تعتبر جماعة الهرهورة واحدة من بين الجماعات التي عاشت مؤخرا قفزة نوعية من حيت الاصلاحات التي شهدتها على مستوى جميع الأصعدة بل و أصبحت قبلة لكل الشخصيات البارزة من فنانين و وزراء و مسؤولين كبار في الدولة ، نظرا للهدوء و النظافة اللذين تتسم بها ، زد على ذلك قربها من الشاطئ و هي اهم سمة تميزها عن غيرها ، غير ان المشكل الوحيد الذي عكر صفو كل المعطيات سالفة الذكر هو تمركز عدد كبير من الحانات و العلب الليلية ، التي بات تستقطب كل انواع الممارسات الممنوعة . و انت مار بالطريق الساحلي بعد منتصف الليل ستستوقف مشاهد قد لا تراها في مكان آخر، سكارى ( مسلمين ) يتمايلون في الطريق ،أو يعربدون أو يتشاجرون ، و نسوة ( عاهرات ) شبه عاريات على جنبات الطريق ينتظرن أي مار قد يصطحبهن بسيارته لاتمام سهرة الليل ، بعدما أنهين للتو سهرة سابقة بإحدى هذه الحفر الملعونة ، ربحن فيها بعض الدراهم أو كؤوس نخب على نفقة بعض السكارى ، و الغريب في كل هذا أن كل هذه المشاهد تقع على مرأى و مسمع من الجميع و لا من يتكلم ؟؟ سؤال إجابته واضحة ... و بين هذا المشهد و سابق ، هناك مشاهد أخرى تقع داخل هذه الحفر، أموال تغدق من أجل كؤوس و نساء و شهوة ، و صالات ميسر يحج إليها كل باحث عن ربح سريع قد يخسر لأجله كل ما جاء به . و كان آخر ما حصل من المصائب التي غالبا ما تنتهي بها كل ليلة من ليالي الهرهورة الماجنة ، مقتل شاب من مواليد 1985 رفض " فيدورات " إحدى الملاهي الليلية السماح له بالدخول لأسباب لم يتقبلها ، فكانت بذلك بداية شرارة الغضب الذي قاد هذا الشاب للموت بطعنة سكين على مستوى الصدر . و أمام كل هذه المشاهد الدرامية و المؤلمة يبقى المسؤولون على المدينة في موقع شرود غير مبرر ، صمت ليس له معنى إلا ان الجميع متواطؤ على قبول مثل هذه المشاريع التي تذر دخلا يوميا خياليا من عائدات الخمور و الميسر و غير من المعروضات التي تقدم علانية ( للمسلمين ) كما يحرم ذلك القانون المغربي ، فمن يحمي رعاة الفساد في إمبراطورية الشخصيات النافذة في الدولة ؟