أعدمت السلطات العراقية شابا مغربيا من حي الألفة بالدار البيضاء كان قد حل بالعراق قبل 5 سنوات من أجل «الجهاد» و»قتال» قوات الاحتلال الأمريكية. وبحسب معطيات توصلت إليها «المساء» فالشاب المذكور يدعى (بدر.ع)، ويبلغ من العمر 29 سنة، فيما مستواه الدراسي لا يتجاوز السنة السابعة ثانوي. وكان المعني بالأمر قد غادر المغرب في اتجاه إسبانيا سنة 2006، وبعد مرور عام من الإقامة هناك سافر إلى تركيا ومنها دخل العراق . وظل الشاب المغربي على اتصال دائم مع عائلته بحي الألفة عبر الهاتف، خاصة بعد أن عدل عن فكرة «الجهاد» ضد الأمريكيين ليقرر الاشتغال عند مواطن عراقي، قبل أن تختطفه مجموعة مسلحة وتبيعه إلى الحكومة العراقية التي أودعته السجن. وحتى بعد إيداعه السجن، ظل الشاب المذكور يتصل بعائلته، قبل أن تنقطع أخباره بعد آخر مكالمة هاتفية أجرتها معه العائلة يوم ال26 من أكتوبر الماضي المنصرم. وبعد مرور قرابة أسبوع ستخبر العائلة بأن ابنها تم إعدامه في اليوم الموالي لإجراء آخر مكالمة هاتفية، أي يوم ال27 من الشهر نفسه. ونزل خبر إعدام الشاب المغربي على عائلته كالصاعقة، إذ كانت العائلة تراهن على أن تدخل مصالح وزارة الخارجية المغربية على الخط في هذه القضية من أجل عدم تنفيذ حكم الإعدام على ابنها كما حصل مع مواطن تونسي لم ينفذ فيه حكم الإعدام بعد أن احتجت الخارجية التونسية على هذا الأمر، فيما ذكرت مصادر أخرى أن العائلة تحمل وزارة الخارجية المغربية ووزارة العدل والمجلس الوطني لحقوق الإنسان مسؤولية تنفيذ حكم الإعدام ضد ابنها. واستنادا إلى المصادر ذاتها فالشاب المغربي، الذي كان معتقلا تحت رقم 860، لم يكن يعلم بوقت تنفيذ حكم الإعدام في حقه، إذ فوجئ يوم ال27 من أكتوبر المنصرم بأن موظفي السجن جاؤوا عنده وطلبوا منه مرافقتهم إلى الإدارة لأمر هام، وهو ما استجاب له، لكنه لم يعد بعدها إلى زنزانته التي كان يقتسمها مع بعض السجناء. وذكرت مصادرنا كيف أن عائلة المعني بالأمر فوجئت بسفر ابنها إلى العراق من أجل «الجهاد» ضد الأمريكيين، حتى أن والده عاتبه بحدة وطلب منه أكثر من مرة أن يعود إلى المغرب، فيما والدته كادت تصاب بانهيار عندما علمت أول مرة بخبر سفره إلى العراق من أجل «الجهاد». وتشير المصادر ذاتها إلى أن الشاب المذكور، الحاصل على الحزام الأسود في «الكراطي»، لم ينفذ أي عملية ضد القوات الأمريكية، بل إنه اشتكى من سوء معاملة تعرض إليها من طرف بعض مرافقيه دون أن يكشف عن أسمائهم. وتشير المصادر نفسها إلى أن الشاب المذكور حكى لعائلته كيف أنه تعرض إلى ألوان من التعذيب بعد اعتقاله لإرغامه على الإدلاء بمعطيات افتراضية تفيد انتماءه إلى مجموعة مسلحة. وعلمت «المساء» أن عائلة الشاب المغربي ربطت الاتصال بمصالح وزارة الخارجية المغربية من أجل العمل على إعادة الجثة إلا أن مصالح الوزارة طالبتها بوثائق تثبت أن هناك جثة مغربي بالعراق. وفي سياق متصل، علمت «المساء» أن هناك مغربيا آخر معتقلا في العراق ينتظر تنفيذ حكم الإعدام في حقه، ويدعى محمد بن عمر العلوشي من مدينة بعد أن صدر ضده حكم بالإعدام سنة 2009.