تمكن الاتحاد الوطني لنساء المغرب، الذي يخلد ذكرى تأسيسه ال 46، من تحقيق إنجازات نوعية في مجال النهوض بوضعية المرأة المغربية وتمكينها من الاضطلاع بدورها كاملا في المضي قدما بعجلة التنمية التي تشهدها المملكة في جميع المجالات. فقد أحدثت هذه المنظمة بمبادرة من جلالة المغفور له الحسن الثاني يوم سادس ماي سنة 1969، بما يشهد على الاهتمام الخاص الذي كان يوليه المغفور له للنهوض بوضعية المرأة المغربية والدفاع عن حقوقها، متبعا في ذلك نهج والده جلالة المغفور له محمد الخامس الذي وضع أسس نهضة المرأة المغربية. وجعل الاتحاد الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، من أهدافه تقديم المساعدة للمرأة المغربية في جميع الميادين، وتشجيعها على الاندماج والاستثمار في مجالات اقتصادية شتى، وذلك من خلال إحداث تعاونيات ومقاولات خاصة وغيرها، ودعم وضعية المرأة على المستويين الثقافي والمادي. كما يهدف الاتحاد إلى تأمين تكوين المرأة سعيا إلى جعلها تضطلع بواجبها كمواطنة مستقلة، وتحسيسها بدورها في الحماية الطبية والبيئية وتشجيعها على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية، وإنشاء مقاولتها الخاصة، إلى جانب تأطير المرأة المهاجرة ومساعدتها. والحري بالذكر، أن الاتحاد دشن مسيرته في خدمة المرأة المغربية من خلال تأسيس مراكز تكوينية نسوية (الطرز، الخياطة والفصالة العصرية والتقليدية، التريكو على الآلة، الرسم على الحرير، الديكور، السيراميك، الحلاقة، محو الأمية، الطبخ والتكنولوجيات الحديثة)، علاوة على النهوض بقدرات المرأة القروية، لاسيما عبر إحداث تعاونيات فلاحية. كما تتمحور أنشطة الاتحاد حول محاربة الفقر، حيث أنشأ في هذا الصدد تعاونيات نسائية، أضحت تشكل نقطة تحول ملموسة في أنشطة المرأة المغربية بصفة عامة، اعتبارا لكون التعاونية ليست بنية للتكوين في ميدانها فحسب، بل تعتبر في منظور الاتحاد مصدرا للعيش الكريم والرقي بالمستوى الثقافي والاجتماعي للمرأة. ومن هذا المنطلق، تأسست تعاونيات نسائية لتربية النحل وإنتاج العسل وتعاونيات لصناعة دمى الأطفال وتعاونيات لتربية الماعز وصناعة الجبن، كما اعتمد الاتحاد برامج لمحاربة الأمية تستفيد منها النساء والفتيات، والشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و45 سنة، لاسيما النساء القرويات والقاطنات بالمدار شبه الحضري. ويسعى هذا البرنامج إلى إعطاء دروس أساسية للمستفيدات ( القراءة، الحساب...) بما يمكنهن من تعلم حرف ومهارات والاندماج في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يولي الاتحاد اهتماما خاصا بصحة الأم من خلال سهره على تنظيم فعاليات طبية واجتماعية وتنسيق حملات تحسيسية بتعاون مع النيابات التابعة لوزارة الصحة، والسلطات المحلية والجمعيات الطبية. وفي إطار تشجيعه للمشاريع المدرة للدخل، قام الاتحاد بإحداث بنيات للشغل لفائدة النساء والفتيات الشابات، عن طريق إحداثه لمجموعة من التعاونيات النسائية والبرامج المدرة للدخل، بالإضافة إلى تكفله بضمان تكوين مستمر لهؤلاء النساء في مادة إدارة التسويق. ومنذ صدور قانون الأسرة في فبراير 2004، قام الاتحاد بحملة تحسيسية واسعة لضمان فهم سليم لهذا القانون الجديد، وفي هذا الإطار نظم موائد مستديرة وأياما إعلامية عن طريق مكاتبه الفرعية. وعمل الاتحاد الوطني لنساء المغرب في إطار ضمان الفهم والتطبيق الجيدين لهذا القانون الجديد بفتح مراكز للاستماع للنساء اللواتي يعشن مشاكل مع أزواجهن في مدن مثل الرباط ووجدة وفاس وطنجة والدار البيضاء ومراكش. وعلى الصعيد الدولي، حصل الاتحاد منذ تأسيسه على العضوية في الاتحاد النسائي العربي العام، وكذا منظمة النساء الإفريقيات، والمنظمة العالمية للنساء، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية. وقد كان لتواجد المغرب في هذه المنظمات النسائية الدولية حضور فعال ومؤثر ومتفاعل، حيث مثل الاتحاد المملكة خير تمثيل في جميع اللقاءات الدولية والمؤتمرات التي شارك فيها خارج المملكة أو المؤتمرات المنعقدة بها. وعلى الصعيد الوطني، وعندما أعلن جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005 عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجد الاتحاد الوطني لنساء المغرب نفسه مؤهلا للتفاعل مع هذه المبادرة الخلاقة، ومن ثم انخرط بحماس في هذا الورش المجتمعي الكبير الذي يروم محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي.