اختير المغرب موقعاً لتدشين المشروع الألماني الأول للطاقة المتجددة والذي يطمح إلى إنشاء شبكة مزارع شمسية وهوائية ضخمة تمتد عبر شمال افريقيا والشرق الأوسط لتزود أوروبا ب15% من احتياجاتها الكهربائية بحلول عام 2050 وبتكلفة تبلغ نحو 400 مليار يورو. وقالت الغارديان البريطانية إن مبادرة "ديزيرتيك" الصناعية وهي ائتلاف شركات منها اي اون وسيمنز وميونيخ ري وبنك دويتشه أعلنت في مؤتمرها السنوي بالقاهرة الأربعاء أنها ستبدأ بتشغيل أنظمتها في المغرب مع تدشين بناء المرحلة الأولى من المزرعة الشمسية التي يبلغ انتاجها 500 ميغاواط المقرر العام المقبل. ولم يتم تحديد موقع المنشأة التي تبلغ كلفة إنشائها ملياري يورو بدقة بعد، لكن وفقاً للغارديان فإنها من المتوقع أن تبنى قرب مدينة ورزازات الصحراوية. وتقول الغارديان إن المزرعة ستستخدم فيها المرايا الشمسية لتوليد الطاقة إلى توربينات بخارية تقليدية بدلاً من الخلايا الضوئية المستخدمة في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن بول فان سن الرئيس التنفيذي للمبادرة قوله إن المزرعة الشمسية المغربية التي تبلغ مساحتها 12 كيلومتراً مربعاً "ستكون مشروعاً نموذجياً يثبت للمستثمرين وصناع القرار في أوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا أن رؤية ديزيرتيك ليست مجرد وهم كالسراب، بل إنها ستكون مصدراً رئيسياً للطاقة المتجددة في العقود المقبلة". وقال فان سن إن "ديزيرتيك" هي "مكسب لأوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا، وأضاف إن الربيع العربي خلق فرصاً وأسئلة حول المشروع الطموح". وأضاف "إن التفاوض مع الحكومة التونسية جارٍ حول بناء مزرعة شمسية، وأن الجزائر ستكون المرشحة الأولى بعد تونس نظراً لقربها الجغرافي من غرب أوروبا". أما بقية الدول مثل ليبيا ومصر وتركيا وسوريا والسعودية فهي مرشحة للانضمام إلى الشبكة بدأً من عام 2020 عندما يتم مد كوابل كهربائية مباشرة ذات جهد كهربائي عالٍ إلى مناطق أوسع. ويعكس دعم ألمانيا لمبادرة "ديزيرتيك" القرار الوطني بالاستغناء عن الطاقة النووية تماماً بحلول عام 2022 نتيجة القلق الذي يعود جزء منه إلى كارثة فوكوشيما اليابانية في مارس الماضي.