تجميع الأكياس البلاستيكية السوداء المتطايرة بشوارع المدن الكبرى والقرى، ليتم تحويلها إلى اكسسوارات الموضة وبيعها بفرنسا وإيطاليا واسبانيا واليابان، كان الرهان الذي كسبته المواطنة المغربية فائزة حجي، التي تم تتويجها، أول أمس الأربعاء بنيويورك، من قبل برنامج الأممالمتحدة للتنمية. وأكدت السيدة حجي أن الهدف الأول من هذا المشروع هو "المساهمة في حماية البيئة وتمكين عدد من الأشخاص غير المتوفرين على دخل بمنطقة الشويحية، بإقليم بركان، من مورد رزق"، موضحة أنها انخرطت في هذا النشاط بعد إتمامها لدراساتها في مجال هندسة الاتصالات بفرنسا. وقالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "شاركت في مسابقات لإنشاء مقاولات بفرنسا وفزت بجائزة أولى من غرفة التجارة الخارجية والجائزة الثانية للتجارة التضامنية لوزارة المالية". وقد شكل هذان التتويجان حافزا لفائزة حجي، لتنتقل إلى تفعيل مشروعها، عبر إحداث تعاونية بمنطقة الشويحية، التي تنحدر منها. وهكذا، بدأت نساء التعاونية بالشويحية، والبالغ عددهن حوالي العشرين بالإضافة إلى خياطة، في تجميع الأكياس المستعملة وتنظيفها وتجفيفها، ثم تقطيعها وتوليفها وفق طريقة تقليدية لتصنع منها حقائب يدوية وسلات ومحفظات يدوية تحمل علامة "إفاسن" (الأيدي بالأمازيغية)، وهي علامة تجارية مسجلة بفرنسا، حيث يتم تصميم المنتوجات بتعاون مع مصممة فرنسية. + بيئة واقتصاد متضامن + وقالت رئيسة التعاونية بشعور ملؤه الافتخار "كل هؤلاء الأشخاص يعيشون على نشاط الجمعية. إنه إذن نشاط لإعادة التدوير مدر أيضا للمداخيل"، معربة عن أملها في أن "يكون لنشاط إفاسن، الذي ما يزال محدودا في الشويحية، انعكاس على الصعيد الوطني". وأكدت أن الأمر يتعلق ب"تعزيز النشاط في الشمال الشرقي للمغرب ثم بعد ذلك التفكير ربما في توسيعه إلى مناطق أخرى" موضحة أنه "لسنا بصدد القيام بإنتاج مكثف، بل نحن في إطار تجارة متضامنة ومنصفة". وأشارت إلى أن الأمر يتعلق أيضا بشكل من أشكال مكافحة التلوث، لأن الامر يقتضي حوالي "مائة كيس بلاستيكي لصنع حقيبة متميزة لإفاسن"، مضيفة أن مبادرة جمعيتها تتمحور "حول ثلاثة مواضيع بارزة تتعلق بحماية البيئة والاقتصاد المتضامن والتصميم". وتعود إحدى مناسبات الاتصال الأولى مع متطلبات السوق إلى شتنبر 2008 خلال معرض الملابس الجاهزة بباريس حيث لقيت "إفاسن" نجاحا هاما. وقالت إن "الناس يقتنون منتجات التعاونية، ليس بالضرورة لأن الأمر يتعلق بإعادة التدوير"، بل أيضا بفضل الجانب الجمالي وجودة المنتجات التي صنعت بالكامل باليد. ولدى مكافأة فائزة حجي، أعربت مديرة برنامج الأممالمتحدة للتنمية هيلين كلارك عن اعتقادها بأن عمل الجمعية المغربية، مثل عمل المنظمات غير الحكومية المشابهة في مختلف بقاع العالم، يمرر رسالة إلى قمة كوبنهاغن المقرر انعقادها خلال اشهر المقبل من أجل التوصل إلى اتفاق حول التغير المناخي.