تعيش ساكنة مدينة أولاد تايمة هذه الأيام على وقع ظاهرة خطيرة، متمثلة في وقوع سلسلة من حالات الإنتحار. ففي بحر الأسبوع المنصرم ، وضع عامل فلاحي في الأربعينيات من عمره حدا لحياته شنقا، حيث رمى بنفسه وعنقه ملفوفة بواسطة حبل على مسافة خمسة أمتار من على سطح منزله. أسباب الإنتحار حسب رواية زوجته معاناة نفسية، لكن أقاويل أقارب الزوج تفيد أن الهالك كان في خلاف مع زوجته. و في ذات السياق مساء تفاجئ سكان حي بوخريص على وقع عملية إنتحار جديدة... لكن هذه المرة الضحية طفل في الثالثة عشرة من عمره ينحدر من عائلة ميسورة الحال، الهالك وجده والداه معلقا بحبل مخصص لنشر لملابس على سطح المنزل، الحادث شكل لغزا محيرا للعائلة و حتى المحققين، لكون الطفل قيد حياته -بحسب تصريحات والديه- لم يكن يعاني من أي مشكل، ويضيفون أنه كان مرحا مع العائلة، محبا للحياة، مجدا في دراسته، مواظبا على مزاولة رياضة الكاراتيه التي يعشقها، حيث كان يزاول هذه الرياضة بأحد الأندية الموجودة بالحي. تصريحات أبويه تفيد كذلك أن طفلهم لم تظهر عليه أية أعراض تشير الى كونه يعاني من مشاكل داخل المدرسة أو مع أصدقائه. بعض السيناريوهات المحتملة لهذا الحادث، إمكانية حب الطفل للرياضة جعله يعلق بالحبل، لكن خطأ ما حوله إلى حادث. هذه الفرضية جعلت المحققين يوجهون جثة الطفل نحو التشريح الطبي من أجل معرفة ألأسباب الحقيقية للوفاة. الهالك يبلغ 13 سنة يتابع دراسته بإحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة في مستوى الثاني إعدادي و هو الطفل البكر في عائلة مكونة من أبوين وطفلين أصغر منه سنا. عملية الإنتحار هذه تعد الأولى من نوعها ضحيتها طفل، والرابعة بمدينة أولاد التايمة في أقل من شهرين. أولها إنتحار مدير مؤسسة تعليمية شنقا، تليها إنتحار إمرأة متزوجة وهي حامل في شهرها السادس رمت بنفسها من الطابق الثالث لمنزلها. وبعدها إنتحار عامل فلاحي شنقا الأسبوع المنصرم . الرابط الأساسي لهذه الحالات أن بعضها تبثت معاناته نفسيا، في أن البعض الآخر مات و معه لغز. تجدر الإشارة أن مدينة أولاد تايمة تتصدر مدن جهة سوس ماسة درعة بخصوص حالات الإنتحار بمعدل ثمان حالات سنويا أو أكثر، دون أن تتوفر المدينة و لو على عيادة للطب النفسي.