كانت المرة الأولى التي يبلغ فيها قياس تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض فوق 400 جزء في المليون، كانت بمنطقة القطب الشمالي في عام 2012. وسجل مرصد “ماونا لوا” التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) نفس النسبة في ولاية هاواي عام 2013، والآن سجلت إدارة (NOAA) في تقاريرها الشهرية، أن متوسط التركيز العالمي للغازات الدفيئة على مستوى العالم قد تجاوز 400 جزء في المليون لأول مرة. ويقول خبراء (NOAA) إن هذا الأمر ليس جيدا، ففي الواقع، كانت آخر مرة يحدث فيها ذلك منذ تقريبا 5 ملايين سنة، طبقاً لما ورد بموقع “روسيا اليوم”. ويقول خبراء المناخ إنه لا يوجد شيء خطير بالنسبة للقياس 400 جزء في المليون من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فدرجات الحرارة حول العالم تستمر في ارتفاعها المعتاد، ولا يزال البشر يتنفسون نفس الهواء، والحياة مستمرة، لكن المقلق هو أن هذا الرقم “400 جزء في المليون” لم يحدث من قبل، وهو يدل على تسارع نسبة زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وقال “إد هوكينز”، عالم المناخ في جامعة ريدينغ : “الوصول إلى نسبة 400 جزء في المليون لا يعني الكثير في حد ذاته، ولكن الزيادة المطردة في الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ينبغي أن تكون بمثابة تحذير صارخ لخطورة المهمة التي تواجه السياسيين حول العالم”. ويقول العلماء إن أحد أهم مشاكل ارتفاعات مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هو صعوبة التخلص منه، وحتى لو توقفت فورا انبعاثات الكربون التي يتسبب فيها الإنسان في جميع أنحاء العالم، سيستغرق الأمر وقتا طويلا ليتم تطهير الغلاف الجوي منه. وقال جيمس بتلر، مدير شعبة الرصد العالمية في إدارة (NOAA): “القضاء على نحو 80% من انبعاثات الوقود الأحفوري سوف توقف الزيادة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل رئيسي، إلا أن تركيزات الغاز لن تبدأ بالتناقص حتى يتم إجراء المزيد من الحد من انبعاثات الوقود، بعدها سيبدأ الانخفاض الفعلي ببطء”.