بنجلون رئيسا لمجلس إدارة بورصة البيضاء    بيانات رسمية: الأمطار ترفع نسبة ملء السدود بالمغرب إلى 29 في المائة    زمن الجماهير    زخات قوية قد تكون عاصفية محليا يومي الثلاثاء والأربعاء بعدد من أقاليم المملكة        أمير قطر يعلن عن تعديلات دستورية وطرحها للاستفتاء بعد موافقة مجلس الشورى    اتهامات جديدة ضد مبابي: نجم ريال مدريد يرد على الشائعات    الوزير بنموسى يعلن في البرلمان عن خطة للنهوض بالرياضة بعد نكسة الألعاب الأولمبية    أسود الأطلس جاهزون لمواجهة إفريقيا الوسطى        هزة أرضية بلغت قوتها 4.4 درجات    فيضانات الجنوب الشرقي.. إطلاق صفقات تهم 71 مقطعا طرقيا و69 منشأة فنية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الذكرى ال49 للإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء    الضريرة مُعارَضة لقصيدة "الأرملة المرضع" لمعروف الرصافي    دراسة: زيادة نسبة تصادم المركبات بنسبة 45,8 بالمائة عند اكتمال القمر    شبح ارتفاع المحروقات يطارد المغاربة رغم توقعات الانخفاض العالمية    آيت الطالب.. الصحة بالحسيمة هي الأفضل في المغرب وهكذا سنعالج قلة الموارد البشرية    المغرب وروسيا يناقشان تطوير العلاقات    الجزائر والكاميرون تلحقان ببوركينا فاسو إلى نهائيات المغرب 2025    مدرب غلطة سراي: "زياش لاعب مهم بالنسبة لنا ولديه شخصية قوية"    مغاربة يحتجون تنديدا بمحرقة جباليا وتواصل المطالب بوقف المجازر وإسقاط التطبيع    تشريع جديد من المفوضية الأوروبية لتسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين    إسرائيل تواجه أكبر موجة هجرة في تاريخها برحيل 40 ألف شخص في عام واحد    إيداع شاب ألقى قنينة مشتعلة على الموكب الملكي مستشفى الأمراض النفسية    لا خسائر مادية أو بشرية.. هزة أرضية بقوة 4.5 درجات تضرب إقليم إفران    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم..    الشامي: المغرب لا يستفيد من فرص سوق صناعة السفن.. 11 مليار دولار حجم سوق التصدير سنويا    حملة استنكار مغربية تقود إلى إلغاء حفل الجزائري الشاب بلال بميدلت    افتتاح الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين    الوزيرة بنعلي: 416 رخصة لاستيراد النفايات منحت مند عام 2016.. وهي عبارة عن إطارات مطاطية وبلاستيك ونسيج    نتنياهو: المصلحة تحدد الرد على إيران    أسعار النفط تتراجع بأكثر من 3 بالمائة    غوارديولا مرشح لتدريب المنتخب الإنجليزي    وزير النقل: سنعلن قريبا عن الاستراتيجية الوطنية لتشييد أسطول للنقل التجاري البحري في أفق 2040    الأميرة للا حسناء تترأس مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط    شكاوى جديدة ضد شون "ديدي" كومز بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر    الصحة العالمية: سنة 2024 شهدت 17 حالة تفش لأمراض خطيرة    دراسة: تناول كمية متوسطة من الكافيين يوميا قد يقلل من خطر الإصابة بألزهايمر    توقعات احوال الطقس لليوم الثلاثاء    فؤاد عبد المومني.. ينشد التغيير في قنينة "الدوليو"    الراغب حرمة الله يعبر عن إعتزازه بالمكانة التي يوليها جلالة الملك لأبناء الأقاليم الجنوبية    قمة خليجية – أوروبية غدا وتناقش ملفات سياسية وأمنية واقتصادية        تشغيل الشباب.. بنسعيد: "استفادة حوالي 30 ألف شاب وشابة من برنامج في مجال التكوبن"    بو القنادل: توقيف ثلاثيني يدير ورشا لتزوير النقود    إصلاح قطاع الصحة في المغرب : تحديات وأفاق    "حوار" يناقش مستقبل الجالية بهولندا    بعد 10 سنوات زواج...