كثيرون هم الرجال الذين رحلوا عنا وفارقونا بلا رجعة إلى دار الخلود و البقاء، وكثيرون منهم غادرونا في صمت مريع دون أن يحدثوا وراءهم ضجة أو رجة، ولكنهم في المقابل تركوا بصماتهم خالدة في إحدى مجالات الحياة دون أن ينالوا حقهم من التكريم و التشريف. وحتى لا تبقى عطاءات هؤلاء الرجال طي الكتمان و الإهمال، ووفاء لهم، واستحضارا لسيرتهم ومسيرتهم، ارتأينا أن نخصص لهم هذا الركن عسانا بذلك نعبر عن بعض الوفاء لأرواحهم، وعلنا بذلك ننقل إبداعاتهم إلى جيل الحاضر و المستقبل، أملين أن نحذوا جميعا حذو هؤلاء الراحلين المكافحين ونقتدي بأفعالهم وأعمالهم في ما تبقى من حياتنا وقبل مماتنا. الحاج عبد الله الصقلي • يعد من أبناء مدينة الناظور وأحد مثقفيها وعلماءها الأجلاء. • ولد الراحل سنة 1924 بقبيلة بني سيدال من والده الفقيه سيدي الحاج عبد القادر والهادي، بعد تلقيه للتعليم الابتدائي و الثانوي التحق بجامع القرويين حيث تخرج منه وهو من حفظة كتاب الله العزيز، وكان متمكنا من الثقافة العامة وإدمانه على القراءة خصوصا في كل ماله علاقة بالمجال الديني، اشتغل الفقيد الراحل أستاذا للفقه بثانوية التعليم الأصيل "محمد الخامس حاليا". عرفته منابر مساجد الإقليم، مرشدا وخطيبا متمكنا وشارك ضمن العديد من الوفود التي كانت تبعث من طرف وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية إلى عدد من دول المعمور. • كان عضوا نشيطا في رابطة علماء المغرب وصديقا حميما لرئيسها الأستاذ العلامة سيدي عبد الله كنون. • عين عضوا بالمجلس العلمي حيث ساهم في العديد من أنشطته مرافقا لعلماء أجلاء أمثال سيدي مقدم بوزيان، سيدي عمر أشركي، سيدي العدولي وغيرهم رحمة الله عليهم، وعلى اثر وعكة صحية ألمت به ولم تمهله طويلا، انتقل إلى عفو الله ورحمته تعالى يوم 26 فبراير 2004 ودفن بمقابر سيدي سالم بالناظور مخلفا وراءه ذرية صالحة. رحم الله سيدي الحاج عبد الله الصقلي وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا.