انطلقت، اليوم الاثنين بمراكش، أشغال المؤتمر الدولي حول حدود البوليمرات والمواد المتقدمة لسنة 2015، بمشاركة حوالي 300 من العلماء المغاربة والدوليين من مستوى عال، من أجل الانكباب على دراسة آخر التطورات والمستجدات العلمية في مجال المواد المتقدمة واستخداماتها في ميدان التكنولوجيات الحديثة. ويشكل هذا المؤتمر الدولي، الذي تنظمه الجمعية المغربية للفيزياء والمواد المتقدمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إطارا وفضاء فريدا من نوعه يجمع باحثين وعلماء مرموقين، ومهندسين، ومسؤولين عن مختبرات، وناشري مجلات متخصصة، بهدف تبادل أحدث ما تم التوصل إليه في مجال المواد المتقدمة بغية تطبيقها على التكنولوجيات الجديدة ولاسيما تكنولوجيا النانو. وأشاد رئيس اللجنة العلمية الوطنية لهذا المؤتمر، يحيى بوغالب، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، بتنظيم هذا المؤتمر المتميز لأول مرة بالمغرب، والذي يضم فاعلين وطنيين ودوليين في مجالي البحث والصناعة. وأبرز أن هذه التظاهرة العلمية تهدف إلى تبادل الآراء بين الفاعلين في أفق وضع مشروع للتعاون على المستوى الوطني والثنائي. من جهته، أشار رئيس جامعة بوشعيب الدكالي بالجديدة، بومدين التانوتي، إلى أهمية المواضيع التي يعالجها هذا المؤتمر بالنظر للثورة التي ستحدثها المواد المتقدمة في حياة المجتمعات المعاصرة، مؤكدا أن عقد هذا اللقاء العلمي بالمغرب يعكس قدرة الباحثين المغاربة على القيام بأبحاث متميزة في جميع المجالات من بينها المزج بين المواد الذكية والبوليمرات. من جانبه، أبرز رئيس اللجنة العلمية الدولية للمؤتمر، باراس براساد (جامعة بيفالو بالولايات المتحدةالأمريكية)، أن احتضان المغرب لهذا اللقاء، الذي يجمع ثلة من الأكاديميين والصناعيين والمسؤولين، يجسد الأهمية الخاصة التي توليها المملكة للأنشطة المتعلقة بالبحث والتنمية. وأضاف أن المؤتمر الدولي حول حدود البوليمرات والمواد المتقدمة، الذي ينظم منذ أزيد من عشر سنوات، يواكب ويدعم على الدوام البلدان الصاعدة في جهودها من أجل تحقيق التنمية، معربا عن الأمل في أن تستفيد المملكة والوفود المشاركة من أشغال هذا المؤتمر والعروض التي سيتم تقديمها بهذه المناسبة. بدوره، أكد البروفيسور جون ماري ليين، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1987، على الدور الهام الذي يضطلع به الباحثون والعلماء المختصون في فيزياء المواد المتقدمة في مجال تطوير القطاعات الصناعية بالبلدان الصاعدة، متمنيا مستقبلا زاهرا لمجال البحث العلمي بالمغرب. ومن ناحيته، أبرز رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، عبد اللطيف الميراوي، أهمية المواضيع العلمية المطروحة للنقاش خلال هذه التظاهرة من أجل المساهمة في رفع التحديات المرتبطة بتنمية القطاع الصناعي والاقتصاد بشكل عام. وأشار إلى أن البحث العلمي يعد من بين أولويات جامعة القاضي عياض، التي ستفتح مستقبلا مدينة الابتكار بمراكش، والتي ستولي مكانة متميزة لقضايا علمية من قبيل تلك التي يناقشها المؤتمر الدولي حول حدود البوليمرات والمواد المتقدمة. وجاء تنظيم هذا المؤتمر الدولي بمراكش إثر تقديم ترشيح المغرب لاحتضان النسخة الثالثة عشر خلال الدورة السابقة للمؤتمر التي أقيمت بأوكلاند النيوزيلاندية. ويأتي تنظيم هذا اللقاء لأول مرة بالمغرب بالنظر لأهمية المواد الجديدة ذات البنية النانوية والهجينة من أجل تحويل الطاقة الحرارية - الإلكترونية والتخزين الطاقي. كما يمثل هذا المؤتمر، الذي يقام بشراكة مع مجموعة من الجامعات المغربية وجامعة أنجيرس، فرصة للقاء والتبادل بين الباحثين المغاربة والأجانب. وتتمثل الطبيعة الاستراتيجية للمواضيع التي يتناولها هذا المؤتمر في تقديم آخر النتائج العلمية والسوسيو- اقتصادية إلى النسيج الصناعي وتطوير الرأسمال غير المادي، الذي يعد أحد المؤشرات الأحدث استخداما على المستوى الدولي لقياس تطور الدول. وعلاوة على البروفيسور جون ماري ليين، تعرف هذه التظاهرة العلمية مشاركة البروفيسور رشيد اليزمي، الحائز على جائزة "درابر" لسنة 2014، التي تمنحها أكاديمية العلوم والهندسة بنيويورك، ومصطفى بوسمينة، مستشار أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات ورئيس جمعية أوروميد بفاس.