مليكة حدادي في أولى تصريحاتها تعلن الحرب على الشرعية داخل الاتحاد الأفريقي: الزلة التي كشفت نواياها الحقيقية    إسرائيل تتسلم شحنة قنابل ثقيلة بعد موافقة ترامب    المغرب أفضل وجهة سياحية في العالم لعام 2025    البطولة الاحترافية.. الجولة ال21 تختتم اليوم الأحد بإجراء 3 مباريات    لطيفة العرفاوي تغني لتونس    تقرير: المغرب يحصل على تصنيف أحمر في مؤشر إنتاج الحبوب    المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يبرم اتفاقا بشأن الإغلاق المالي لمشروع إنشاء محطة الغاز "الوحدة"    رابطة جبال الريف تطالب بتفعيل البث الإذاعي والتلفزيوني بإقليم الحسيمة    العرائش تتألق في البطولة الوطنية المدرسية لكرة السلة بزاكورة وتتوج بلقبين    توقيف شخصين بتهمة اختطاف واحتجاز سيدة في سيدي بنور    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    حريق يلتهم 400 محل تجاري بسيدي يوسف بن علي مراكش    انخفاض في أسعار الكازوال في محطات الوقود    رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية تزور العيون والداخلة والرباط    إسبانيا: لن نسمح بتنفيذ مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين    ميارة: قانون الإضراب يساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص الشغل وفق تعاقد اجتماعي واضح    المؤامرات الجزائرية ضد المغرب.. محاولات فاشلة لن تنال من حب الشعب لملكه    الجباري يصرح: مشروع قانون "المسطرة الجنائية" يتناقض مع المبادئ الدستورية    كان الشباب 2025: القرعة تضع المغرب في مجموعة الموت    "المغرب يطلق منصة رقمية "Yalla" لتسهيل تجربة المشجعين في كأس أمم أفريقيا"    التصويت في الاتحاد الإفريقي.. من كان مع المغرب ومن وقف ضده: مواقف متوقعة وأخرى شكلت مفاجأة في مسار التنافس    مسؤولون وخبراء يجمعون على أن المغرب يسير في اتجاه عصرنة وسائل النقل المستدام    أكادير.. افتتاح الدورة الثانية للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني    بين الاحتفال بشعيرة الأضحية وإلغائها بسبب الجفاف.. "برلمان.كوم" يرصد آراء مواطنين مغاربة (فيديو)    مراكش.. انتحار مواطنة أجنبية من جنسية بلجيكية بطريق أوريكة    الأمن يفك لغز اختطاف سيدة بسيدي بنور ويوقف اثنين من المشتبه فيهم    تناقضات النظام الجزائري.. بين الدفاع الصوري عن فلسطين والتجارة مع إسرائيل    افتتاح الخزانة السينمائية المغربية في الرباط: خطوة هامة نحو حفظ التراث السينمائي الوطني    مصرع 18 شخصًا في تدافع بمحطة قطار نيودلهي بالهند    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    نتنياهو يرفض إدخال معدات إلى غزة    إعادة انتخاب نزهة بدوان رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع    حمزة رشيد " أجواء جيدة في تربص المنتخب المغربي للمواي طاي " .    فتح باب المشاركة في مهرجان الشعر    غوفرين مستاء من حرق العلم الإسرائيلية في المغرب ويدعو السلطات للتدخل    ابن كيران: تعرضت "لتابياعت" من وزير لايفقه شيئا في السياسة حاول تحريض النيابة العامة علي    ريو دي جانيرو تستضيف قمة دول "بريكس" شهر يوليوز القادم    حقي بالقانون.. كيفاش تصرف في حالة طلب منك المكتري تعويض باش تخرج (فيديو)    رفْعُ الشِّعار لا يُخفِّض الأسْعار!    في أول زيارة له للشرق الأوسط.. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصل إلى إسرائيل    بنعلي تؤكد التزام المغرب بنظام تنموي قوي للأمم المتحدة    الصين: 400 مليون رحلة عبر القطارات خلال موسم ذروة السفر لعيد الربيع    ندوة بمراكش تناقش مدونة الأسرة    شعبانة الكبيرة/ الإدريسية الصغيرة/ الزميتة وفن العيش المغربي (فيديو)    مسرح محمد الخامس يقدم مكانش على البال لعشاق ابي الفنون    "أسبوع ارتفاع" ببورصة البيضاء    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    "ليلة شعبانة" تمتع جمهور طنجة    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    "بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الواحد الراضي لمجلة «ماروك إيبدو» .. لن نضحي بهويتنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية
نشر في أخبارنا يوم 12 - 12 - 2011

أجرت أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» في عددها الأخير، حوارا مع الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي، حول تموقع الحزب في المعارضة بعد نتائج الانتخابات التشريعية، ومآل الكتلة الديمقراطية بعد هذا الموقف والمفاوضات مع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، بالإضافة الى محاور أخرى تهم البيت الداخلي للاتحاد وتدبير الاختلافات، وإعادة بناء الذات الحزبية، ننشره كالتالي:
- لماذا قرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية العودة للمعارضة؟
- ينبغي توضيح الوضع وإظهار قصة التحالفات التي تعود دائما إلى النقاش السياسي قبل الانتخابات أو بعدها. بالنسبة لنا نحن، فإن قرارنا هذا فرصة مميزة لنوضح أننا لا يمكن أن نتحالف مع أي كان. لقد أردنا بذلك تفادي اللبس والخلط وتوضيح خياراتنا السياسية.
- ومع ذلك، ومنذ 1998، قمتم بتحالفات مع أغلبية غير متجانسة؟
- منذ حكومة التناوب لسنة 1998، قدم الاتحاد الاشتراكي الكثير من التنازلات والتضحيات. لماذا؟ لأن الوضع القائم آنذاك لم يكن يسمح لنا بفرض كل شروطنا.
لقد كان تناوب 1998 «توافقيا». والتوافق يعني أننا قمنا نحن والآخرون، بتنازلات متبادلة من أجل إخراج البلاد من الوضعية التي كانت فيها. لذا فقد كان من واجبنا أن نتوجه نحو الأساسي ونقبل ببعض الأشياء.
- كان بإمكان هذا التوافق أن يتم فقط خلال الأربع سنوات التي قضتها حكومة اليوسفي من مارس 1998 الى أكتوبر 2002...
- نعم، فالبعض يقول ذلك. ولكن كثيرين يعتبرون أن مهمتنا لم تكتمل في ذلك التاريخ، وأنه ينبغي تدعيم بعض الإصلاحات وجعلها ثابتة لا رجعة عنها. لهذا السبب قبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركة في حكومتي ادريس جطو وعباس الفاسي.
كيف نحكم اليوم على هذا الموقف؟ أعتقد بأن التاريخ أكد صواب موقفنا. لماذا؟ لأن بدون التنازلات التي قدمناها طيلة 13 سنة، في مرحلة توافقية، ما كان لنا أن نصل الى ما وصلنا إليه اليوم. فالمغرب قد كسب بذلك. والذي نعيشه اليوم هو تناوب ثان يدعم الديمقراطية.
- باستثناء ان هذا التناوب الثاني الذي تتحدثون عنه، يتم مع الحزب الاسلامي. حزب العدالة والتنمية، مع اثنين من حلفائكم التاريخيين داخل الكتلة، الاستقلال والتقدم والاشتراكية...
- نعم، لكننا قلنا دائما بأن الكتلة لم تكن منطقية جدا ولا متناسقة جدا. فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب اشتراكي، والتقدم والاشتراكية أيضا، ولكل منهما مساره التاريخي الخاص به. أما بالنسبة لحزب الاستقلال، فهو لا يقول بأن لديه مشروعا اشتراكيا، بل إنه ليبيرالي، بل محافظ. لكننا أبرمنا الكتلة ليس من أجل التدبير ولكن من أجل تحقيق بعض الإصلاحات.