طلاق فرح الفاسي وعمر لطفي    دراسة: تناول كميات طعام أقل قد يكون له تأثير إيجابي على متوسط العمر المتوقع    دراسة: الذكاء الاصطناعي ساعد في اكتشاف آلاف الأنواع من الفيروسات    رحيل المفكر اللبناني مصطفى حجازى صاحب كتاب "سيكولوجية الإنسان المهدور" عن عمر ناهز ال 88 عاما    أعراض داء السكري من النوع الأول وأهمية التشخيص المبكر    الملك محمد السادس: المغرب ينتقل من رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية في ملف الصحراء    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد أسدرم تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تواصل الكفاح من أجل تغيير العقليات المجتمعية وجعل المشاريع والمخططات واقعا ملموسا
نشر في بيان اليوم يوم 06 - 04 - 2014

المرأة الورزازية ...بوادر انبعاث جديد ونهضة من أجل تحسين وضعها
انتهت أخر احتفالية باليوم العالمي للمرأة بقصر المؤتمرات بورزازات يومي 28 و 29 مارس، والجديد هذه السنة هو استمرار الاحتفاليات على مدى شهر كامل، ومعها تتجدد المطالب بتحسين وضعية المرأة. فالمغرب الذي صادق على الاتفاقية الدولية لمناهضة كل أشكال الميز ضد النساء منذ سنة 1993، توج مساره بدستور 2011 المتقدم على جميع المستويات ومنها ميدان النهوض بحقوق المرأة. و بعد انجازات مدونة الأسرة 2004، وكوطا النساء بالبرلمان والمجالس المنتخبة وأفاق مخطط «اكرام « و هيئة المناصفة ومكافحة التمييز وتحسين صورة المرأة بالإعلام المرئي و المسموع،لازال يكافح من أجل تغيير العقليات الذكورية وجعل المشاريع والمخططات واقعا ملموسا، فالمرأة المكرمة دستوريا قانونيا ودينيا بالمغرب، مازالت تكافح ضد العنف الرمزي والاجتماعي والمؤسساتي و التمييز الجنسي والاستغلال الانتخابي والإعلامي ..الخ، وهي أمور كلها تعكس التوجس من الاعتراف بدورالمرأة في المجتمع. وهي التي كافحت المرأة خلال السنوات الأخيرة، لتعوض عن وضعيتها المتردية بمجالات التعليم و الصحة و الشغل... بأن تحولت إلى قلب نابض بالنضال وتمكنت من إثبات الذات اجتماعيا وسياسيا .
نسب ولوج متواضعة على مستوى التعليم والصحة والشغل
رغم المستويات المتواضعة التي تشير إليها الأرقام الرسمية الخاصة بنسب ولوج المرأة الورزازية للمدارس ومتابعتها للدراسة، إلا أن واقع الحال يكشف أن النساء بإقليم ورزازت وخصوصا بالمناطق القروية أكثر إصرارا على متابعة الدراسة بأسلاك محاربة الأمية وبرنامج ما بعد محاربة الأمية وحضور الأنشطة الجمعوية التكوينية والتثقيفية، وهو الشيء الذي تراهن عليه النساء بإقليم ورزازات لتحسين مستواها الدراسي و التعليمي، والذي حققت من خلاله نتائج باهرة انعكست إيجابا على مستوى مشاركة المرأة بالمجالات الجمعوية والتعاونية، وبرز من خلالها حضور المرأة، بهيمنتها كبيرة على مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خصوصا المتعلقة بالأ نشطة المدرة للدخل مما يؤكد زيف الادعاءات التي تروج لفشل برامج محاربة الأمية.
فنسبة الأمية التي تحددها الإحصائيات الخاصة بإقليم ورزازات في نسبة 67,77%، هي أكثر استفحالا بين صفوف النساء، حيث تصل إلى 84,65 % و تصل في بعض دوائر الإقليم إلى 90,27 %، كدائرة أمرزكان مثلا، علما أن النساء بالإقليم يشكلن 51 % من الساكنة، وهي أمور مفهومة بحكم ارتباطها بواقع التعليم بشكل عام بالمغرب و بشكل خاص بوضعية إقليم ورزازات، نظرا لشساعته الجغرافية الكبرى وانتشار الفقر بالبوادي والقرى بشكل أساسي، هذا الوضع لا يعكسه إطلاقا واقع الحال خصوصا على مستوى المشاركة في جميع المجالات. فالإقليم يعرف حضورا نسائيا يكاد يضاعف نظيره الرجالي بالمجال الجمعوي والتعاوني كما أن الهيئات الجمعوية لتعاونية التي تشكلها وتسيرها نساء، هي الأكثر نجاحا واستمرارا اليوم، حتى على مستوى العالم القروي (نموذج منطقتي سكورة و تازناخت )، وهي الأكثر مشاركة باقتراحات ومشاريع بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تخص الأنشطة المدرة للدخل .
على مستوى التغطية الصحية، واعتمادا على إحصائيات 2004، فإن نسبة التطبيب بالإقليم تصل إلى طبيب واحد لكل 8537 نسمة، وذلك مقابل 2860 نسمة لكل طبيب وطنيا، وهو شيء يعكس انعدام التكافئ والتوازن بين جهات المغرب، ويكفينا هذا الرقم لنستخلص الوضعية الصحية والإنجابية للمرأة، خصوصا، وأن الإقليم لا يتوفر إلا على طبيبين اختصاصيين في أمراض النساء و التوليد بالقطاع العام، وواحد فقط بالقطاع الخاص، في حين يصل عدد النساء بالإقليم اللاتي يطلبن العلاج إلى 400 امرأة باليوم الواحد، وهو رقم يعجز عدد الأطباء الثلاثة مجتمعين عن تلبيته، كما تعجز المراكز الصحية للجماعات المجاورة عن مجاراة المتطلبات الصحية اليومية للنساء وهو شيء يبرره ارتفاع الطلب على الولادات بالمستشفيات إلى نسب تقارب المائة بالمائة، و خدمات متابعة الحمل و التلقيح بفعل ارتفاع الوعي الصحي لدى النساء، وهو مؤشر أخر أكثر ايجابية على المستويات التي بلغتها النساء بالإقليم رغم الصعاب و العوائق الاجتماعية و الطبيعية .
النساء والأنشطة المدرة للدخل : صيرورة صناعة القيادات المجتمعية
أفلحت سياسة الدولة وفلسفتها المنبنية على تشجيع المبادرة الحرة ودعم الأنشطة المدرة للدخل في تكوين جيل من النساء القائدات و ذلك بفعل الأفضلية التي حظيت بها مقترحات ومشاريع الجمعيات والتعاونيات النسوية، خصوصا، منها تلك التي تنشط بالمجالات القروية أو شبه القروية لدى مسؤولي اللجان الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبفعل الجدية والمثابرة والتفاعل المبكر لدى هذه الجمعيات مع التوجهات الكبرى لفلسفة المبادرة، والذي تبلور منذ البدء، في الارتكاز على خلق الأنشطة المدرة للدخل وهو التوجه الذي توج بالنجاح وأبان عن فاعلية ملحوظة ومؤثرة على الأداء الاقتصادي للجمعيات النسوية، إن على صعيد رفع مدخول النساء القرويات و تحقيقهن للاستقلالية المادية، أو على مستوى توسعها التنظيمي واستقطابها لفئات جديدة من النساء في أقاصي الجبال و المداشر .
