تم، اليوم الجمعة بالرباط، إنشاء "مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين"، وهي جمعية فكرية غير حكومية، تعنى بإنجاز دراسات وأبحاث وتنظيم لقاءات وطنية ودولية حول مختلف القضايا الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية، تابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وفي هذا الصدد، قال الأكاديمي محمد الدرويش، رئيس اللجنة التحضيرية لهذه المؤسسة، في كلمة بمناسبة عقد جمعها العام التأسيسي، إن إنشاء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لهذه المؤسسة يأتي في سياق "إيمان الحزب بأن تحقيق أي تقدم أو بلورة أي مطلب من مطالب الشعب المغربي ينبغي أن يمر عبر بوابة الفكر والثقافة، وذلك بالنظر للدور الرئيسي الذي يضطلع به المثقفون والمفكرون في تطوير وتأطير المجتمع وتكوين الشباب". وأضاف السيد الدرويش، الذي يشغل أيضا منصب الكاتب العام لمؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، أن الحزب يسعى من خلال إنشاء هذه المؤسسة إلى "استعادة المبادرة في عدة مجالات تنموية، من خلال المراهنة على أهمية النهوض بالمسألة الثقافية والفكرية، انطلاقا من الدور الهام التي تضطلع به في تحقيق التنمية". وذكر رئيس اللجنة التحضيرية بأن الحزب نظم في 15 يناير الماضي جمعا عاما حضره ثلة من المفكرين والمثقفين وعلماء السياسة، حيث تم الاتفاق على إنشاء هذه المؤسسة في إطار قانون الحريات العامة لسنة 1958. والجدير بالذكر أن هذا الجمع العام التأسيسي أفضى، على الخصوص، إلى انتخاب السيد كمال عبد اللطيف، رئيسا لهذه المؤسسة، ومكتبا إداريا مكونا من 19 أكاديمي، مع الإشارة إلى أن هياكل المؤسسة تتكون أيضا من المجلس الإداري والأمانة العامة والمدير التنفيذي والهيئة العلمية وفرق البحث والتفكير. وأضاف أن المؤسسة ستنشط في جميع المجالات ذات الصلة بالدراسات والأبحاث والتكوين والقضايا التي تهم الوطن، بدءا من القضية الوحدة الترابية مرورا بقضايا الاقتصاد والاجتماع والشباب. وشدد المتدخلون خلال مناقشتهم لأهداف ومهام هذه المؤسسة، على أن "العديد من الأعطاب التي يعاني منها المجتمع مردها، بالأساس، إلى تراجع دور المثقف المغربي"، داعين، بهذه المناسبة، إلى "الربط الجدلي والتفاعل البناء بين المواضيع في المجالات السياسية والثقافية والمراهنة على إنتاج المعرفة بدل الاكتفاء باستهلاكها".