مرة أخرى يعلو الضجيج ويحتدم النقاش وتتمايز صفوف العلمانية الفرونكفونية والإسلاميين في موضوع يثير الحسرة والاستغراب. ← الحسرة من معسكر التغريب الذي ركب كل المراكب للتهجم على الاسلام عقائد، وأخلاقا ، وممارسات ، وتشريعات، وهيئات، واشخاصا ، ومؤسسات، بل وتاريخا وحضارة. ← والاستغراب من طرح قضايا مركزية في الدين منها الثابتة ثبوت الجبال، ومنها الحضاري ذو الجذور الضاربة في اسفل السافلين، ومنها حتى المتعلق برب العالمين. يعجبني ان يكشف الزمان عن تفاهة ( الحداثيين ) وضحالة عقولهم. حيث انهم لم يؤسسوا اختباراتهم ومقولاتهم على قواعد منطقية علمية معقولة تدل على عمقهم في الدراسة والإقناع والتحليل ليكونوا محل احترام في نظر المتتبعين لأطروحاتهم، إن هذه الأطروحات او الطروحات تخفي خلفيات فلسفية وايديلوجية لا يجد لها القارئ الناقد تفسيرا منطقيا مقنعا، اللهم الا التهجم المبطن على الاسلام وما تفرع عنه من احكام وتشريعات! انهم كلما رفعوا صيحة بقضية ما إلا وكشفت دفين حقدهم وتناقضهم في اختيار الشيئ ونقيضه في نفس الوقت. وأمام القارئ نموذجان مطروحان على ساحة الجدل، قضية رفض الإعدام، وقضية الحق في الاجهاض. عجبا،! أي منطق سليم هذا؟ أي عقلانية هذه؟ أي علمية؟ عجبا من هذا المنطق السخيف. منطق العبثيين الذي لا ينتجه إلا دماغ شهواني مريض، أو دماغ مخبول، صاحبه عميل مأجور. ← قالوا لا يعدم المجرم مراعاة للإنسانية! ويقتل الجنين نظرا ومراعاة لإنسانية كذلك (عجبا! ) لست ادري ماذا يخفون من وراء لا فتات، مداد واجهتها الأمامي إنساني اجتماعي يدغدغ عواطف الأغرار مثل دعوى معالجة زنى المحارم وتخفيف صدمة الحمل الحرام! أو مراعاة مشاعر الجنين المقتول في مستقبل أيامه اذا ما عاش وسط مجتمعه.!! ويشوشون على قراءة عنوان اللافتة الخلفي الإجرامي الجنائي الشهواني، وكأن الناس لا يفهمون أو لا يتابعون تاريخ وواقع وسلوكيات أصحاب هؤلاء ( العبثيات ) إن أي قضية في كل أمة من الأمم لا تطرح للنظر وإعادة النظر إلا إذا حُدد مجالها ودرجتها في سلم الأولويات، أهي من الثوابت أم من المتغيرات في قاموس ودستور الدولة المطروح فيها ذلك، أهي من الفروع أم من الأصول؟ أهي سبب أم نتيجة؟ أهي من القضايا المصيرية الكبرى التي تدفع بالأوطان إلى الأمام، أم من التوافه التي لا تعدو زوبعة في فنجان؟ ومن هنا نقول: أي درجة ترتب فيها هذه القضايا اذا ما نظرنا الى القضايا المحرِجة التي تهم هذا الوطن من مخازي الفساد السياسي، إلى مخازي الفساد المالي. إلى مخازي الأخلاق، الى مخازي الإعلام، إلى مخازي القضاء، ومخازي الخمور والمخدرات، إلى مخازي إجهاض وإعدام الفضيلة والقيم والحياء. وهل الجرائم المفضية الى الاعدام سبب ام نتيجة؟ أوليس علاج الرذيلة والإجهاض أن تُجهض الرذيلة في مهدهما بالتربية والزجر، أم علاجهما أن نعاقب المجني عليه قبل عقاب الجاني، لنصير جميعا جناة.؟ مشرعين، وقضاة ومفكرين؟ إن الأمر بصراحة، وبدون لف أو مراوغة إعدام للنُّصوص القرءانية وإجهاز على الدين الحنيف، نقولها أيها العلمانيون بكل جرأة دون خجل أو دوران، ليعرفكم شعب طالما خدعتموه. وان الأمر ايضا وبصراحة إجهاض لتشريعات إسلامية طالما حطمت رؤوسكم، لذا تلتجؤون إلى المكر والخداع والعناوين الخداعة. ليس انفع ولا اجدى للظواهر الغريبة والمريضة علاجا مثل التربية والزجر مهما ادعيتم الشفقة والعقلانية، وهذا ما أتبثته مدرسة التاريخ والزمان. وعلوم النفس وعلوم الاجتماع ومسار الانسان . ان حداثتكم ومقولاتكم ( الحداثية ) الغبية تجمع بين المتناقضات والاغلوطات و ( الإغراضات ) ولا تعني إلا أن الحداثة تبنى على متعة الجسد وشهوة الجسد، ولا أدل على ذلك من السعار المحموم الذي تعكسه سلوكاتكم وأخلاقياتكم وعلاقاتكم، وعلاقات نسوانكم وأبنائكم وبناتكم، ولئن سبق لأحد الكتاب أن أسماكم ( الإجهاضيون ) فأنا أضيف ( الشهوانيون ) فهؤلاء انتم، وهذا حالكم مهما استعرتم من مفردات قانونية أو حقوقية، أو انسانية، أو حداثية. وهذه قمة حداثتكم التي بها تنادون وبها تتبجحون.