لقد أدت صيرورة إحداث أنشطة مدرة للدخل ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إقليميا ومسيرة ذاتيا من طرف الجمعيات و التعاونيات النسائية التي انخرطت فيها النساء القرويات بالخصوص، إلى بلورة وعي متنام لدى النساء عموما بوجوب الاعتماد على الذات وأخد زمام المبادرة و ضرورة تطوير المهارات الشخصية وجعلها في خدمة التنمية الاقتصادية للأسرة، خصوصا بعد تبدد المخاوف و التردد الذي أظهرته بعض النساء عند بداية المبادرة، وبعد رصد النجاحات التي تكللت بها بعض المشاريع الجمعوية المدرة للدخل التي أقدمت عليها نساء جمعويات، إذن فعاملي النجاح والرغبة في الترقي الاجتماعي، كانتا عاملين حاسمين في إقدام مجموعات كبرى من النسوة على اقتحام المجال الجمعوي والتعاوني وبناء مشاريع بدون خوف أو تردد، و الحصيلة أن النساء الجمعويات استفدن وأفدن على عدة مستويات، فهن حاربن الأمية و قلصن نسبتها إلى أدنى المستويات وكن المؤطرات والمستفيدات في نفس الآن، وهن كون أنفسهن داخل الحلقات والدورات التكوينية للتسيير المالي والإداري للجمعيات ثم بعد ذلك، أبدعن في اقتراح و تسيير المشاريع الملائمة لوضعهن والقادرة على منحهن مداخيل كافية لاستمرارهن وتحسين دخلهن و كأنهن قمن بإسقاط تجربتهن في التسييرالجمعوي لتلائم تسييرهن لما يشبه المقاولات الناشئة .
إذن فانخراط النساء القرويات بالأنشطة المدرة للدخل، قد أدى في المحصلة إلى ظهور جيل من النسوة القائدات اللواتي تدرجن في أوساطهن الفقيرة من نساء فقيرات، أميات ومعدمات إلى رئيسات جمعيات أو تعاونيات أو تكتلات جمعوية عبر صيرورة مثمرة من التفاعل بين العمل الجمعوي الدؤوب والرغبة الجامحة في التميز وبناء الذوات والمساعدة الرسمية للمبادرة، وهن اليوم ليسوا مجرد مسيرات لجمعيات أو مشرفات على مشاريع مدرة للدخل، فقط، بل تجاوزن ذلك ليصبحن قائدات اجتماعيات حقيقيات لمجموعات كبرى من النسوة تثأتر بهن و تدين بمعتقداتهن الفكرية والسياسية وحتى الانتخابية ودورهن اليوم في صنع رأي عام محلي نسوي بارز للغاية، إننا إذن أمام جماعات ضغط جديدة أساسها اقتصادي ومصالحها مشتركة ومتشابكة تعمل على تغيير ميزان القوى الاجتماعي والثقافي لصالح فئتهن و صالح حقوقهن شيئا فشيئا .
الملاحظ أيضا أن أغلب هؤلاء النسوة القائدات اللواتي صنعتهم فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم اليوم ليسوا أبدا من الفئة المثقفة المتخرجة من الجامعات و المدارس العليا وكأن هذه الفئة الأخيرة تأثرت بموقف حاملي و حاملات الشهادات من فكرة التشغيل الذاتي و المبادرة الحرة الناتج عن انكسارات برنامج « مقاولتي «الشيء الذي حال دونهن و دون تقاسم النجاحات مع باقي النسوة، وهو سبب يدفع للتفكير بعمق في سبب نجاح الأنشطة المدرة للدخل المرتبطة بالجمعيات و التعاونيات النسوية عبر آلية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و فشل مشاريع التشغيل الذاتي المرتبطة ببرنامج مقاولتي .. ؟؟ في الوقت الذي يرجح فيه العقل العكس بسبب الشروط و الإمكانات و المؤهلات المتوافرة لدى الطرفين و الراجحة لصالح الفئة الثانية .
