شهد حي المعاريف بالدار البيضاء، أمس الأربعاء ،استنفاراً أمنياً كبيراً وذلك بسبب شُبهة "حقيبة ملغومة" وضعت على مُستوى تقاطع زنقتي أبو إسحاق الوجاج وأبو إسحاق الماروني من قبل مجهول ،ما بين الساعة الثانية عشر ظهراً والساعة الثانية بعد الزوال أمام العجلة الأمامية لسيارة مُتوقفة من نوع "كونغو". وبعد إبلاغ الشرطة ،من قبل مُواطنين ،بشأن الحقيبة ،انتقل على عجل رجالُ الشرطة القضائية والعلمية وخُبراء المتفجرات إلى عين المكان، وتم تمشيط الشارع المذكو، وكذا فحص الحقيبة بجهاز الكشف عن المُتفجرات ،ليتضح فيما بعدُ أنها فارغة. رفع فيديو عملية فحص الحقيبة على موقع "يوتيوب" ،وتداوله على نطاق واسع ،خلف ردود فعل مُتباينة بين مُشيد بجرأة خبير المُتفجرات المغربي الذي توجه صوب الحقيبة بثبات وثقة في النفس ،وبين مُنتقد لغياب شروط السلامة الضرورية في مثل هكذا مواقف خطيرة ؛هذا في وقت دعت فيه بعضُ الأصوات إلى عدم تهويل الأمور لأن المسألة برُمتها لا تعدو أن تكون مُجرد تدريب عادي. أحد المُغردين أشاد بجرأة خبير المُتفجرات ،وفي الوقت ذاته عبّر عن امتعاضه الشديد من المُواطنين لما قال، " تحية تقدير للخبير في المتفجرات..ما أثارني أيضا في الفيديو هو التشويش على رجال الأمن.. بنادم ماعندو مايْدير فينْما شافو شِي حاجة هاهما مْجوقين". ناشط آخر عبَّر عن امتنانه الشديد لرجال الأمن الذين حاصروا المكان وقاموا بتمشيطه في وقت قياسي ،وكتب قائلا: "تحية خالصة لرجال الأمن لسرعة تدخلهم وتمشيطهم للمكان..اليقظة مهمة..أستغرب للناس كيف يتقدمون اتجاه الخطر على الرغم من ابعاد الشرطة لهم..كيف يتجاوزون شريط الخطر؟..تحية لخبير المتفجرات الأبي". هذا وقد انتقد العديد من نُشطاء موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك) ،غياب شروط السلامة أثناء عملية إجلاء الحقيبة من عين المكان. أحد هؤلاء قال،"أن تحمل حقيبة مشكوك أن بداخلها متفجرات في سيارة عادية للشرطة بدل أن تكون سيارة مصفحة فهذا خطر..لو قدر الله وكان بداخلها متفجرات لقضي على من كان بداخل سيارة الشرطة". الى جانب ذلك ،وجه أحد المُغردين بنداء لوزارة الداخلية مُطالباً إياها بتوفير "الوسائل اللازمة من سيارات مصفحة وأدوات متطورة تواكب هذا العصر الخطير" ،داعياً الله أن "يدم علينا نعمة الأمن والأمان و الاستقرار" وأن يُبعد "عنا الخونة وعديمي الضمائر من المجرمين والقتلة الذين يريدون نشر الفتنة والبلبلة في بلدنا وسائر بلاد المسلمين". وبين هذا وذاك ،كان من المُتوقع أن تبرز بعض التعليقات التي لا تخلو من طابع السخرية في مثل هكذا مواقف ،وسأكتفي بعرض نموذجين على سبيل المثال لا الحصر؛ أوله جاء فيه ،"الحقيبة طلعات لعب دراري" ،أما الثاني فقال،"هذا فقط تدريب لا يحتاج الى كل هذه الضجة..لو كانت هناك متفجرات بالفعل لما استطاع ذاك الرجل أن يقترب من الحقيبة".