جريمة بشعة بكل المقاييس تلك التي تعرضت لها فاطمة ذات 27 سنة و المنحدرة من زاوية سيدي عثمان جماعة ترميكت بورزازات ، على يد أم و اثنين من أبنائها الذكور(خ.و)(ي.و) ، و للإشارة فالضحية يتيمة الأم ، أما الأب فهو يعمل خارج مدينة ورزازات، و تعود وقائع الحادثة عندما كانت فاطمة تشتغل في بيت الأم (ر.ع) كخادمة بمبلغ شهري هزيل جدا قدر ب ( 300 درهم شهريا) ، في المقابل كانت تتعرض لأبشع و أسوء أنواع التعذيب من ضرب بالسلك الكهربائي على جسدها النحيل و حبسها في دورة المياه ، و صفع على الوجه...الخ ، إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى ما هو أسوء ، حيث تناوب أبنائها الذكور على هتك عرضها و اغتصابها بتكبيل يديها و رجليها مما نتج عن الأمر حمل غير شرعي(و للإشارة فأبنائها الذكور احدهما متزوج و الأخر عاطل عن العمل بالإضافة إلى ابنة تعمل سكرتيرة لدى شخصية نافذ بمدينة ورزازات . و ظل الوضع على ما هو عليه طي الكتمان حتى بلغ الجنين في بطن المسكينة (فاطمة) سبع أشهر ، و عند علم الأم السادية بالأمر قررت إجهاض الجنين ، بمحاولة ضربها على البطن و مناولتها جبرا أعشاب مسمومة من اجل إجهاضه ، متناسية على أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة للقتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد ،و كل ذلك العمل الإجرامي قامت به بحجة أن تتستر على الجريمة البشعة التي تسبب فيها ابنيها و من اجل حمايتهما من أي متابعة قضائية . تدهورت حالة فاطمة كثيرا و بشكل حرج بعد تعرضها لمختلف أنواع العقاب و التعذيب و مناولتها كرها لتلك الأعشاب الفتاكة ، ليتم نقلها إلى مستشفى سيدي حساين من طرف الأم (ر.ع) بحجة أنها فتاة متخلى عنها و انه من باب الخير و الإحسان قد تم جلبها لكي تقدم لها يد المساعدة من اجل إخراج الجنين ذي السبع أشهر من بطن أمه بواسطة عملية قيصرية طارئة، و شاء الرحمان أن يرحم ذاك الطفل البريء ليتوفى بعد إخراجه بقليل ، ... عند تعافي فاطمة نسبيا بالمستشفى يتم إعادتها إلى وكر الوحوش محاولين إخفائها عن عيون أهلها الأصليين كلما جاؤوا للسؤال عنها و الذين لا يعلمون شيئا عن كل هذه الأحداث و ما وقع لابنتهم من جرائم يندى لها الجبين ، مبررين إخفائها بسفر أو مناسبة أو غير ذالك ، ليفاجئ أهل الضحية بعد مرور أشهر عن الحادثة بابنتهم أمام باب المنزل و قد جلبتها تلك المرأة المنعدمة الضمير ، في حالة مزرية و ملابس رثة ، مشوهة و منفوخة الوجه ، لا تقدر على الكلام و لا تستطيع المشي، خلاصة القول أنها أضحت مشلولة التفكير و الجسد بعد كل ما وقع لها ، و عند السؤال عن حالة الضحية و تلك الحالة المزرية التي قدمت فيها أخبرتهم الأم (ر.ع) و بكل وقاحة أنها تعاني من الم في الأسنان فقط ، و غادرت المنزل بكل برودة ، لتترك الفتاة مع أهلها و ألاف الأسئلة تطرح عن تلك الحالة التي شوهدت فيها ، فلم تتحدث مع احد و لم تبح لأحد سرها ، حتى قررت آن تروي قصتها لأختها الصغرى تحت جنح الليل و الكل نيام و تحكي لها عن كل ما وقع خلال هذه الفترة الطويلة . و عندما شاع الخبر وسط العائلة قرروا مباشرة التوجه بها إلى مستشفى سيدي حساين و إجراء الفحوصات الطبية الأزمة للتأكد من الأمر ، و قد خرج تقرير الطبيب الشرعي على أن الفتاة فعلا تعرضت للتعذيب و الاغتصاب الناتج عنه افتضاض بكارة و حمل و الذي أدى إلى عملية قيصرية لانقاذ حياة الضحية بعد الكم الهائل من السموم التي قدمت لها قصد إسقاط الجنين. مباشرة بعد ذلك توجهت خالة الضحية إلى مركز الشرطة لتقديم شكاية ، و تم تسجيل المحضر ليأمر وكيل جلالة الملك بالمحكمة بإحضار المتهمين (خ.و)(ي.و) ، و فعلا تم القبض عليهما و إحضارهما و الاستماع إليهما. لكن مسلسل الضغوطات من اجل التنازل عن الدعوى لم ينتهي ، فبعد قرار إدارة مستشفى سيدي حساين أن تبقى الضحية تحت العناية لمدة شهر كامل بداخل المؤسسة ، و في خلال تلك المدة ، تعرضت الضحية فاطمة إلى محاولتين للاختطاف من داخل المستشفى لطمس معالم الجريمة لكن الألطاف الإلهية حالت دون ذلك ، لتتدخل الأخت الوحيدة لشقيقين المتهمين و تطلب يد المساعدة من تلك الشخصية النافذة بإقليم ورزازات ، للتدخل من اجل تبرأت أخويها الاثنين ، حيث أن هذا الأخير توجه إلى عائلة الضحية و عرض عليهم أن يتكفل بمصاريف التطبيب و كل ما يلزمها بشرط أن يتنازلوا عن الدعوى، إلا أن طلبه قوبل بالرفض القاطع .و فضلت عائلة الضحية فاطمة متابعة الجناة و أن يأخذ العدل مجراه ، فانتظار ما ستجود به المحكمة من عقوبة في حق هؤلاء الذئاب البشرية فلنكن على يقين على أن عدالة السماء فوق كل شيء.