النساء والمشاركة السياسية: التحدي الدائم
تتفاوت درجة المصداقية في بعض التقاريرالتي تقدم أحيانا صورة سوداوية عن مشاركة المرأة بالحياة السياسية بالإقليم، ولكن الأكيد فيها كلها أن نسبة إسناد المسؤولية للمرأة بالمجال السياسي، لازالت دون المستوى، لكن على مستوى المشاركة والفعالية الميدانية فقد بات ملحوظا قوة المشاركة السياسية والنقابية للنساء بالإقليم، وذلك عكس ما تدعيه الأبواق المأجورة لبعض المنظمات الساعية للنيل من سمعة المرأة و قدراتها وهذه المشاركة في تنامي مستمر وقد أثبتت الإحصائيات المحلية، أن نسبة مشاركة النساء بالتظاهرات و الفعاليات السياسية للأحزاب خصوصا بالقرى هي أكبر من نظيرتها الرجالية، كما أن مشاركة النساء بالسنوات الأخيرة بالتظاهرات النقابية والاحتجاجية والاجتماعية بالإقليم ( نموذج احتجاجات المعطلين و ضحايا القروض الصغرى و فاتح ماي ...) هي أكثر من مشاركة الرجال بمرتين على الأقل .
تحولت إلى قلب نابض بالنضال وتمكنت من إثبات الذات اجتماعيا وسياسيا
أما على مستوى الحضور بالمشهد الانتخابي والمؤسساتي، فجدير بالذكر أن نسب مشاركة النساء بمكاتب التصويت هي أكبر من نظيرتها الرجالية بأغلب المكاتب القروية، ومع مرور الوقت تتعزز الساحة الانتخابية بحضور قوي لنساء حظين بقبول اجتماعي كبير على المستويات الجمعوية والتعاونية، ولولا قلة الحنكة والدهاء الانتخابيين لدى بعض النساء المرشحات ببعض الدوائر لتمكنت النساء من الفوز بعدد كبير من الدوائر الانتخابية إبان الاستحقاقات الأخيرة دون عناء .
الإقليم إذن يشهد صحوة نسائية كبيرة تقودها نساء تمرنن بالمجال الجمعوي والتعاوني وابرزن قدرات كبيرة على النضال المستميت، بدأت أولا باستكمال مشوارهن الدراسي من خلال متابعة دروس محاربة الأمية، والتي كانت تشكل فيها النساء نسبة تقارب المائة بالمائة، وتطورت من خلال المشاركة بالورشات والدورات التكوينية المختلفة للجمعيات و التعاونيات المحلية، ثانيا، ثم تقوت من خلال فعاليتهن بالمقاربات والتشخيصات التشاركية الخاص بالشأن المحلي والقضايا المستجدة وترسخت بفعل إشرافهن على تأسيس مشاريع ناجحة مدرة للدخل مسيرة ذاتيا، وممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ثالثا، دون أن ننسى فضل الكوطا النسائية التي أتاحت الفرصة لعدد مهم من النساء للاحتكاك بالمستوى السياسي المؤسساتي و تتويج مساراتهن الكفاحية بالمشاركة في تسيير الشأن المحلي، إننا إذن أمام جيل جديد من النساء تلقى تعليمه وتكوينه العلمي والعملي خارج المنظومة التقليدية لمدارسنا الكلاسيكية وهو نمط جديد أفرز فئة أكثر حنكة ما فتئت تشق طريقها بنجاح ونجاحها يبشر المجتمع بمستقبل أفضل .
8 مارس شهر كامل من الاحتفاء المستحق بالمرأة الورزازية
توزعت احتفاليات اليوم العالمي للمرأة بورزازت هذه السنة وامتدت لتشمل شهر مارس بأكمله و لم تقتصر كما كان الحال دائما على يوم الثامن من مارس فقط و هي إشارة ايجابية معبرة بصدق عن مستوى التطلعات المشروعة للمرأة الورزازاية في التقدم و النماء و إحقاق المساواة الكاملة و عن مستوى التأثير الذي أصبحت تمارسه النساء على الفعاليات الجمعوية و المؤسسية بالإقليم و الذي يلقى صداه المستحق في نوع و حجم هذه الاحتفاليات إليكم بعض نماذجها :
عمالة ورزازات تكرم موظفاتها
يوم 7 مارس 2014 أقيم بمقر عمالة ورزازات حفل خصص للاحتفال بعطاء موظفات وعاملات العمالة وشكل هذه الحفل فرصة للوقوف على حصيلة المكتسبات التي حققتها المرأة في شتى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وعلى الدور الفعال الذي تلعبه المرأة في كافة الميادين باعتبارها العماد الأساسي للمجتمع، الحفل عرف المشاركة الفعلية لعامل الإقليم صالح بن يطو الذي أبرز في كلمة له بالمناسبة، أن « حضارتنا وديننا الحنيف أعطى للمرأة كرامتها وقيمتها»، مشيرا إلى أن المرأة المغربية تعتبر أساس تنمية المجتمع ونواة نجاح الأسرة. وجاء في كلمة باسم موظفات عمالة الإقليم أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يعبر عن مدى النضج السياسي والاجتماعي الذي يعرفه المجتمع المغربي، والذي ساهم في التشجيع على تحقيق مكتسبات جمة لفائدة المرأة المغربية'كما تمت في هذا السياق الإشادة بالمكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس، في إشارة للدستور الجديد الذي كرس مبدأ المناصفة.
حفل تكريمي بثانوية محمد السادس التأهيلية
يوم السبت 8 مارس2014، نظم نادي صحافيي المستقبل بالثانوية التاهيلية محمد السادس بورزازات بشراكة مع جمعية أفاق وجمعية أصداء، يوما تكريميا للمرأة، تم خلاله عرض أبرز الأنشطة النسائية بالمدينة بما فيها من صناعة تقليدية ورسومات يدوية و دواويين شعرية ونثرية من انجاز النساء الورزازايات الحفل كما جاء على لسان رئيس النادي، عصام بلكانة، كان فرصة و بادرة للاعتراف بمكانة المرأة في الحياة اليومية والعملية من خلال استحضار بعض المنتوجات النسوية الخاصة التي شاركت بها نساء الإقليم. مدير الثانوية نوه بالبادرة التي قام بها النادي و جميع منخرطيه من خلال التطرق لمجهودات المرأة عامة و نساء الثانوية بالخصوص و كذا بالعمل الجبار الذي قدمه منخرطو النادي في تنظيم الحفل.
تكريم الفعاليات والأطر النسائية بقصر المؤتمرات بورزازات
يوم 16 مارس 2013، تم بقصرالمؤتمرات تنظيم حفل كبيرلتكريم المرأة الورزازية وذلك بحضورعامل إقليم ورزازات ورئيس المجلس البلدي ورئيس المجلس العلمي وعميد الكلية المتعددة الاختصاصات والمدير الجهوي لمؤسسة العمران. وقد عرف هذا اللقاء تكريما استثنائيا لعدة فعاليات نسائية ورزازية فاعلة على المستوى الاقتصادي والجمعوي والسياسي، الحفل عرف حضورا نوعيا نظير حياة بناني مستشارة جماعية سابقا وفاعلة جمعوية وثقافية وكريمة سكاك مديرة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بورزازات وسعاد الركراكي أستاذة اللغة الفرنسية بالكلية المتعددة التخصصات بورزازات. وتميز بافتتاح معرض المنتجات التقليدية بعين المكان.
الاحتفاء بالموظفات والعاملات ببلدية ورزازات
يوم الأربعاء 18 مارس بقاعة الاجتماعات بمقر بلدية ورزازت و تكريما للمرأة الموظفة والعاملة ببلدية ورزازات، نظمت بلدية ورزازات حفلا، بحضور رئيس المجلس البلدي ومستشاريه وبعض الفاعلين الجمعويين، في بداية الحفل، تقدم رئيس المجلس البلدي عبد الرحمان الدريسي بكلمة بالمناسبة،هنأ من خلالها المرأة الورززية على الانجازات الكثيرة التي تميزت بها وتبوئها المناصب القيادية بما لا يجعل المجل للشك في قدرتها وكفاءتها، كما شدد على أهمية الدورالذي تقوم به المرأة من جميع المواقع سواء كانت ربة منزل أم موظفة.وأكد رئيس المجلس البلدي أن الاحتفال لا يقتصر على يوم 8 مارس فقط بل هو احتفاء بالنساء الموظفات والمستشارات داخل المجلس، واعترافا بمجهوداتهن في تسيير البلدية و خدمة المواطنين .
