قدَّم شريط الفيديو الذي تمّ تصويرُه في الجادة التي تبعُد عشرات الأمتار عن مكاتب أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية، ويُظهر رجُلان مُسلحان ببنادق آلية يخرُجان من سيارة ويُرديان شُرطياً عن قُرب برصاصة في الرأس قبل أن يلوذا بالفرار،قدَّم دليلاً دامغاً لأنصار نظرية المُؤامرة المُشكِّكين في الرواية التي قدَّمتها السلطات الفرنسية حول الهُجوم الإرهابي. ولفهم مُجريات الأحداث وتعليل الوقائع والتطورات الجارية - المُتسارعة من حولهم، باتت نظرية المؤامرة واحدة من أهم أدوات المقاربة المعمول بها لدى أنصار هذا التوجه من مُحللين ومُتتبعين. ومع أن نظرية المؤامرة هذه نظرية لها ما يُبررها في كثير من الأحيان، ولديها قدرة على التماسك والنفاذ ضد التحاليل القائمة - المُضادة ،إلا أنها تكتسب في أوقات الشدة والأزمات مزيداً من الجمهور الأكثر استعداداً للقبول بما تروج له من معلومات وحتى إشاعات أحياناً. نظرية مُؤامرة شارلي إيبدو الفرنسية وما تلاها داخل متجر الأطعمة اليهودية، هي في حقيقة الأمر مجموعة نظريات مُؤامرة، تُحلل ما وقع بربطه بُمخططات الحكومة الفرنسية المُدبرة للهجمات الدموية من جهة، أو بالمُخطط الإسرائيلي (عقاب لفرنسا بعد أن صوتت لصالح دولة فلسطين) من جهة ثانية. أنصارُ نظرية المُؤامرة يقولون أن ما جرى لا يعدو أن يكون مُجرد لعبة حُبكت في دهاليز المخابرات الفرنسية من أجل تشويه صُورة الإسلام عموماً، ومن أجل كبح المد الإسلامي الذي أصبح يكبرُ منذ سنوات، خصوصاً في ظل الخطر الذي أصبحت داعش تُشكله على فرنسا، بعدما تأكد من أن مئات الفرنسيين قد إلتحقوا بصفوفها.في حين يعتقد البعض الآخر أن ما حدث قبل يومين ليس سوى تمهيداً لخطة رسمتها اسرائيل لإركاع فرنسا بعد أن أبدت تملمُلا يخدُم مصالح الفلسطينيين. هؤلاء المُشكِّكين في مُلابسات ما وقع وما قيل عنه، يتساءلون عن قدر الغباء الذي تحلى به أحدُ منفذي العملية، وكيف سمح لنفسه أخذ بطاقة هويته الوطنية أثناء خروجه لتنفيذ عملية إرهابية، ثم نسيانُها في السيارة التي قيل أنها مسروقة ؟!
وعلى أيٍّ، فقد شنَّت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، هجوماً على بعض المواقع الإخبارية التي وصفتها بأنها من أنصار نظرية المؤامرة، وتتهم جهاز المُخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالتورط في الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إبدو"، الأربعاء الماضي. وقالت الصحيفة، أنه "في الوقت الذي تطارد الشرطة الفرنسية المتورطين في الهجوم على الصحيفة الفرنسية، هناك من يتهم إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، أو بالأحرى، يتهم الموساد".