نفاجأ في كل يوم بأحداث شغب في ملاعبنا الرياضية وخاصة الملاعب التي تحتضن مباريات كرة القدم ، أبطالها أشخاص لاعلاقة لهم بالرياضة لا من بعيد ولا من قريب ، إنما همهم الوحيد إفساد الفرجة والمتعة وعكر الأجواء في المدرجات لتشتعل نيران شغب خلف في أكثر من مرة قتلى وجرحى وخسائر مادية لاتعد ولا تحصى . إلى متى سنستمر في هذا الوضع ؟ لقاأت كروية كثيرة عرفت أحداث لا أخلاقية وإصطدامات في مدرجات أعدت خصيصا لمشاهدة الإبداعات التي ترسم في أرضية الميدان ، هذه الأحداث لايسعنا إلا أن نقول عنها إجرامية والأمثلة كثيرة وماخفي كان أعظم . يبدوا لي أن هذه الظاهر تضر بالرياضية الوطنية ، ظاهرة غير صحية بالمرة ، وفي ظل غياب إرادة قوية وسياسة واضحة المعالم للحد من إنتشار هذا الفيروس الذي ينخار جسم رياضتنا ، لن يتغير الحال بل ستزيد الأمور تعقيدا وقد نصل إلى ما لايحمد عقباه ، وعلينا أن نحسب جيدا حساب الخطوات المستقبلية ، حتى لانرجع إلى العصور القديمة ونسقط في فخ الصراعات اللامحسومة . على الرغم أن الجامعة حاولت في أكثر من مرت أن تحد من هذه الظاهرة ، وذلك بفرض عقوبات أو منع الجماهير من حضور بعض المقابلات ، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا ، واستمر الحال على ماكان عليه ، في مثل هذه الوضعيات يجب أن تكون القرارات جريئة وضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه أن يكون فوق القانون ، وغير مسموح التعامل بطرق ملتوية ، لأن القضية وطنية ولا مكان للفوضى . لانستغرب ، ولانستبعد أن تشهد الأيام المقبلة أحداث مماثلة ، لأنه لم يعد خافيا على أحد أن جماهير الفرق الوطنية لها عداوة فيما بينها ، الشيء الذي يهدد سلامة المجتمع ، ونحن في غنى عن الآثار السلبية لهذه الظاهرة ، الأسباب متعددة والنتائح قاسية والمسؤولين في غفلة ، لماذا كل هذا ؟ الله أعلم