يظهر جليا أن إقليمالحسيمة من جماعة إساكن مرورا ببني بوعياش و إمزورن ثم مدينة الحسيمة، بات يعيش مستقبلا لا يحمد عقباه بسبب تفشي شبكات لترويج الهروين والمخدرات الصلبة المختصرة بالكوكايين، فلا يخلو مكان بالحسيمة وخارجها من هذه الآفة و من عصابات ترويج السموم و تجار الموت، خاصة و أن هذه السموم قد أصبحت تأخذ منزلقا خطيرا و تتقدم بسرعة مذهلة نحو انتشارها في أواسط الشباب من الذكور والإناث ومختلف الأعمار دون استثناء، في ظل غياب الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تتداول كل الأماكن و تشكل خطورة على المجتمع الحسيمي. و تنشط بؤر الترويج للهروين و الكوكايين بين مدينة الحسيمة و إمزورن وبني بوعياش، حيث تنتشر العديد من مواقع الترويج لهذه السموم، و كذا جماعة إساكن التي أضحت تعتبر وجهة للمدمنين السريين من مسؤولين وموظفين ورجال أعمال حيث بات يطلق عليها إسم كولومبيا نظرا للجودة و النشوة الوهمية التي يقدمها مروجوها لزبنائهم، كما أن المنطقة المذكورة باتت تضم أكبر المروجين للمخدرات الصلبة حتى و إن كانت إساكن معروفة لدى الخاص و العام بالقنب الهندي والحشيش إلا أن هؤلاء البارونات يقومون بصفقات تبادل الكيف بالمخدرات الصلبة و الهروين و يتم توزعها على شبكات مختصة في ترويجها تتوزع على شكل عصابات تزاول نشاطاتها بين طنجة و تطوان و الحسيمة. و تبقى هذه المعلومات ظاهرة للعادي و البادي، إلا أن الغريب في الأمر هو من يقف وراء حماية هؤلاء المجرمين و من المسؤول على تفشي هذه الظاهرة، خاصة في جماعة إساكن قيادة كتامة حيث يتم ترويج هذه السموم في الشارع العام و مروجوها معروفين لدى السلطات المعنية و بيوتهم مملوءة بكميات كبيرة من الكوكايين دون أي إجراء قانوني أو تدخل لوقف هؤلاء المجرمين الذين يخربون بيوت الشباب و مستقبلهم. و يبقى أكبر مؤشر على اتساع ظاهرة الإدمان على الكوكايين والهروين بالحسيمة، هو ارتفاع رقعة جرائم السرقة و السطو على ممتلكات المواطنين، حيث تم تسجيل أكثر من عشر سرقات و شكايات بمدينة الحسيمة خلال الأسبوع الماضي فقط، من بينها سرقة بعض معدات مدرسة العرفان و اقتحام عدد من المقاهي و مهاجمة سيارات المواطنين و السطو على محتوياتها. كل هذا يعود بالأساس إلى تفشي ظاهرة الإدمان على المخدرات التي أصبحت تزداد انتشارا يوما بعد يوم في أواسط شباب الحسيمة حيث أصبح الخطر محدقا بشبابنا و يهدد مستقبل الإقليم ككل، في انتظار عصا سحرية تنقذ أبناء الريف من متاهات الإنحراف و الإدمان في ظل تحيز المسؤولين لحماية مروجي هذه السموم و في ظل غياب دور المجتمع المدني الذي صرف نظره عن مثل هذه الآفات مفضلا المصالح الشخصية على حساب المواطن.