- إذن فالكتلة انتهت؟
- الكتلة تأسست سنة 1992، قبيل الاصلاح الدستوري لذلك العام. وقد سمح تشكيلها بتدعيم مواقفها مع دستور 1996، وهو ما كان مهما جدا ومفيدا جدا لكي يؤدي الى حكومة تناوب 1998. هذه الكتلة سمحت بإقرار ودعم كافة الاصلاحات التي تمت الى غاية 2011، ولكن إذا ما احتاج المغرب غدا مع الحكومة الجديدة للعدالة والتنمية الى إصلاحات أخرى وبدا ضروريا إحياء الكتلة، فسنفعل ذلك. أما اليوم فإن الكتلة في حالة انتظار (ستاند باي) لكن بالإمكان إحياؤها. فليس هناك تحالف أبدي ولا معارضة دائمة.
- فقد الاتحاد الاشتراكي الكثير على الصعيد الانتخابي منذ 1998.
- نعم، ولهذا عدة أسباب. أولا: كنا مترددين داخل الحزب في المشاركة في الحكومات منذ 1998 حتى اليوم. لدرجة أن قادة عارضوا هذه المشاركة، لكن ينبغي الإشارة الى أننا دخلنا الحكومة نتيجة لقرارات هيآتنا الشرعية، أي المجلس الوطني سواء سنة 1998 أو 2002 أو 2007. ننسى في بعض الأحيان بأن هذه القرارات هي قرارات ملزمة ينبغي الانضباط لها.
وأضيف أنه في البداية ولأننا كنا في المعارضة فقد رفعنا السقف عاليا بدخولنا للحكومة. لذا فقد كان البعض يعتقد بأن كل ما كنا نقترحه في المعارضة سيتم تحقيقه في الحكومة بنوع من العصا السحرية.
- هل هذا عقاب الحزب المعارض الذي يصبح حكوميا؟
- نعم، لكنه أيضا نتيجة لنقص في النسبية، فالحاجيات كانت بشكل أن الناس تريد كل شيء وفورا.
- أليس نتيجة لانعدام التشبيب داخل الاتحاد الاشتراكي؟
- التجديد لا يُفرض. من الطبع أنه ينبغي خلق بنيات استقبال، وإعداد الشروط الملائمة لذلك، لكن حقيقة فإن واحدا من مشاكلنا الداخلية هو رغبة بعض أعضاء هيآتنا المحلية والاقليمية هي البقاء في الهيآت الحزبية دوما وهو ما لا يسهل عملية التجديد.
- هناك أيضا مشكل القيادة داخل الاتحاد الاشتراكي فيما يبدو...
- لا، لا أومن بقصة القيادة هاته. فهل نحن بحاجة الى قيادة في ديمقراطية حقيقية، هل نحن بحاجة الى «مشاهير» أو رجال خارقين (سوبرمان).
منذ 2002، كان هناك كاتبان أولان، محمد اليازغي وأنا شخصيا. لقد كانت هناك مشاكل داخل الحزب وهذا معروف، إن هزائم الحزب تعود الى نقاط ضعفنا الخاصة وليس الى قوة خصومنا.
- هل هذا صحيح بالنسبة للنتائج الضعيفة التي حصلتم عليها في انتخابات 25 نونبر، حيث حصلتم على الرتبة الخامسة ب 39 مقعدا فقط؟
- نعم، لأن ما كان يميز الاتحاد هو الانضباط واحترام قرارات الهيآت الحزبية، أي تصويت المناضلين. للأسف فقدنا هذه الفضيلة، وهو ما كان سببا في مشاكلنا الداخلية. فحين نرى مرشحا لم يتم اختياره يقوم بحملة مضادة ضد الذي تم تبنيه من طرف الحزب، فإن هذا يؤثر في التعبئة، وهو ما حصل أيضا خلال انتخابات 25 نونبر.
- هناك نقد كبير يوجه للاتحاد الاشتراكي، وهو أنه فقد هويته بعد 13 سنة من المشاركة الحكومية.
