلقة بالجماعات الترابية والجهوية المتقدمة في المغرب، والتي تمنح صلاحيات أوسع للجهات وستساهم في تحسين التدبير اللامركزي واللاممركز للشؤون المحلية وتوفير الموارد المالية اللازمة لتسيير الجهات ، داعيا المواطنين إلى الانخراط في تدبير الشأن العام المحلي لضمان تنفيذ فعال للمشروع الجهوي الواعد. ويتضمن برنامج هذا اللقاء تنظيم جلسات عمل موضوعاتية حول "الآفاق الدولية للمقاولات العاملة في مجال الخدمات الجماعية "، و "نظام الصفقات العمومية بالمغرب "، و"الإنارة العمومية والنقل الحضري"و " الصرف الصحي والتطهير السائل وتدبير النفايات "و" الطاقة المتجددة والبيئة "، يديرها مسؤولون وخبراء مغاربة وإسبان.