عاش العديد من سكان حي "المعاريف" بالدارالبيضاء، عصر اليوم، على أعصابهم طيلة دقائق طويلات، كانت فيها أجهزة الأمن بمختلف تلاوينها مُستنفرة لمعرفة حقيقة الحقيبة التي شك البعض في أن تكون ملغمة، حيث وُضعت بطريقة مثيرة للانتباه قرب سيارة بشارع "نورماندي" بالعاصمة الاقتصادية. مصالح الأمن تعاملت مع الحقيبة المجهولة بكثير من الحذر والجدية، خشية أن تكون محشوة بممنوعات أو ملغومة بمتفجرات، خاصة في خضم التهديدات الأمنية التي تستهدف المملكة، آخرها توعد محمد حمدوش، المنتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" بضرب شوارع الرباط. حالة الفزع الذي استبد بعدد من المواطنين بعد معاينة الحقيبة، على مستوى تقاطع زنقتي أبو إسحاق الوجاج وأبو إسحاق الماروني، دفع برجال الشرطة القضائية والعلمية وخبراء المتفجرات إلى الحضور سريعا بعين المكان، لتجلية حقيقة "الحقيبة الغامضة"، والتعرف على محتوياتها. وأفادت الإدارة العامة للأمن الوطني، بأن الحقيبة المعنية "سوداء ومتوسطة الحجم، وقد اشتبه في أمرها، بحيث أن شكلها ومكان تواجدها بالجانب الأيسر لسيارة مركونة زرع حالة من التخوف في نفوس المواطنين، وهو ما دفع بهم إلى إشعار المصالح الأمنية من باب الحيطة والحذر". وتابعا للمصدر، فإن الفرقة المتخصصة في تفكيك المتفجرات عمدت إلى حمل الحقيبة، إلى مكان خلاء حفاظا على سلامة المواطنين، ثم فتحها بعناية فائقة تجنبا لأي مفاجئة تذكر، ومن خلال إجراء تفتيش بالحقيبة، تبين أنها خالية، ولا تحمل داخلها ما يستحق الذكر". ولفت المصدر الأمني إلى أن "هذه الحقيبة المهملة لم تكن بداخلها أي آثار، أو مواد، أو روائح لمواد، بل هي مجرد حقيبة لليد عادية من النوع الذي يستعمل لحمل الملفات"، مبرزا أنه "لا تزال إلى حد الساعة الأبحاث جارية لمعرفة ظروف وملابسات إهمالها". وكانت العاصمة الاقتصادية قد عاشت، قبل أيام قليلة، حالة طوارئ أمنية مشابهة تقريبا، حيت اشتبه رجال الأمن في حقيبة عثر عليها مواطنون قرب مسجد بالحي الحسني، واعتقدوا أن بداخلها قنبلة، غير أنه تبين أنها تعود لامرأة خرجت من حمام شعبي لتلج المسجد لصلاة الجمعة.