جرى مساء اليوم الجمعة بالدار البيضاء تنظيم حفل تكريم البروفيسور عبد اللطيف بربيش، "رائد الطب المغربي" وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، بحضور عدد من أصدقاء وتلاميذ وزملاء الفقيد. وبهذه المناسبة، أكد سعد أكومي، رئيس التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، أن "هذه الأمسية التكريمية والمخلدة لذكرى الراحل عبد اللطيف بربيش تعد اعترافا من قبل كل أصدقائه وزملائه وتلامذته وكل من واكب مساره المهني والإنساني بالخدمات الجليلة التي أسداها هذا الرجل الكبير انطلاقا من موقعه في أكاديمية المملكة، وكرائد من رواد الطب في هذا البلد، بحيث كان من الأوائل الذين ساروا به إلى الأمام وبذلوا جهدا كبيرا لتكوين أجيال من الأطباء"، مشيرا إلى أن سيرته تحفل بالإنجازات والمهام المختلفة التي تقلدها عبر حياته المهنية، وتشهد على ذلك الميداليات والجوائز والأوسمة التي حاز عليها من دول مختلفة نظير الأبحاث والأعمال التي قام بها لخدمة الطب في بلده وعبر العالم. وفي الاتجاه نفسه اعتبر مولاي الطاهر العلوي، أستاذ أمراض النساء والتوليد وعميد كلية الطب بالرباط سابقا ورئيس جامعة محمد الخامس السويسي سابقا، أن مناسبة اليوم "هي تقدير واعتراف بالجميل من قبل تلامذته وزملائه لما أسداه لهم من خدمات كأستاذ ومؤطر ومنظر وشخصية خلوقة"، مؤكدا أنه كان "معروفا بتواضعه وخصاله الراقية، والتي ستبقيه خالدا في ذاكرة كل من عرفه وزامله وتتلمذ على يديه، فقد كان مبدعا ورئيس مدرسة الطب المغربية، والطب الحضاري العلمي مدين له ولإساهاماته غير المحدودة". وشدد على أنه برحيل البروفيسور بربيش " نكون قد فقدناه لا كطبيب، بل كمنظر ومواطن وإنسان غيور على الثقافة العربية الإسلامية، وجزء من تاريخ الطب الحديث، ورمزا للقيم النبيلة التي نحن في حاجة ماسة إلى دعمها وتطبيقها كما حرص هو على ذلك طيلة حياته". وذكر نجيب الوارثي الزروالي، عميد كلية الطب بالدار البيضاء سابقا ووزير سابق للتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بفترة قضاها الفقيد كعميد لكلية الطب بالرباط "كان فيها الأب الحنون لكل طلبة الكلية"، مشددا على أن خسارة عبد اللطيف بربيش "هي خسارة للطب المغربي وللتقدم العلمي الذي كان أحد أعمدته من خلال موقعه كأمين سر دائم لأكاديمية المملكة". وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد اعتبر في برقية تعزية توجه بها إلى أسرة الفقيد أن رحيل الفقيد العزيز إلى دار البقاء، لا يعد خسارة لأسرته الموقرة فحسب، وإنما يعد أيضا خسارة لوطنه المغرب، الذي فقد فيه طبيبا مرموقا، وأكاديميا مبرزا، مشهودا له بالخصال النبيلة، والتواضع الكبير، وبغيرته الشديدة على الارتقاء بالبحث العلمي في وطنه الذي كرس حياته لخدمته في تفان وإخلاص ، ووفاء مكين للعرش العلوي المجيد. كما استحضر جلالته في هذه البرقية، ما كان يجسده الفقيد الكبير من سلوك رفيع، خلال توليه لشتى المسؤوليات السامية ، كعميد لكلية الطب ، وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، وكعضو في العديد من الأكاديميات والجمعيات الوطنية والدولية ، "مما جعله يحظى بتقديرنا المولوي الخاص ، وباحترام كل من عرفوه". وينتمي الراحل، الذي توفي يوم فاتح يناير الجاري عن 81 عاما بالرباط، إلى الجيل الأول من الأطباء المغاربة، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة مونبولييه سنة 1961. وأشرف الفقيد على أول عملية لزرع الكلي بالمغرب في أكتوبر من سنة 1968، وأحدث أول مركز لغسيل الكلي بالمملكة سنة 1973. كما تم تعيين الراحل أستاذا محاضرا مبرزا في الطب بكلية الطب بالرباط سنة 1967. وشغل الراحل العديد من الوظائف، منها عميد كلية الطب بالرباط ما بين سنتي 1969 و1974. وتم تعيينه سنة 1982 أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية. وكتب الراحل العديد من المؤلفات، كما حظي بالعديد من التوشيحات والجوائز المهنية والفخرية. وشهد الحفل، المنظم بمبادرة من (الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال الخواص) و(الجمعية المغربية لعلوم الطب) و(الجمعية الوطنية لمصحات القطاع الخاص) و(التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص) و(ودادية قدماء أساتذة الطب بالدار البيضاء)، إعلان الجمعية المغربية لعلوم الطب عن إحداث جائزة سنوية للبحث الطبي تحمل اسم الراحل عبد اللطيف بربيش.