أجبرت الولاياتالمتحدة الأميركية عام 1999 مصنّعي المواد الغذائية على إدراج مكونات الأطعمة على علب منتجاتهم، ومن ثمَّ طلبت عام 2006 إدراج المعلومات الخاصة بكمية الدهون المهدرجة التي تحويها علب المنتجات الغذائية بحسب مديرة قسم التغذية في مركز كليمنصو الطبي دايانا طنوس في حديث ل"النهار". فما هي الدهون المهدرجة أو المتحولة؟ تعرِّف طنوس "الدهون المهدرجة بتلك التي تقوم بتحويل الزيت النباتي السائل إلى مادة جامدة، أي الدهون التي تغير تكوين الزيت ليصبح جامداً، ما يحافظ على نوعية الأطعمة لفترة أطول قبل أن يشتريها المستهلك، ويمنع تعرضها للإفساد. وتُستخدم الدهون المهدرجة المنتجات الحيوانية مثل اللحوم ومشتقات الحليب، وفي المخبوزات، والبسكويت، والحلويات، والأطعمة المقلية كالبطاطس والزبدة النباتية غير الحيوانية. تأثير الدهون المهدرجة على الصحة تلفت طنوس إلى أنَّ "الدهون المشبَّعة من المصادر الحيوانية ترفع نسبة الكولسترول السيئ (LDL Cholesterol) وتخفض نسبة الكولسترول الجيد (Cholesterol HDL) ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب جراء انسداد الشرايين. إذ إنَّ ارتفاع الكولسترول السيئ يقفل شرايين القلب، في حي تمكن وظيفة الكولسترول الجيد في حماية الشرايين المحيطة بالقلب، ولكن عندما ينخفض الجيد ويرتفع السيئ يكون الأكثر خطراً على شرايين القلب. من هنا، يجب اتباع نظام غذائي قليل الدهون والدسم، فقد بتنا الآن نفرِّق بين أنواع الدهون التي يجب أن يتناولها الشخص إذا إن الجسم بحاجة إلى بعض الدسم. كما أنَّه في حاجة إلى إعادة مادة الأوميغا 3 أو زيت السمك، وزيت الزيتون المفيد خصوصاً لمرضى السكري، مع ضرورة الابتعاد عن الدهون الحيوانية والمهدرجة إلى أقل من 10% من مجموع السعرات الحرارية الواجب تناولها بمساعدة اختصاصية تغذية بمجرد التقليل من تناول الدهون الحيوانية وكل مصادرها من ألبان وأجبان ولحوم، ومأكولات المصنعة، والانتقال إلى المأكولات النباتية. المأكولات المقليَّة تشير طنوس إلى أنَّ "من يرغب في تناول أطعمة مقلية من الأفضل أن يستخدم زيت الكانولا ولكن لمرة واحدة فقط، كي لا تزيد كمية الزيوت فيها، إذ إن الحرارة المرتفعة تُغيِّر من تكوين الزيت. كما يجب تفادي القلي بزيت الزيتون، إذ إنه مضر، بل اعتماده في المأكولات النيئة. وعلى الرغم من أن طعم المأكولات المقلية أطيب، إلاَّ أنَّه من الصحي الابتعاد عن الدهون الحيوانية أو على الأقل الحد من تناولها". وتضيف: "في السنوات الأولى من حياة الإنسان، يحتاج الدماغ إلى الدهون ليتمكن من النمو، ولكن ما لا يعرفه البعض أنَّه بعد عمر السنتين يجب أن نبتعد عن تناول المأكولات التي تحوي الدهون الحيوانية أو المهدرجة، إذ من عمر السنتين وصولاً إلى الخمسين عاماً، تبدأ الشرايين بوضع ترسبات حول القلب ما يسبب نوبة قلبية. لذا، من الضروري أن يبتعد كل شخص عن الدسم الموجود في المأكولات الحيوانية والاستعاضة عنه بالمأكولات النباتية". يشار إلى أنَّ إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أقرَّت حظر استخدام الزيوت المهدرجة، التي تعتبر المصدر الرئيس للدهون المهدرجة، اعتباراً من عام 2016، لاعتبارها غير آمنة ما سينقذ حياة الكثيرين لأنه سيحول دون وقوع نوبات قلبية مميتة.