- لا، أبدا. لكن يجب أن أقول بأن واحدا من الاسباب التي دفعتنا الى المعارضة هو توضيح الأمور. لقد حان الوقت لذلك ،لأن الصناديق قد حسمت. نحن حزب اشتراكي، بقيّم ومبادئ ومسار تاريخي وتَبَنّ للمرجعية الكونية والإنسانية.
وهذا مشروع مجتمعي، ورؤية للمستقبل، هذا الرأسمال، نريد الحفاظ عليه وإعطاءه القيمة بوضوح وبعيدا عن اللبس. من نحن وماذا نريد في الواقع وكذلك الآخرون؟ إذا ما كان ينبغي أن يكون هناك تناوب فهو الذي يتم حول مواقف العائلات السياسية الواضحة الهوية، والمتحملة لهذه الهوية.
فالاتحاد الاشتراكي سيكون حامل لواء اليسار الاشتراكي. فلن نضحي بروحنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية.
- يبدو أنكم هذه المرة، قاومتم الإغراء الحكومي، لأنه كما يقال، عُرضت عليكم حقائب مهمة من طرف عبد الإلاه بنكيران...
- لا، لم نتحدث عن حقائب وزارية. لقد اكتفينا بمناقشة مبدأ المشاركة أم لا، وهو ما كان ينبغي أن يحسم فيه المجلس الوطني. سنكون في المعارضة وستكون مهمتنا فيها هي خدمة الديمقراطية وخدمة البلاد، أي تطبيق الدستور، مراقبة الحكومة، تصحيح الأخطاء، النقد والاقتراح البناء. فنحن نعرف مهمة المعارضة جيدا.
- هل سينعقد المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي قريبا؟
- كان من المفروض أن ينعقد المؤتمر التاسع في نونبر 2011 حسب القانون، أي ثلاث سنوات بعد المؤتمر السابق، نحن سنجمع مؤتمرنا في أقرب الآجال. لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار بعض المواعيد الانتخابية، خلال الأشهر الستة القادمة، أي الانتخابات الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين أيضا. وهذا كله يقودنا الى نهاية النصف الأول من سنة 2012 ،أي حوالي يونيه يوليوز 2012.
- هل ستتقدمون، خلال المؤتمر التاسع، بترشيحكم للكتابة الأولى؟
- لا، ينبغي تمرير المسؤولية. ينبغي انتخاب فريق جديد. ولا تنقصنا الكفاءات داخل الاتحاد الاشتراكي.
أجرت أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» في عددها الأخير، حوارا مع الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي، حول تموقع الحزب في المعارضة بعد نتائج الانتخابات التشريعية، ومآل الكتلة الديمقراطية بعد هذا الموقف والمفاوضات مع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، بالإضافة الى محاور أخرى تهم البيت الداخلي للاتحاد وتدبير الاختلافات، وإعادة بناء الذات الحزبية، ننشره كالتالي:
- لماذا قرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية العودة للمعارضة؟
- ينبغي توضيح الوضع وإظهار قصة التحالفات التي تعود دائما إلى النقاش السياسي قبل الانتخابات أو بعدها. بالنسبة لنا نحن، فإن قرارنا هذا فرصة مميزة لنوضح أننا لا يمكن أن نتحالف مع أي كان. لقد أردنا بذلك تفادي اللبس والخلط وتوضيح خياراتنا السياسية.
- ومع ذلك، ومنذ 1998، قمتم بتحالفات مع أغلبية غير متجانسة؟
- منذ حكومة التناوب لسنة 1998، قدم الاتحاد الاشتراكي الكثير من التنازلات والتضحيات. لماذا؟ لأن الوضع القائم آنذاك لم يكن يسمح لنا بفرض كل شروطنا.
لقد كان تناوب 1998 «توافقيا». والتوافق يعني أننا قمنا نحن والآخرون، بتنازلات متبادلة من أجل إخراج البلاد من الوضعية التي كانت فيها. لذا فقد كان من واجبنا أن نتوجه نحو الأساسي ونقبل ببعض الأشياء.
- كان بإمكان هذا التوافق أن يتم فقط خلال الأربع سنوات التي قضتها حكومة اليوسفي من مارس 1998 الى أكتوبر 2002...
