ينبغي أن يقضي الرئيس أوباما السنوات الباقية من مدته الرئاسية في جعل الولاياتالمتحدة تشارك في حل التغير المناخي، بدلا من أن تكون جزءا من المشكلة. إذا التزم الكونغرس بسياسة العرقلة والجهل المتعنت، ينبغي على أوباما استخدام سلطاته التنفيذية بالكامل، فقد أوشك الوقت على النفاد. مع كل نفس يأخذه كل شخص حي اليوم يمر بتجربة مختلفة في تاريخ البشرية، وهو جو يحتوي على أكثر من 400 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون. وأرى أن هذا يجعلنا مختلفين، لكن ليس بالمعنى الإيجابي للكلمة. الحقيقة هي أن 400 ليس سوى جزء من العوامل الصغيرة التي يمكن أن تفيد في جذب انتباه الناس. المهم حقا هو أن نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الجو ازدادت بمقدار 43 في المائة منذ بداية الثورة الصناعية. من وجهة النظر العلمية، السبب المقنع الوحيد لهذه الزيادة السريعة، هو حرق الوقود الحفري من أجل توفير الطاقة التي يحتاجها المجتمع الصناعي. التأثير المنطقي الوحيد، حسب العلماء، هو التغير المناخي. والسؤال الوحيد الباقي، استنادا إلى ما يفعله الإنسان الآن، هو: هل سنتمكن من السيطرة على التغير المناخي أم إنه سيتحول إلى كارثة؟ لا يمكن أن يكتب جملة مثل الجملة التالية إلا غير دارس للعلوم الأساسية أو يتظاهر بالغباء. الجملة هي: «على عكس مزاعم الذين يرغبون في تنظيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة تكلفة الطاقة على كل الأمريكيين، هناك شك كبير في علوم المناخ». لا تتعجلوا، إن هذا مقتطف من مقال رأي للامار سميث، عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية تكساس ورئيس لجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا في المجلس، نشر في صحيفة «واشنطن بوست». إنه خبير العلوم الرسمي في مجلس النواب. أرأيتم ماذا كنت أعني عندما قلت إن على أوباما أن يمضي وحيدا؟ من أجل التاريخ، وللمرة الألف لا «يوجد قدر كبير من اليقين» بشأن ما إذا كان الكوكب يعاني احتباسا حراريا أم لا، وكذلك السبب وراء ذلك. وبحثت دراسة جديدة في نحو 1200 ورقة بحثية لعلماء مناخ نشرت حديثا واكتشفت أن 97 في المائة يتفقون على أن البشر يتسببون في احتباس حراري من خلال حرق الوقود الحفري الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى. الآلية التي يحبس بها ثاني أكسيد الكربون الحرارة مفهومة ويمكن ملاحظتها في معمل. لو كان يرغب سميث، أو أي شخص آخر ينكر هذا، في إعطاء انطباع بوجود رأي مخالف، فيتعين عليهم وضع نظرية فيزيائية جديدة. وقد بحثت ولم أجد عضوا في الكونغرس باسم أينشتاين. سوف تستمر غازات الدفيئة التي نطلقها في الجو لقرون، وإذا أوقفنا انبعاثات الكربون غدا، فسيكون علينا التعامل مع عواقب التغير المناخي. السؤال هو إلى أي مدى يتجه الوضع نحو الأسوأ؟ لم تعد الولاياتالمتحدة هي المصدر الأكبر لانبعاثات الكربون، فقد تخطتنا الصين. لن يكون لأي خطوة أحادية الجانب في واشنطن للحد من الانبعاثات تأثير يذكر على التغير المناخي إلا إذا تم اتخاذ خطوة مماثلة في الصين. وإذا اتجهت الدولتان الكبيرتان نحو الإيجابية، فسيكون من الأسهل إقناع باقي العالم بالحذو حذوهما. وهناك مؤشرات تدل على استعداد الصين، لأسباب تخصها. يؤدي النشاط المسؤول عن الانبعاثات في الصين، وهو حرق الفحم في محطات الكهرباء، إلى تلوث المدن الصينية إلى حد ضار بالصحة، مما يثير تذمر الطبقة المتوسطة التي تراه أمرا غير مقبول. تتحدث الحكومة للمرة الأولى عن إبطاء وتيرة الانبعاثات وربما وضع حد أقصى لها. وتعد مثل هذه الخطوة مهمة وكبيرة. وفي الوقت الذي كان فيه الكونغرس يصم آذانه عما يحدث، اتخذ أوباما خطوة مهمة هي رفع معايير الوقود الاقتصادية بالنسبة إلى السيارات. ينبغي على الرئيس حاليا توجيه هيئة حماية البيئة لإنهاء عملها على قانون يحكم الانبعاثات الصادرة من محطات الكهرباء الجديدة، والأهم من ذلك هو أن تبدأ العمل على قانون يحد من انبعاثات المحطات الموجودة، بما فيها تلك التي تعمل بالفحم. ويمكن لأوباما توجيه الهيئات الحكومية، بما فيها الجيش، لاستخدام المزيد من الطاقة المتجددة. ويستطيع أيضا توجيه هيئة حماية البيئة نحو تنظيم انبعاثات غاز الميثان الذي يعد أقوى غازات الدفيئة. ويستطيع الاستمرار في تمويل أبحاث الطاقة الشمسية رغم انتقادات الكونغرس. على أوباما أن يقوم بالمهام وحده. ولا يصح أن يكون التعامل مع التغير المناخي بدافع أداء الواجب، بل بدافع أداء رسالة.