بعد استكمال دراستها العليا بفرنسا وإسبانيا والشيلي، أصبحت فايزة حجي، المهندسة في الاتصالات، أول مغربية تنضم الى "ستارت آب" 2013 بالشيلي وذلك بفضل الخبرة الميدانية الواسعة التي راكمتها في مجال المشاريع التمويلية والتنموية الصغرى في كل من المكسيك وسري لانكا وماليزيا. وبعد طلب العروض الذي أطلقته الحكومة الشيلية لفائدة المقاولين حاملي المشاريع في هذا الميدان على الصعيد العالمي، كانت السيدة حجي، المغربية الوحيدة التي تم اختيارها من بين قرابة مائة مرشح من مختلف دول العالم للانضمام إلى " ستارت آب الشيلي". وقالت السيدة حجي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن التجربة كانت غنية من الناحية المهنية والانسانية بحيث تعلمت أشياء كثيرة بعد الانغماس في هذا العالم العجيب ل "ستارت آب" وبفضل الاحتكاك والتبادل مع المقاولين الأجانب وايضا من خلال الاطلاع على النظام البيئي الشيلي". واعتبرت، في هذا الصدد، أن مبادرة "ستارت آب" الشيلي أضحت بمثابة محرك فريد من نوعه وذلك بفضل دعم الحكومة الشيلية التي تسعى إلى تعزيز ثقافة رائدة في ترسيخ الأعمال والابتكار في هذا البلد الجنوب أمريكي وخلق روابط مع مراكز تكنولوجيا أخرى في العالم الى جانب استقطاب رجال الأعمال من مختلف البلدان، إذ يتم انتقاؤهم ليس على أساس الجنسية ولكن وفقا لأفكارهم. وبعد أن ذكرت بأنه التأم في إطار هذا البرنامج، ومنذ إطلاقه سنة 2010 أزيد من ألف من رجال الأعمال من مختلف بقاع العالم (من بين 1500 ترشيح تم قبول 100 مشروع)، قالت السيدة حجي بان "ستار آب الشيلي" يقدم لحاملي المشاريع الواعدة ، رأس المال انطلاق وتأشيرة عمل لمدة سنة وفضاءات بسانتياغو كما بضع رهن اشارتهم شبكة من المؤطرين لتطوير مشاريعهم. مقابل ذلك يقوم المقاولون بتنظيم سلسلة من الأنشطة في الشيلي، من بينها المؤتمرات وورشات العمل وغيرها من الأنشطة التواصلية وتقديم عروض ترتبط باستثماراتهم المحلية الى جانب حصص تأطيرية لفائدة المقاولين والطلبة المحليين ومواكبة الشباب الشيليين حاملي المشاريع. وأبرزت، في هذا السياق، أن مشروعها الذي يحمل اسم "ابن بطوطة" تكريما للرحالة المغربي ابن بطوطة، يعتبر موقعا الكترونيا من أجل التواصل بين الحرفيين والمسافرين أو للبحث عن السفريات الخالدة أو عن تجربة انسانية فريدة في إطار التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية، مؤكدة بأنها بوابة أيضا للبحث واقتناء المنتوجات اليدوية. وأكدت السيدة حجي أن إطلاق هذا المشروع بالشيلي يهدف في بدايته الى تطوير النشاط التجاري بأمريكا اللاتينية وكذا في المغرب قبل أن يتوسع ليشمل البلدان الأخرى، مضيفة بأنه بفضل هذه الشبكة، فإن المشروع يحظى أيضا بدعم من الوزارة الشيلية للصناعة اليدوية و السياحة. وكانت السيدة حجي قد أسست "جمعية الدكتورة فتيحة" سنة 2008 نسبة للمرحومة والدتها من أجل مساعدة النساء في وضعية صعبة لاسيما بالوسط القروي وكذا لفائدة الشباب المنحدرين من الأحياء الفقيرة للانخراط في المشاريع التنموية التي تسعى إلى حماية البيئة وجعلها المحرك الأساسي للاقتصاد المحلي. وبفضل هذه الجمعية تمكنت أيضا من خلق تصميم أخلاقي يحمل علامة "ايفاسان" لإعادة تدوير أكياس البلاستيك في المنطقة الشمالية الشرقية بالمملكة وبشكل خاص بمدينة بركان، وذلك لتوفير المداخيل لفائدة النساء بالمناطق الريفية وحماية البيئة وتطوير الصناعة التقليدية. كما حازت سنة 2009 على الجائزة الأولى في مسابقة الصورة "حماية كوكب الأرض " بنيويورك الذي يرعاه برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، مكافأة لها على تقريرها " الأيدي الواقية"، المكرسة لمعالجة وتحويل الأكياس البلاستيكية السوداء الى حقائب يدوية في إطار مشروعها التجاري العادل ( دبليو دابليو دبليو. إيفاسان . كوم). وفي سنة 2011 حصلت على جائزة "أرض النساء" بفرنسا وعلى جائزة "إيف روشي" بالمغرب سنة 2013 التي تكرم النساء اللواتي يعملن يوميا من أجل البيئة والتي سبق لها أن كافأت أزيد من 300 امرأة من مختلف أنحاء العالم في سبع دول.