خاض شاب مغربي تجربة فريدة من نوعها، واستطاع أن يصمم أكبر تاج ملكي في العالم، أملاً في أن يدخل به موسوعة "غينس" للأرقام القياسية العالمية. محمد شراج، اسم يختزل حكاية شاب مغربي ، حالم إلى حد الجنون، بتسجيل اسمه في موسوعة "غينس" للأرقام القياسية العالمية، منذ أن خاض تجربة فريدة من نوعها، واشتغل على تصميم أكبر تاج ملكي في العالم. تعلم شراج، الحدادة والتلحيم والصباغة والتصميم وتشققت أصابعه، وأصبحت يديه داميتين،من فرط ساعات العمل التي كانت تدوم حوالي ستة عشر ساعة في اليوم، بدون انقطاع، وخلال مدة 18 شهرًا، أي ما يقارب 8760ساعة من العمل المتواصل تمكن شراج، من تحقيق إنجازه العالمي، غير المسبوق. شراج، كان استأجر محلاً جعل منه ورشة، لكل أنواع الفنون وكل المهن من الحدادة والصباغة والنجارة والتلحيم وتذويب بعض المعادن، وبعد أكثر من ست سنوات اختمرت فكرة التاج في ذهنه، فبحث عن سبل تنفيذها، من خلال توفير الإمكانيات المادية والمهنية، في أمكنة منعزلة، في مدينة تيفلت، ستة وخمسون كيلومترًا شرق العاصمة الرباط ،مسقط رأسه، حيث يقيم مع أسرته الصغيرة اليوم. "مجنون غينس" هكذا يلقبه أبناء مدينته، يقضي وقته صعودًا ونزولاً أدراج الإدارات العمومية، ومكاتب المؤسسات الخصوصية. ويقول :" أبحث عن سند أو محتضن للمشروع، لإقامة حفل يليق بالحدث وتحضره لجنة من إدارة موسوعة "غينس" للأرقام القياسية، من لندن، بعد أن أعطت موافقتها المبدئية، في رسالة جوابية،ردًا على طلب تقدمت به من قبل". بنبرة لا تخلو من الحزن يسرد شراج، حكايته مع الوعود المعسولة التي تلقاها من هذا المسؤول وذاك، وبإصرار المتشتت بقشة أو خيط أمل رفيع قد يلوح يوما ما أو قد لا يلوح، ويشرب قهوته السوداء على مهل وينفث دخان سيجارته في الهواء بعيدا ويضيف قائلا: "المهم أنني حققت طموحًا، أعتبره وطنيًا، وثابرت على حساب قوت ووقت أولادي وأسرتي، فقد ضحيت كثيرًا و اكتشفت أشياء أخرى كثيرة، وهي خلطة من المواد المعدنية مختلفة وتستعمل لأول مرة،كما ابتكرت بلورات مضيئة خاصة بي، ملكية صنعها الفكرية، في تركيب وإنتاج هذا الإنجاز العالمي، الذي سيصبح ملكًا لكل المغاربة، بعد تسجيله، طال الزمن أو قصر في موسوعة غينس". ويشير إلى انجازه يتجاوز " أكبر تاج ملكي في العالم وهو في بريطانيا، من حيث الحجم أما القيمة المالية فالتاج البريطاني مصنوع من الأحجار الكريمة الثمينة جدًا وليس ممكنًا لشاب لا يملك قوت يومه أن يتحداه، ولا أعتقد أن هناك تاجًا ملكيًا في اسبانيا مسجل في موسوعة غينس، للأرقام القياسية، كما يشاع خطأ في عدد من وسائل الإعلام". في عز المظاهرات والحركات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح في المغرب، يبتسم المبدع الشاب، ابن تيفلت، المدينة الناشئة وسط المغرب، ويضيف "أنا أساهم بهذا العمل والتاج الكبير( البالغ ثلاث أمتار طولاً وعرضًا، وقطره البالغ 160 سم، كما يبلغ الوزن 364 كلغ، تعلوه نجمة خماسية والراية المغربية) إلى جانب كل الحركات الشبابية المغربية المطالبة بالإصلاح والموحدة خلف الملكية، في المغرب من أجل مستقبل سياسي واقتصادي زاهر". في انتظار أن ينال المشروع التطوعي، وهذا الإبداع المغربي، المتفرد حقه في التسجيل، في موسوعة غينس للأرقام القياسية العالمية، وحتى يتوفر ثمن تذاكر الطائرة لثلاثة أشخاص، من لندن ذهابًا وإيابًا واستضافتهم كلجنة للتحكيم ، أسس محمد شراج هيئة أطلق عليها اسم “منتدى الشباب الحداثي”، يهدف من خلالها إلى تأطير وجمع شمل الطاقات المبدعة الشابة للتعبير بأشكال مختلفة من الفنون، عن حب الوطن وترسيخ روح المواطنة لدى الفئات الناشئة. ويعتزم شراج، بصفته رئيسا للهيئة إطلاق مشروع وطني، تحت شعار، مسار الوحدة، سينطلق مستقبلاً ،ويقول " هو عبارة عن قافلة تجوب عددًا من مدن وأقاليم المملكة انطلاقًا من الرباط مرورًا بالعاصمة العلمية فاس، وعروس الشمال طنجة، تجاه العاصمة الاقتصادية، الدارالبيضاء، في انتظار وصوله المدينة الحمراء." ويضيف: " قبل أن تحط القافلة التي يتقدمها أكبر تاج ملكي في العالم، رحالها في عاصمة سوس تجاه الصحراء المغربية، وفي كل من طانطان وكلميم، لتصل إلى الأقاليم الجنوبية، سيزين التاج إحدى ساحات، مدينة مغربية، في الصحراء الغربية، على غرار أكبر راية في العالم التي تم تسجيلها، في الداخلة، كرقم قياسي في موسوعة غينس، قبل أن ينتقل الرقم القياسي العالمي اليوم إلى بيروت في لبنان".