- نعم، فالبعض يقول ذلك. ولكن كثيرين يعتبرون أن مهمتنا لم تكتمل في ذلك التاريخ، وأنه ينبغي تدعيم بعض الإصلاحات وجعلها ثابتة لا رجعة عنها. لهذا السبب قبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركة في حكومتي ادريس جطو وعباس الفاسي.
كيف نحكم اليوم على هذا الموقف؟ أعتقد بأن التاريخ أكد صواب موقفنا. لماذا؟ لأن بدون التنازلات التي قدمناها طيلة 13 سنة، في مرحلة توافقية، ما كان لنا أن نصل الى ما وصلنا إليه اليوم. فالمغرب قد كسب بذلك. والذي نعيشه اليوم هو تناوب ثان يدعم الديمقراطية.
- باستثناء ان هذا التناوب الثاني الذي تتحدثون عنه، يتم مع الحزب الاسلامي. حزب العدالة والتنمية، مع اثنين من حلفائكم التاريخيين داخل الكتلة، الاستقلال والتقدم والاشتراكية...
- نعم، لكننا قلنا دائما بأن الكتلة لم تكن منطقية جدا ولا متناسقة جدا. فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب اشتراكي، والتقدم والاشتراكية أيضا، ولكل منهما مساره التاريخي الخاص به. أما بالنسبة لحزب الاستقلال، فهو لا يقول بأن لديه مشروعا اشتراكيا، بل إنه ليبيرالي، بل محافظ. لكننا أبرمنا الكتلة ليس من أجل التدبير ولكن من أجل تحقيق بعض الإصلاحات.
- إذن فالكتلة انتهت؟
- الكتلة تأسست سنة 1992، قبيل الاصلاح الدستوري لذلك العام. وقد سمح تشكيلها بتدعيم مواقفها مع دستور 1996، وهو ما كان مهما جدا ومفيدا جدا لكي يؤدي الى حكومة تناوب 1998. هذه الكتلة سمحت بإقرار ودعم كافة الاصلاحات التي تمت الى غاية 2011، ولكن إذا ما احتاج المغرب غدا مع الحكومة الجديدة للعدالة والتنمية الى إصلاحات أخرى وبدا ضروريا إحياء الكتلة، فسنفعل ذلك. أما اليوم فإن الكتلة في حالة انتظار (ستاند باي) لكن بالإمكان إحياؤها. فليس هناك تحالف أبدي ولا معارضة دائمة.
- فقد الاتحاد الاشتراكي الكثير على الصعيد الانتخابي منذ 1998.
- نعم، ولهذا عدة أسباب. أولا: كنا مترددين داخل الحزب في المشاركة في الحكومات منذ 1998 حتى اليوم. لدرجة أن قادة عارضوا هذه المشاركة، لكن ينبغي الإشارة الى أننا دخلنا الحكومة نتيجة لقرارات هيآتنا الشرعية، أي المجلس الوطني سواء سنة 1998 أو 2002 أو 2007. ننسى في بعض الأحيان بأن هذه القرارات هي قرارات ملزمة ينبغي الانضباط لها.
وأضيف أنه في البداية ولأننا كنا في المعارضة فقد رفعنا السقف عاليا بدخولنا للحكومة. لذا فقد كان البعض يعتقد بأن كل ما كنا نقترحه في المعارضة سيتم تحقيقه في الحكومة بنوع من العصا السحرية.
- هل هذا عقاب الحزب المعارض الذي يصبح حكوميا؟
- نعم، لكنه أيضا نتيجة لنقص في النسبية، فالحاجيات كانت بشكل أن الناس تريد كل شيء وفورا.
- أليس نتيجة لانعدام التشبيب داخل الاتحاد الاشتراكي؟
- التجديد لا يُفرض. من الطبع أنه ينبغي خلق بنيات استقبال، وإعداد الشروط الملائمة لذلك، لكن حقيقة فإن واحدا من مشاكلنا الداخلية هو رغبة بعض أعضاء هيآتنا المحلية والاقليمية هي البقاء في الهيآت الحزبية دوما وهو ما لا يسهل عملية التجديد.
