يحرص المغاربة نساء ورجالاً على الذهاب إلى الحمام الشعبي فرادى أو جماعات في طقس إحتفالي، ولا يستثنى الأطفال من هذه العادة، التي لابدّ منها في مراسيم الزواج. تنتشر الحمّامات في مدينة الرباط داخل أسوار المدينة القديمة وخارجها، وكذلك في مدينة سلا، ويقدر عددها بأزيد من 200 حمّام، تستعمل الحطب وقوداً، وخاصة نشارة الخشب المتبقية من أعمال النجارة. يقول مولود الغالي، وهو واقد حمّام شعبي في المدينة القديمة بالرباط منذ عام 1980: "نستعمل نشارة الخشب وقوداً للحمّام لما لها من ميزة إذكاء النّار بسرعة والمحافظة على بقاء الشعلة فترة طويلة، ففي أيام الجمعة والسبت، يكون الحمّام مزدحماً، ما يستوجب نار دائمية متّقدة، وفي هذه الأيام نستهلك ما يقارب 12 كيس نشارة خشب، أمّا في أيام الأسبوع، فنستهلك 5 أكياس". يُجمع الرماد المتبقي من الإشتعال في أكياس ويطرح في مطرح نفايات خاص. كما تنظف أسبوعياً وبشكل منتظم مدخنة الحمّام من السخام والعادم، وهكذا يخرج الدخان أبيض، غير ملوث مقارنة بالحمّامات التي تسعمل المازوت. تبقى مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للبيئة، وهي إهدار الماء بكميات كبيرة في الحمّام الشعبي، اذ لا يتقيّد المستحم بكمية مقنّنة، كما يفعل في حمّام منزله، هناك معالجة لهذه المشكلة، إلاّ انها غير جذريّة، وهي حفر آبار بجانب كل حماّم ، التي تزوده بالماء المطلوب، لكن هذا ليس كافياً، إذ يجب على المواطن مراعاة كميات الماء خدمة لوجود بيئة خضراء.