أعلن مؤخرا المبعوث الأممي إلى الصحراء كريستوف روس عن وقف المفاوضات حول النزاع المفتعل بالمنطقة بين البوليساريو والمغرب. حيث لم تفلح المفاوضات الجارية منذ مدة بين الأطراف إلى التوصل لأي حل يذكر لهذا الملف نتيجة تمسك كل طرف بموقفه، الأمر الذي أدخل القضية لحالة من الجمود عمرت لسنوات طويلة. هذا وقد كان روس قد حمل معه مقترحا جديدا لحل هذا النزاع والرامي إلى إعتماد الفدرالية كبديل عن المقترح المغربي الرامي لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، غير أن هذا المقترح لم يجد له آذانا صاغية خصوصا أمام تعنت جبهة البوليساريو مدعومة من طرف الجزائر، ما أدخل قضية الصحراء في حالة من الجمود منذ سنوات أوصلته إلى الطريق المسدود. ولعل الدور الذي تلعبه الجزائر في النزاع المفتعل بالصحراء من خلال دعم جبهة البوليساريو لأجل عدم الرضوخ أو التنازل للمقترحات الأممية الساعية لإيجاد حل نهائي ومتوافق عليه حول قضية الصحراء والذي يشكل مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من بين المقترحات المعقولة والقابلة للتطبيق على أرض الواقع، غير أن هذا الدور كما أسلفت يريد من وراء دعم الجزائر للجبهة إطالة أمد هذا النزاع بالنظر للعداء التاريخي الذي يكنه النظام العسكري الجزائري للمغرب منذ مدة. كما أن بقاء هذا الصراع لسنوات أخرى يشكل تهديدا خطيرا للمنطقة بأسرها بالنظر للمخاطر الأمنية التي يحملها خصوصا وأن المنطقة الإقليمية ترزح اليوم تحت تهديدات التنظيمات الإرهابية المنتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة بعد ظهور ما بات يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. ولقد بات من الضروري اليوم أن تتدخل الأممالمتحدة بشكل قوي لثني البوليساريو عن إستمرارها في تعنتها بخصوص قضية الصحراء، وتقديم توصيات بهذا الخصوص لمجلس الأمن الدولي بشأن عدم تحقيق تقدم ملموس نحو إيجاد حل للنزاع خصوصا وأن المجلس سيتدارس الشهر الجاري تطورات هذا النزاع، وإصدار قرار بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة "مينورسو". كما عليها التفكير في آليات جديدة وأكثر نجاعة بفتح قنوات أخرى للتواصل مع المغرب خصوصا وأن هنالك من الأصوات من ينادي بالعودة والإحتكام للأصول التاريخية للصحراء الذي يعتبر الأمازيغ جزء لا يتجزأ منها بشهادة التاريخ.