موظفات وعاملات البلدية استحسنن هذه الالتفاتة التي تندرج ضمن المبادرات ذات الأبعاد المساواتية والحقوقية، كما شدد الكثير منهن على دوام هذا الاحتفاء و استمراره تقليدا سنويا لتحفيزً الموظفات والعاملات و دفعهن للمزيد من العطاء .
فيديرالية التضامن النسوي تجدد أشكال احتفائها
بجماعة سكورة قامت فيديرالية التضامن النسوي بتنظيم العديد من الأنشطة الإشعاعية والتكريمية للمرأة بمناسبة عيدها امتدت لعدة أيام 8/9/10 مارس كان أبرزها على الخصوص تنظيمها لمسيرة على الأقدام على مسافة من اثني عشر كيلومترا بدءا من مركز سكورة في اتجاه دوار أولاد العربية .
الكلية المتعددة الاختصاصات بورزازت لم تتخلف عن الموعد
على مدى يومي 28 و 29 مارس 2014 بقصرالمؤتمرات في ورزازات احتفت الكلية المتعددة التخصصات بالمرأة الورزازية بتنسيق مع المجلس البلدي لورزازات و بحضور عامل الإقليم ووفد من الشخصيات المدنية و العسكرية و رؤساء المصالح الخارجية بالإقليم. وتميزت الفعاليات التي تم تنظيمها تحت شعار « المرأة و التنمية .. الواقع و الأفاق « بتنظيم ندوة مشتركة بين عدة متدخلين منهم الدكتور ميلود الوردي حول «صحة المرأة «و مداخلة الأستاذة فاطمة الشعبي حول «دور المرأة في التنمية « و مداخلة الأستاذ سعيد الصادق حول «مكانة المرأة في الإسلام ودورها في بناء المجتمع « وأخيرا مداخلة المندوب الإقليمي للتعاون الوطني حول «استرتيجية التعاون الوطني في تمكين المرأة من الانخراط في التنمية «، وبموازاة ذلك تم تنظيم عرض للقفطان المغربي و ألبسة تقليدية محلية وتقديم العديد من الفقرات الفنية المسرحية والغنائية والفكاهية، ناهيك عن معرض المنتوجات الجمعوية طيلة اليومين بفضاء قصر المؤتمرات .
****
مع أمينة عيشي المستشارة بجماعة سكورة *
العائق الكبير لتعميق المشاركة السياسية للمرأة يكمن في العقلية الذكورية الرافضة للمساواة
بالحديث اليوم عن المشاركة السياسية للمرأة تقول عيشي» إن المغرب لا تعوزه النصوص القانونية ولا تلزمه ملاءمة قوانينه مع القوانين الأخرى الدولية والدستور المغربي الجديد في هذا الإطار هو مرجع متقدم على كل الدساتير العربية والإفريقية والإسلامية والعائق الكبير لتعميق المشاركة السياسية للمرأة بالمغرب عموما و ورزازات خصوصا يكمن في العقلية الذكورية الرافضة للمساواة . وبحكم تجربتي الشخصية كمستشارة جماعية بجماعة سكورة أهل الوسط، أعتبر أن الأمر بمنطقة محافظة تسود فيها تقاليد وعادات قديمة لم يكن سهلا و لكن التجربة الجمعوية هي الحصانة و الضمانة الأولى و الأخيرة التي تضمن نجاح التجربة النسائية في التسيير و التدبير الجماعي من عدمه، كما أن الإضافة النوعية لكوطا النساء بالمجالس المنتخبة لم تكن كما يدعي البعض ب» الخضر فوق الطعام» وإنما هي تكتيك ناجح استطاع استمالة العديد من الفعاليات النسائية الجمعوية والتعاونية اللواتي كن يحجمن عن المشاركة في الحقل السياسي بدافع أن ذاك مجال رجالي وأن ليس لهم فيه موطئ قدم فأثبتت التجربة أن النساء بالمجالس المنتخبة هن قيمة مضافة كبيرة ساهمت بشكل كبير في الرقي بتسيير الشأن المحلي وفي تطهيره من المظاهر الفاسدة «.
*عضوة المكتب الإقليمي لحزب التقدم و الاشتراكية بورزازات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.