يشكل مؤلف "المغرب 1975"، الذي صدر مؤخرا عن داري "لا نو-ميزون ميكرو سانتر دار" و "أور شان"، فرصة للقارئ من أجل استكشاف مشاهد الحياة اليومية الذي التقطها برنار بلوسو خلال سفره إلى المغرب، مرفوقة بنصوص لعبد الله كروم تلقي الضوء وتطلع القارئ على مواقفه. ومن أجل أن يضع القارئ في السياق التي التقطت فيه هذه الصور الواردة في هذا الكتاب الذي حرر باللغتين العربية والفرنسية كتب الفنان عبد الله كروم أن "سنة 1975 كانت لحظة حاسمة، بداية لنهاية القرن الماضي، تنسحب الدولة الاسبانية من الصحراء، نهاية حرب فيتنام"، مبرزا أن المثقفين كانوا آنذاك قد تموقعوا ضد الاختراقات الاستعمارية والانظمة الشمولية في جميع انحاء العالم، وضد استعمال الاسلحة الكيماوية والحروب القذرة ، (التي تستخدم) عادة ضد الأبرياء". ويوضح أن السنة المذكورة "تبدو قريبة جدا حين تحدد الصورة الفوتوغرافية نظرات الشهود لهذا الزمن المحدد في اللقاء"، مضيفا أن "الصورة تعود وقد لخصت زمن التاريخ في تعارض مع الذاكرة التي تبدو قد حفرت خندقا عميقا بين تلك الصورة والمعرفة التي نملكها عن موضوعها، إن التصوير الفوتوغرافي هو في المرتبة الثالثة من الواقع، وأكثر ديمومة من الحاضر أو المتخيل". وبرأيه فإن "حضارة تأسست في إفريقيا عامة، وخاصة في الصحراء الواسعة والممتدة، تعتمد على حركة أقل، وطيف الألوان المتدرج الذي يتأثر من شدة الضوء"، مضيفا أن "الأبيض والأسود يدفعنا بالصور الفوتوغرافية إلى نسيان وجود الألوان التي تصبح مرئية بشكل صارخ". ويعتبر أن "لكل عصر، يتم توثيقه بالصور والكتابات، وبواسطة الأدوات الفنية وأيضا بالكلمة، حداثته" مذكرا بان "الكاتب المصري المعاصر طه حسين وصف رحلته إلى فرنسا ومكوثه بمنوبوليي في دراسة انثروبولوجية مصورة علما أنه كان أعمى". ويقترح الكتاب 101 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود التقطها بلوسو من مناطق مختلفة كأكلو والأطلس الكبير وهضبة درعا وتافراوت وفاس ومراكش وكلميم والدار البيضاء وطنجة وتزنيت، ووثق للطبيعة ولمشاهد من الحياة اليومية ولأماكن شهيرة بالمغرب كساحة جامع الفنا بمراكش. وتظهر في هذه الصور نساء محجبات يرتدين الجلابة ويتمشين في الشارع بخطوات واثقة، وصورة لفنان (الكناوي) مع آلة (القراقب)، وطفلا وبالغا يمتطيان دراجة هوائية بأكلو. والتقط بلوسو صورا اخرى لمواطن يبيع البيض وقد وضعه في سلة، ومئذنتان بالقرب من البحر، وبنايات، وأطفال وفتيات ونساء.