على بعد أشهر من الانتخابات العامة في المغرب والمقرر إجراؤها في شهر يونيو/حزيران المقبل، تشحذ الدولة المغربية أجهزتها الإعلامية لتحفيز مواطنيها، وبالأخص فئة الشباب على التسجيل في اللوائح الانتخابية، خصوصاً مع إعلان وزارة الداخلية المغربية تمديد فترة هذه العملية إلى 19 فبراير/شباط المقبل. تتبنى إذاعات حرة في المغرب حملات إعلامية لذات الغرض بينها إذاعة "هيت راديو" Hit Radio التي أطلقت حملة تحت عنوان "ما نتصيدش"، ترسل ضمنها على رأس الساعة دعوات للتسجيل في اللوائح الانتخابية، وتنظم في إطارها لقاءات تواصلية في الجامعات والمدارس مع شريحة الشباب بمختلف مدن المملكة المغربية. وامتدت الحملة إلى الموسيقى حيث أطلقت الإذاعة أغنية باسمها يؤديها فنانون مغاربة، حصدت لحدود الساعة أكثر من مليون مشاهدة على قناتها على "يوتيوب". كما شملت الحملة أيضاً إطلاق موقع إلكتروني ينشر الأخبار كافة عنها فضلاً عن إحداث صفحات "فيسبوك" و"تويتر". وعن السبب الذي يجعل إذاعة حرة تخوض غمار هذه الحملة، وتطلقها بالأساس من البرنامج الصباحي Le Morning De Momo الأكثر استماعاً في المغرب، بحسب نسب استماع الإذاعات المغربية، يقول محمد بوصفيحة مقدم البرنامج في تصريح ل"العربي الجديد": "إن الأمر ينبع من واجب وطني رأت الإذاعة أن تنخرط فيه خصوصاً وأن نسبة مهمة من الشباب تستمع للبرنامج وتحتاج للدعم والإرشاد، باعتبار أن العديد منهم لديه تخوف تجاه عمليات الاحتيال والرشى التي ترافق العملية الانتخابية". لكن السؤال المطروح هل تنجح هذه الحملات سواء كانت من مؤسسات إعلامية رسمية أو حرة، في دفع الشباب المغربي (30 في المائة من مجموع السكان) للتوجه إلى صناديق الاقتراع؟ لا سيما وأنه بين عدد سكان المغرب البالغ 30 مليون نسمة حسب إحصاء سنة 2004، لم يتقدم للتصويت سوى 13 مليون ناخب في آخر استحقاق انتخابي عرفه المغرب سنة 2011، في الوقت الذي تشير فيه اللوائح الرسمية إلى أن 20 مليون مغربي في سن التصويت.