اقترب فريق الوداد البيضاوي المغربي من احراز لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه بإقصائه انيمبا النيجيري من نصف النهائي بالفوز 1-0 في مجموع المباراتين. وعلى مدار البطولة الإفريقية لم يكن عملاق كازابلانكا مرشحاً للتتويج عندما اشترك في البطولة او في دور ال16 امام مازيمبي الكونغولي حامل لقب اللقب او في مرحلة المجموعات التي خسر في أخر جولاتها بثلاثية امام مولودية الجزائر او في نصف النهائي ذهابا أو ايابا. سيناريو مشابه تماما لسيناريو الدانمارك 92 وبالنظر لسيناريو تأهل الوداد رغم خروجه من ثمن النهائي امام حامل اللقب في مجموع المباراتين بنتيجة 2-1 سنجد انفسنا امام قصة تشبه كثيراً قصة الدانمارك في بطولة كأس امم اوروبا لعام 1992 (يورو 92). في 1992 ادت الحروب اليوغوسلافية إلى اصدار الاتحاد الاوروبي لقرار - قبل عشرة ايام من بداية البطولة الاوروبية - بمنع المنتخب اليوغوسلافي من دورة الامم الاوروبية لتشارك صاحبة المركز الثاني في التصفيات الدانمارك في البطولة. وشاركت الدانمارك في البطولة لتلعب في المجموعة الأولى بجوار الجارة السويدوإنجلترا رابع العالم حينها وفرنسا التي تمتلك جان بيير بابان أفضل لاعبي أوروبا وقتها. وتعادلت الدنمارك سلبياً مع إنجلترا ثم خسرت بهدف الكلاسيكي توماس برولين امام السويد لكنها نجحت في اقصاء فرنسا بالفوز 2-1 لتحتل المركز الثاني وتلاقي هولندا في نصف نهائي شهير. وتصدى الحارس الأسطوري بيتر شمايكل لركلة جزاء الهولندي ماركو فان باستين أفضل لاعبي العالم في 88 و89 و92 ليتأهل احفاد الفايكنج للنهائي ليواجهوا ألمانيا بطلة العالم وقتها. ونجح لاعبو المدرب ريتشارد نيلسين في التتويج بلقب بطل القارة العجوز من لاعبي بيرتي فوجتس اللذين انتظروا أربع سنوات بعد ذلك كي يغتنموا اللقب في 96. هل يكرر الوداد التجربة الدانماركية؟ نتائج الوداد في بطولة إفريقيا 2011 تتشابه كثيراً مع نتائج الدانمارك 92، فالوداد فاز بصعوبة على سيمبا التنزاني في مباراة اقيمت بالقاهرة عقب اقصاء مازيمبي لإشراكه لاعبين لا يحق لهم المشاركة وجاء فوز الوداد في أخر 3 دقائق بثلاثية نظيفة ليمنحه الظهور في ربع نهائي البطولة التي كان قد خرج منها فعليا. وخلال مرحلة المجموعات لم يحقق الوداد إلا فوزاً وحيداً وتلقى هزيمة من أضعف فريق بالمجموعة بحسب النتائج وهو مولودية الجزائر بثلاثية مقابل هدف لكن ساعده التعادل مرتين في تونس والقاهرة مع الترجي والأهلي واستغلال سوء نتائج الأحمر ليتأهل لنصف النهائي. وفي نصف النهائي فشل بطل القارة في 2003 و2004 في هز شباك الوداد رغم نجاح انيمبا في احراز 11 هدف في مرحلة المجموعات كأفضل هجوم بالتساوي مع الوداد. وقد يكون ملعب رادس بالعاصمة تونس هو مكان احتفال الجار الوداد في 12 نوفمبر المقبل كما احتفلت الجارة الدانمارك بملعب اوليفي بمدينة جوتنبرج السويدية في 26 يونيو 1992.