- هناك أيضا مشكل القيادة داخل الاتحاد الاشتراكي فيما يبدو...
- لا، لا أومن بقصة القيادة هاته. فهل نحن بحاجة الى قيادة في ديمقراطية حقيقية، هل نحن بحاجة الى «مشاهير» أو رجال خارقين (سوبرمان).
منذ 2002، كان هناك كاتبان أولان، محمد اليازغي وأنا شخصيا. لقد كانت هناك مشاكل داخل الحزب وهذا معروف، إن هزائم الحزب تعود الى نقاط ضعفنا الخاصة وليس الى قوة خصومنا.
- هل هذا صحيح بالنسبة للنتائج الضعيفة التي حصلتم عليها في انتخابات 25 نونبر، حيث حصلتم على الرتبة الخامسة ب 39 مقعدا فقط؟
- نعم، لأن ما كان يميز الاتحاد هو الانضباط واحترام قرارات الهيآت الحزبية، أي تصويت المناضلين. للأسف فقدنا هذه الفضيلة، وهو ما كان سببا في مشاكلنا الداخلية. فحين نرى مرشحا لم يتم اختياره يقوم بحملة مضادة ضد الذي تم تبنيه من طرف الحزب، فإن هذا يؤثر في التعبئة، وهو ما حصل أيضا خلال انتخابات 25 نونبر.
- هناك نقد كبير يوجه للاتحاد الاشتراكي، وهو أنه فقد هويته بعد 13 سنة من المشاركة الحكومية.
- لا، أبدا. لكن يجب أن أقول بأن واحدا من الاسباب التي دفعتنا الى المعارضة هو توضيح الأمور. لقد حان الوقت لذلك ،لأن الصناديق قد حسمت. نحن حزب اشتراكي، بقيّم ومبادئ ومسار تاريخي وتَبَنّ للمرجعية الكونية والإنسانية.
وهذا مشروع مجتمعي، ورؤية للمستقبل، هذا الرأسمال، نريد الحفاظ عليه وإعطاءه القيمة بوضوح وبعيدا عن اللبس. من نحن وماذا نريد في الواقع وكذلك الآخرون؟ إذا ما كان ينبغي أن يكون هناك تناوب فهو الذي يتم حول مواقف العائلات السياسية الواضحة الهوية، والمتحملة لهذه الهوية.
فالاتحاد الاشتراكي سيكون حامل لواء اليسار الاشتراكي. فلن نضحي بروحنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية.
- يبدو أنكم هذه المرة، قاومتم الإغراء الحكومي، لأنه كما يقال، عُرضت عليكم حقائب مهمة من طرف عبد الإلاه بنكيران...
- لا، لم نتحدث عن حقائب وزارية. لقد اكتفينا بمناقشة مبدأ المشاركة أم لا، وهو ما كان ينبغي أن يحسم فيه المجلس الوطني. سنكون في المعارضة وستكون مهمتنا فيها هي خدمة الديمقراطية وخدمة البلاد، أي تطبيق الدستور، مراقبة الحكومة، تصحيح الأخطاء، النقد والاقتراح البناء. فنحن نعرف مهمة المعارضة جيدا.
- هل سينعقد المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي قريبا؟
- كان من المفروض أن ينعقد المؤتمر التاسع في نونبر 2011 حسب القانون، أي ثلاث سنوات بعد المؤتمر السابق، نحن سنجمع مؤتمرنا في أقرب الآجال. لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار بعض المواعيد الانتخابية، خلال الأشهر الستة القادمة، أي الانتخابات الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين أيضا. وهذا كله يقودنا الى نهاية النصف الأول من سنة 2012 ،أي حوالي يونيه يوليوز 2012.
- هل ستتقدمون، خلال المؤتمر التاسع، بترشيحكم للكتابة الأولى؟
- لا، ينبغي تمرير المسؤولية. ينبغي انتخاب فريق جديد. ولا تنقصنا الكفاءات داخل الاتحاد الاشتراكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.