كتبت صحيفة "العرب" اللندنية أن الجزائر لا ترغب في أن يتم التوصل الى حل للنزاع المفتعل حول الصحراء، بل إنها تعمل على تغذيته، بمختلف الطرق. وأوضحت الصحيفة، في مقال للكاتب حسن السوسي، نشرته في عددها اليوم الاثنين، أن "الجزائر تحاول العودة إلى خطة ميتة أصلا حتى تتهرب من استحقاقات الحل السياسي، وهي التي لا ترغب أساسا في أن يتم التوصل إلى حل للنزاع المفتعل، بل إنها تعمل على تغذيته، بمختلف الطرق والوسائل". وأضاف كاتب المقال أن الجزائر تسارع إلى منع صنيعتها (البوليساريو) "من التفكير، شبه المستقل، في مصير جزء من الشعب المغربي في مخيمات تندوف، حيث شريعة الغاب هي السائدة، وحيث التطلع إلى حل سياسي يضع حدا لمأساة ساكنيها قد أصبح من حقائق الواقع في المخيمات، رغم القمع المسلط على المحتجزين، وسياسة تكميم الأفواه التي تمارسها البوليساريو تحت العين التي لا تنام لأجهزة مخابرات النظام الجزائري". وأبرز أن أجهزة المخابرات "لا تترك أي مجال للتفكير في غير ما تطرحه على طاولة جبهة البوليساريو الأمنية أو السياسية وخاصة في ميدان التفاوض مع المغرب". وأشار الكاتب حسن السوسي إلى أن القيادة السياسية والعسكرية الجزائرية "لم تتخل عن تغذية وهم قيام هذه الدولة من خلال المخصصات المالية الكبيرة التي رصدتها من ميزانيتها". وبعد أن شدد على أن المغرب يعتبر الحل السياسي لقضية الصحراء ليس ممكنا إلا ضمن تصور سياسي إداري ودستوري، أبرز الكاتب أن المغرب، ورغم هذه العراقيل، "مضى في تثبيت هذه القضية الوطنية، مشددا على مكانة الأقاليم الجنوبية ضمن هندسة الاستراتيجية الوطنية تدقيقا للمسؤوليات وضمانا للحقوق المترتبة عن الانتماء والمواطنة، في ظل صرح الديمقراطية المتوازنة وهيكلة مغرب المستقبل بمختلف أقاليمه وجهاته". وأبرز أنه لهذا الغرض تم خلق جهتين في الصحراء هما جهة الساقية الحمراء وجهة وادي الذهب. وخلص كاتب المقال إلى القول إنه لا يغير من هذه الحقيقة "كون قيادة جبهة البوليساريو تلجأ إلى التهديد باستخدام السلاح ضد المغرب، بين الفينة والأخرى، خاصة عندما تواجه في تكتيكاتها السياسية أو بعض استراتيجياتها التفاوضية طريقا مسدودة، أي أنها تستخدم هذا التهديد لابتزاز المغرب، وربما المجتمع الدولي أيضا، للحصول على بعض التنازلات التي تستطيع استخدامها للخروج من مأزقها التكتيكي أو السياسي الاستراتيجي".